المقالات

قرار( براءة الذمة) خرافي !!

678 22:03:00 2013-03-30

سعيد البكاء

لا توجد حكومة في العالم استهانت بمواطنيها قدر استهانة (حكومة الشراكة الوطنية) بالعراقيين ، فقبل أيام قليلة اجتمع مجلس الوزارء ولم تكن في جدول اعماله غير مادة واحدة وهي (براءة الذمة) التي اقرها في جلسته العاشرة لهذا العالم ، واعتبرها اساساً لتمشية معاملة المواطن العراقي في الدوائر الحكومية كوثيقة أضافية لأخواتها السابقات : بطاقة الاحوال المدنية ،شهادة الجنسية العراقية ، بطاقة السكن والبطاقة التمونية ! حيث فرض القرار على كل مواطن أن يرفق أيه معاملة يريد انجازها ب (ورقة تسديد أجور الكهرباء)! وأن لم ترفق تتوقف معاملته الى أن يسدد ديون الكهرباء !وصارت في عهد الديمقراطية مثل هكذا قرارات تمر من دون أي اعتراض من قبل مجلس النواب لانه مشغول بمصالحه واعضائه يقضون جل وقتهم في الخارج .اما من يعترض من المواطنين على مثل هكذا قرار ، فأنه يعد - حسب رأي الحكومة - معادياً للعملية السياسية وعدواً للديمقراطية أو بعثي أو من اتباع القاعدة وبالطبع تختتم عادة هذه القائمة الطويلة من الاتهامات بـ : العمل على وفق اجندات خارجية !!وعلى وفق هذا القرار الوزاري صار من الصعوبة بمكان أن يدفن ذوي المتوفي ابيهم الا بعد أن يسددوا أجور الكهرباء ! وسوف لن تنقل سيارات الاسعاف مصاباً في وسط والشارع أذا لم تكن في جيبه (براءة الذمة) تلك ! ولن يستطيع المحبان من عقد قرانهما ألا بوجود (براءة الذمة الكهربائية ) مع الوثائق الاخرى . ولن يحصل الطالب على نتيجة الدراسية من دون أن يبرز أمام مدير مدرسته كتاب براءة الذمة ! وستوقف مديرية السفر صرف الجوازات للذين بذمتهم ديوناً للكهرباء ،ولن يقبل الطالب في الجامعة أذا لم يحصل على شهادة حسن السلوك (يراءة الذمة ) ! والمصيبة هنا أشد على سكان العشوائيات والمقابر الذين لا توجد لديهم عدادات كهربائية لانهم ملزمون أن يثبتوا بكتاب رسمي من المجلس البلدي بأنهم لم ينعموا بخدمات الكهرباء وأنهم يستعملون الفوانيس بدلاً عنها للاضاءة ! وربما يأتي يوم يمنع الجنين من الخروج من بطن أمه أذا لم يكن والده قد سدد ما بذمته من ديون للكهرباء !هذا القرار لا يعني ألا أمراً واحداً وهو أن من أصدروه غرباء عن هذا المجتمع ولا يدرون ما يحدث فيه ولا يعرفون أن أكثر العراقين لا يمتلكون المال لتسديد أجور الماء والكهرباء ، لانها تركت تتراكم يضاف الى ذلك وعود مسؤولي الكهرباء التي ظلت تعلن عبر وسائل الاعلام بالغائها ! مع أن الديون لن تتجاوز المليار ونصف المليار دولار ، في حين أهدت (حكومة الشراكة الوطنية) الى حكومة مصر أربعة مليارات دولار كوديعه في البنك المركزي المصري ، وهي ضائعه ولا يمكن أسترجاعها ! والمفارقة هنا هو أن مجلس الوزراء قد تشدد على المواطنين بأعتبار أن عليهم ديوناً مستحقه للدولة لابد من دفعها . ولم نعرف عنه مثل هذا التشدد مع وزارة الكهرباء التي ظلت وطوال السنوات السبع الماضية تجهز بيوت المواطنين بالكهرباء اربع ساعات وتقطعها عنهم عشرين ساعة ! واذا ما كانت الحكومة متمسكه بحقها فعليها أن تحرص على تأدية حقوق الشعب بالمقابل . وهذا هو العدل بعينه. من هنا صار من حقنا أن نطلب من مجلس الوزراء بحق مقابل لهذا القرار ، مادامت (الرعية بالسوية)، كما يقول الدستور ، نطلب من مجلس الوزراء أن لا يصرف رواتب كل العاملين ابتداء من الوزير الى كاتب استعلامات في وزارة التجارة في حال لم توزع مفردات البطاقة التمونية كاملة وبنوعية جيده في كل شهر . وان تقطع رواتب مدراء المستشفيات والاطباء في حال مات مريضاً نتيجة الاهمال أو عدم وجود الدواء في كل شهر .وان تقطع رواتب مديري التربية العاملين في المحافظات والوزير ووكلائه والمديرين العامين في حال اكتشاف أن طلاباً عراقيين مازالوا يفترشون الارض .. واخيراً نطالب بوقف صرف رواتب ومخصصات النواب اذا تقاعسوا عن أقرار القوانين التي تخدم المواطنين ، أليس العراقيون متساوون بالحقوق والواجبات ؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2013-03-31
الاخ كاتب المقال (سعيد البكاء) تحية طيبة: ليس غايتي الدفاع عن هذه الحكومة الفاسدة ولا افعالها ولكن يجب لكلمة الحق ان تقال شئنا ام ابينا. اذا لم نعمل نحن افراد الشعب على تطبيق القانون وعلى الامتثال له فمن سيطبق القانون ... ودفع اجور الكهرباء واحدة من تلك الامور البسيطة التي يجب علينا الالتزام بها تجاه بلدنا ... فهل يعقل ان تنير بيتك ولو لساعتين في اليوم (بسبب الوضع المتردي للكهرباء) ولا تريد ان تدفع اجور ما تأخذه بأية حجة كانت وانت تدفع لصاحب المولدة عشرات الالاف من الدنانير مقابل ساعات قليلة من التشغيل يوميا (هذا ليس انصاف ولا عدل). من خلال ملاحظتي المريرة لحال اهلنا في العراق بخصوص الكهرباء فينطبق علينا المثل الذي يقول (لا انطيك ولا اخلي رحمة الله تجيك) فرغم السعر الزهيد لاجور الكهرباء الحكومية والتي لا تصل الى مبلغ ذو قيمة كل شهرين فأن اغلب الناس لا يدفعونها استهزاء بدولتهم وقانونها (فهل هذا جائز) ولو لاحظنا انفسنا جميعا لوجدنا ان جميع مصابيح بيوتنا مشتعلة مضيئة حتى تلك التي لسنا بحاجة لها حينما تأتي الكهرباء (الوطنية) وكأننا نحاول ايذاء وزارة الكهرباء نكاية بها لانها لم تنجح في توفير الكهرباء ولم نعلم اننا نؤذي انفسنا فلو كنا على الاقل نفتح فقط المصابيح التي نحن بحاجة اليها لما كنا بحاجة الى مولدات ولا اصحاب مولدات ... واقولها صادقا ان اغلب بيوت العراقيين ان لم يكن جميعها لديها اكثر من اربعة او خمسة مصابيح مضاءة بدون سبب ليس سوى الاهمال وبسبب رخص قائمة الكهرباء ايضا ... هل تعلم اخي كاتب المقال ان الناس في الدول الاوربية لا يفتحون مصابيح بيوتهم الا حينما يدخل الشخص غرفته وبعد انتهائه منها يغلقه مباشرة بينما اغلب العوائل حينما تجلس في الصالة وتشاهد التلفاز تكتفي بضوء التلفزيون وتطفئ المصباح ... لماذا؟ لان فاتورة الكهرباء تقصم الظهر بغلائها. لا تقل لي ان تلك الدول توفر الكهرباء لمواطنيها ... لاننا لو فعلنا كما يفعل مواطنوا الدول الاوربية لما كنا بحاجة الى كهرباء اصحاب المولدات ... وانت ترى هذه الايام مدة الكهرباء الوطنية تصل الى اكثر من 14 ساعة فكيف ستكون لو ان الناس اكتفوا بفتح مايحتاجونه فقط من الاضاءة ... حتما سنكون مكتفين من الكهرباء الوطنية ... ولكن من سيلتزم ومن سيخاف الله ولا يبذر بالكهرباء بلا سبب. لسنا بحاجة الى ان ندافع عن الناس التي تحاول سرقة الشعب لان عدم دفع اجور الكهرباء هو سرقة للشعب فهي امواله كما نرفع اصواتنا ضد سراق الشعب من مسؤولين وبرلمانيين ... فالاثنان سراق ولا حاجة للدفاع عن اي منهم. نحن بأمس الحاجة لفرض القانون وعلى الجميع احترامه ... اما اذا كان تقديم فاتورة الكهرباء تعتبرها مشكلة كبرى فهذا شأنك ولكنني اراها ضرورة لتطبيق القانون والالتزام به. مع فائق تقديري واحترامي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك