بقلم : عبد المنعم الحيدري
.لعل الكثير من المثقفين العرب والمسلمين لا ينسون ابداً ما ردده رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم الثاني حينما وصف نفسه اولا ومن على شاكلته بالنعاج وقد وقف الجميع من المراقبين مذهولا أمام ما قاله السيد الوزير (لقد سألني احدهم عن هذا الحدث وكان جوابي "رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه"), لكن ما يلفت النظر ويجب الوقوف عنده هو تصدي قطر لقيادة العرب في زمن عز على العرب الذين لم يتفقوا منذ بزوغ فجرهم ان يجدوا دولة او شخصا يتصف بصفات القيادة من اجل قيادتهم.اسمحوا لي ان أعيد على ذاكرتكم ما كتبه بن خلدون عن العرب فيقول:( ان العرب اذا تغلبوا على أوطان اسرع اليها الخراب) كما يضيف قائلا:( ان العرب ابعد الناس عن السياسة) وايضا يقول بن خلدون ( ان العرب يستنكفون من طلب العلم وانتحاله) حتى يقول ( ان المباني التي يختطها العرب يسرع اليها الخراب) والى كثير من الأقوال التي ساقها بن خلدون في مقدمته.هنا دعوني ابين شيء من اجل ان لا يسيء فهم الآخرين انا لا أتبنى ما يقوله وان شئتم ان أقول رأي في ما قاله فأني اعتقد انه كان يقصد الإعراب وليس العرب العرب وهذا ما جاء به القرآن الكريم حيث يقول ( ان الأعراب اشد كفرا ونفاقا) وما يهمني في هذه الاية الكريمة الشطر الثاني منها وهو النفاق الذي هو اخطر من الكفر وبسببه وصلت الأمة الإسلامية الى ما وصلت اليه اليوم.على اي حال ان ما قاله بن خلدون لربما هي قراءة سبقت الأحداث وتنبؤات سياسية لربما كان يقصد بها اليوم او غدا وهي اصلا مبنية على تجربة واقعية عاشها بن خلدون متجولا في بلدان عدة من ايام كان العرب فيها يحكمون لسنوات طويلة وبالتالي فما جاء به بن خلدون لم يكن من فراغ.ولعل الذي دعاني الى هذا هو ما جرى في مصر وتونس واليمن وما يجري اليوم في سوريا والبحرين وغيرها من البلدان العربية.ان ما يجري اليوم على الساحة السياسية العربية هو مصداق لما قاله بن خلدون ولربما أصاب بن خلدون كبد الحقيقة في نظرياته التي ذكرناها خصوصا عندما منحت قطر قيادة الأمة العربية عبر جامعتها وتراجع نفوذ دول أخرى وسنأتي على هذا لاحقا.انا على قناعة تامة بان النظرية الخلدونية قد سبقت الميكافلية بصناعة المنهج الواقعي بعشرات السنين وقد قرأت وبكل تواضع كتاب "الأمير" لميكافلي لكنني لم العنه كما فعل البعض الذين اتهموه بأنه هو الذي أسس للظلم والديكتاتورية ولم العن بن خلدون وكل هذا لم يحدث على حساب إيديولوجيتي لكنني رأيت ان الحسد والحقد والتسلط والظلم والعنف والقتل وغيرها من الصفات الذميمة هي صفات يذهب أليها الإنسان بنفسه ويتطبع عليها وبالتالي مثل الظلم كمثل الكأس الذي يستخدمه الإنسان للشراب مرة هنا ومرة هناك. وهنا لابد من ذكر مسألة مهمة في المنهج الواقعي في السياسة وهي ان تتعامل مع الواقع كما تريد أنت لا أن تتعامل معه كما هو أي بمعنى التسليم للامر الواقع.اما في مسألة تصدي قطر لقيادة الامة فهو يتعلق بالسياسة الامريكية التي تعتمد على منهج القوة والواقعية فهي فرضت قيادة قطر على الدول العربية بالقوة بناءا على الواقع الذي تعيشه تلك الدول وبالتالي فأن قطر جعلت وكل مجعول هو أداة او وسيلة لتحقيق هدف مرسوم. والسؤأل الذي يجب ان يطرح هنا هو الى اي مدى سوف تبقى قطر تتلاعب عبر قيادتها بهذه الامة؟ بينما يردد احدهم قائلا "اذا كان النعاج دليل العرب فقرأعلى العرب السلام.
https://telegram.me/buratha