المقالات

الفضائية العراقية ومصاب الزهراء عليها السلام

682 02:18:00 2013-03-29

خضير العواد

من الأسس المهمة التي أنجحت الأنظمة الديمقرطية في العالم هي أحترامها لمعتقدات شعوبها إن كانت هذه المعتقدات تتفق مع معتقدات حكوماتها أم لا ، وهذا الإحترام قد يكون في الشارع على شكل قوانين تشرع يحترم أفراد المجتمع معتقدات بعضه بعضا أو في المؤسسات الحكومية من خلال التوظيف أو المعاملة مع الفرد أو الموظف ، ومن أهم المؤسسات التي يجب أن تهتم بهذا المبدأ هي الإذاعة والتلفزيون الحكومي ، لأنها تعكس مدى أحترام السلطة التنفيذية لعقائد المجتمع الذي تقوده ومدى عدالتها في أعطاء الفرصة لجميع مكونات المجتمع للتعبير عن معتقداتهم وأحترام مشاعرهم في المناسبات الدينية التي تهمهم ، فمثلاً الفضائية العراقية هي جزء من شبكة أعلامية واسعة تابعة للحكومة العراقية ، أي يجب أن تمثل هذه الفضائية الشعب العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ، لذا على هذه الفضائية أن تنقل الى المشاهد تطلعات ومشاعر هذا الشعب مع الدفاع عن حقوقه بصورة متساوية ، وأما عمل هذه الفضائية فيجب أن يكون بأحد هذه الاليات: أما بطريقة المحاصصة التي أبتليت بها العملية السياسية في العراق أو عن طريق الأغلبية التي فازت بالإنتخابات وتكونت على أثرها الحكومة .ففي كلتا الحالتين يجب أن يكون هناك بعض الإهتمام لهذه القناة في أيام جمادي الأول بقضية مصاب الزهراء عليها السلام وما يمثل هذا المصاب لدى أغلب الشعب العراقي ، لان في حالة المحاصصة فالحصة الأكبر يجب ان تكون للاغلبية الشيعية ، وان كانت تمثل الحكومة فالحكومة تمثل الاغلبية وهم الموالين لأهل البيت (ع) ، ولكن نلاحظ هذه القناة لم تصل الى المستوى المطلوب في نقل مايخلج في نفوس الاغلبية أتجاه مصيبة سيدة نساء العالمين عليها السلام ، لذلك كانت هذه القناة غائبة بل كانت سلبية في الكثير من برامجها أتجاه مصيبة الزهراء عليها السلام نتيجة الإهتمام الكبير بمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية وما يرافقه من حفلات غنائية ورقص وموسيقى ، علماً أن الحكومات الديمقراطية التي تهتم بمشاعر شعوبها تهتم بتحديد المناسبات والتجمعات بما لا يتضارب مع مناسبات شعوبها الدينية أو التقليدية حتى لا تؤثر على مشاعرهم وهذا من واجبات الحكومات المتقدمة ، فإذا لم تقدر الحكومة العراقية على تغير تاريخ هذه الإحتفالات عليها أن تراعي ما تبثه من فعاليات على الفضائية بما يناسب مشاعر وأحاسيس شعبها في هذه الأيام التي تناسب فاجعة مصاب الزهراء عليها السلام ، ولكن الفضائية العراقية قد فعلت العكس تماماً فقد أظهرت أغلب حفلات الغناء والرقص المرافقة لها الموسيقى الصاخبة ولم تعرض أي شيء يذّكر المواطن العراقي بمصاب الزهراء عليها السلام ، فهي لم تحترم مشاعرعشاق وموالين أهل البيت عليهم السلام الذين يمثلون أغلب الشعب العراقي بل حاولت الطعن بهذه المشاعر من خلال إظهار صور الفرح والسرور في أيام هذا المصاب الجلل الذي بكى عليه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وجميع الأئمة عليهم السلام ، وإذا قال قائل إن هذه الفضائية تحت سلطة أعضاء حزب الدعوة وهؤلاء لم يثبت لديهم مصاب الزهراء عليها السلام من حرق البيت أو كسر الضلع وغيرها من ملابسات هذه المصيبة التي أثبتتها كتب السيرة والتاريخ من الطرفين السني والشيعي بل أصبحت من المؤكدات نتيجة الكم الهائل من الروايات التي تؤكد مصابها سلام الله عليها ، نقول عدم الإعتراف بهذه المصيبة هذا يرجع لكل فرد ولا نتدخل بهي لأن حرية الأعتقاد يكفلها ويدافع عنها الدستور العراقي ، ولكن ليس من حق أي شخص أو تنظيم أو تجمع أن يجبر المجتمع على معتقده او أراءه ولايحق له أن يستعمل مؤسسات الدولة حسب معتقده أو أعترافه بالشيء أو عدم أعترافه ، لأن مؤسسات الدولة ملك الجميع وأن تستعمل بما يرضي طموح الشعب وتطلعاته ومعتقداته ، فمثلما يعطى أخواننا أهل السنة وكذلك المسيح والصابئة الوقت الكافي لأظهار مناسباتهم الدينية فيجب أن يعطى للأغلبية الشيعية الوقت الكافي في فضائية العراق ، وأن تناغم هذه الفضائية هموم الأغلبية من الشعب لا الأقلية التي تمسك بالمناصب القيادية ومن ثم تؤثر على عوام الناس من أجل تغير أعتقاداتهم في مصائب أهل البيت عليهم السلام وهذا خيانة كبرى للشعب الذي وضع ثقته وأماله وتطلعاته فيهم ، فإذا أردتم أن تظهروا أفكاركم وأراءكم فيجب أن تظهرورها من خلال مؤسساتكم الحزبية أو الشخصية ولا تستغلوا مؤسسات الشعب من أجل ضرب معتقداته ، فنرجوا من الفضائية العراقية أن تهتم بمصائب أهل البيت عليهم السلام وخصوصاً بنت رسول الله (ص) الزهراء عليها السلام ، حتى يبنى العراق الجديد على اسس ديمقراطية صحيحة تكبر عليها الأجيال وتتحدث بها الكبار عندها يمكن لنا أن لا نقلق على تجربتنا الديمقراطية الفتية التي تضمن حقوق الجميع ، ونطمئن عندها من عدم عودة الأنظمة الدكتاتورية نتيجة أنتشار ثقافة أحترام أسس النظام الديمقراطي التي ننادي بها جميعاَ من أجل عراق أفضل ومستقبل جميل لجميع الأجيال .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء. الكاظمية المقدسة
2013-03-30
بارك الله فيك على هذا الكلام نسخة منه الى فضائيات العراقية الاخرى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك