المقالات

مظاهـــرات مشروعــــة ومنصـــات ممـــنوعة

378 00:43:00 2013-03-27

بقلم ابراهيم الجبوري

المظاهرات تستمد شرعيتها من الدستور وشرعية المطالب والحقوق التي يطالب بها المتظاهرون والكيفية والطريقة التي يتظاهرون بها ومدى انسجامها مع الدستور والقانون والتاييد الشعبي والسياسي لهذه المطالب يعزز من مشروعيتها... وما شهدته المناطق الغربية وامتد الى مناطق اخرى من العراق بدء منسجماً مع هذه الضوابط وحصل على التأييد الشعبي والديني والسياسي الكافي لتحقيق المطالب العادلة والمشروعة لهذه التظاهرات ولكن هذه المظاهرات صودرت من قبل بعض السياسيين والطائفيين الذين حاولوا ولازالوا يحاولون ان يفرضوا اجنداتهم عليها من خلال منصات وخيم تهدد الامن والاستقرار وتعيد العراق الى دولة حاضنة للقاعدة والارهاب يتصارع ويتكالب عليها كل من يريد الشر لهذا البلد او يحاول ان يسوق نفسه كمطية للاجندات الخارجية لبعض الدول الاقليمية التي تنفذ مخطط تفتيت المنطقة وتقسيمها الى دويلات متناحرة. ان ماشهدته المظاهرات من خروج عن المألوف ليس اتهاماً او تشويه لصورة وحقيقة هذه المظاهرات وانما حقيقة تؤكدها اصوات المتظاهرين التي غابت ولم نعد نسمع غير اصوات الطائفيين والساعين للفتنة من خلال تشكيل جيش العزة والكرامة والخطاب الطائفي المحموم والاتهامات المتواصلة على الاساس الطائفي والافلام المسربة من ساحات التظاهر والاعتصام وغيرها من الادلة على انحراف البعض بمسار التظاهرات ، وما حدث من صدامات مؤخرا بين المتظاهرين السلميين والمتطرفين الساعين لعسكرة التظاهرات والذين صادروا المظاهرات وجيروها لاجندتهم ومن خلال تعاملهم السيئ والطريقة التي تعاملوا بها مع غيرهم من المتظاهرين الساعين للمحافظة على سلمية التظاهرات كلها مظاهر تؤكد عدم احقية وقدرة هؤلاء على تحمل الاصوات المعارضة لافكارهم وطروحاتهم . ما يسعى اليه دعاة الفتنة الذين يحاولون القفز على الواقع الذي اقرته هذه التظاهرات من المطالب المشروعة التي تبنتها ودعت الحكومةلتنفيذها المرجعيات الدينية واغلب القوى السياسية العراقية التي اتخذت موقفا واضحا من هذه التظاهرات ودعت الحكومة الى الاستجابة لما يتوافق مع الدستور والقانون منها ...هذه الدعوات التي تسعى الى حلول مبنية على لغة الحوار والتفاهم وسقف المطالب المشروعة تحت خيمة ومظلة الوطن الواحد الذي يكفل العدل والمساواة لجميع ابناءه من دون اي تمايز قومي او اثني ويحترم الدستور سواء اتفقنا معه او اختلفنا فيه كمرجعية لكل العراقيين ولنؤسس لدولة المؤسسات والشراكة الحقيقة . والمتظاهرين اليوم مطالبين بتحديد اسماء وقيادات واضحة للتفاوض عنهم وفرز القيادات المعادية للعملية السياسية والتي تسعى للصدام الطائفي وتجر العراق والعراقيين الى لغة بعيدة تماماً عن مبادئ واسس الدين والمواطنة والتعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد وعلى الحكومة العراقية الجلوس لطاولة الحوار المباشر مع الممثلين الحقيقيين لهذه التظاهرات من اجل الوصول الى حلول تحفظ الدم العراقي وتلبي مطالب المتظاهرين العادلة بدلا من الاستجابة البطيئة وتنفيذ هذه المطالب على استحياء . مايجري من احداث ساخنة وصراع في المنطقة وخصوصاً في سوريا وعدم الاستقرار الذي تشهده معظم الدول العربية يجعلنا امام مسؤولية كبيرة وتحديات اكبر خصوصا وان التحالف البعثي الصدامي مع القاعدة يحاول ان يصادر الحراك الشعبي ويسعى للاستفادة من هذا الحراك الى اقصى حد ممكن لافشال التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق والتي لازالت بحاجة الى وقت اكبر مع نضوج سياسي من قبل القيادات السياسية وابناء الشعب العراقي لاستثمار الوقت بشكل صحيح في بناء الوطن وارساء دعائم البناء والاعمار فيه بدلا من ضياعه في ازمات متعاقبة ومخططات الهدف منها تفكيكه وتفتيت لحمته ونسيجه الاجتماعي والوطني . العراق اليوم بحاجة الى مواقف وطنية صادقة تتغلب فيها المصلحة الوطنية والانسان العراقي على كل المصالح الاخرى سواء كانت حزبية ام فئوية والدعوات الى نبذ الطائفية يجب ان تكون هناك خطط عملية واضحة لتطبيقها واعتماد المنافسة في البرامج الانتخابية سبيلا مشروعا لحصد اصوات الناخبين بدلا من الحراك الطائفي الذي سيكون فيه صوت الناخب ملطخاً بدماء الابرياء من ابناء الشعب العراقي . ان المصارحة والمكاشفة وطاولة الحوار الوطني وليس السلطوي يجب ان تضع حلولا لكل المشاكل التي تعيق التنمية الاقتصادية والعمرانية والاستقرار السياسي فمطالب المتظاهرين وتحقيقها توفر حلولا لجزء من المشكلة اما الجزء الثاني منها فأن على الاحزاب الكردستانية ان تلعب دورا اساسيا في حله من خلال المساهمة الايجابية في تحديد اطر واضحة لعلاقتهم ومستقبلهم في الدولة العراقية وتحقيق مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية وليست المصلحية القومية والفئوية الضيقة وهم مطالبون بالعمل ضمن نسيج الدولة وليس في الاعتماد عليها فقط في الجانب المالي والاستقلال عنها في باقي الجوانب ومطالبة الحكومة بتطبيق الدستور في مجالات محددة وتجاهلها في المجالات الاخرى . نحن اليوم بحاجة الى لغة العقل وصوت المسؤولية وللسنا بحاجة الى منصات للخطابات الثورية والشعارات الجمهورية وعلى ابناء المنطقة الغربية ان يساهموا في تحمل المسؤولية في المحافظة على وحدة العراق واستقلاله الوطني وينبذوا الاصوات التي دعت الى التدخل الخارجي والعنف لتحقيق المطالب ويسعوا الى الحل الوطني بدلا من الفتنة مثلما مفروض على الحكومة ان تسهم بدور اكبر في معالجة الازمات من حيث اسبابها ومسبباتها وعليها ان تلعب دور اكبر في حلها على اساس وطني بعيد عن التفرد والحزبية او الهيمنة السياسية على القرار السياسي وايضا على اساس المكاشفة ووضع الحلول الصحيحة لكل مشكلة بدلا من الهروب منها، وعلى القوى السياسية ان ترتقي لمستوى الاخطار التي نواجهها وان تساهم بتفعيل دور البرلمان الذي لادور له عله يساهم بالحل ويكون له دورا في تشريع القوانين واللوائح التي تخدم المواطن وتنهي حقبة قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل التي لازالت تتحكم بنا وتعطي للبعثيين املا بالعودة للحكم من بوابات مختلفة ولعل المنصات واحدة منها . ان اهم ما يمكن استخلاصه من الازمات الحالية هو ان العراق الجديد لايمكن ان يحكم من جهة او حزب او معينة وان الشراكة الفعلية في رسم السياسات العامة وادارة الدولة يجب ان تتم من خلال التوازن السياسي والقرار الجماعي المعبر عن طبيعة المجتمع العراقي واطيافه المتنوعة وعلى الجميع ان يدرك هذه الحقيقة ويسلم بها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك