المقالات

كرد العراق والتقارب مع الحكومة التركية

611 09:41:00 2013-03-31

خضير العواد

يبني كل إنسان عاقل طريقه في الحياة على تجاربه الخاصة أو تجارب الأخرين أو ما ينقله التاريخ له من دروس وعبر ، وإذا لم يعتبر الإنسان بالتجارب فهناك أحتمال كبير أن يقع في الأخطاء ذاتها التي وقع فيها السابقون ، وفي كثير من الأحيان تكون دراسة أو الإتعاض بتجارب الأخرين شيء غريزي تقوم به أغلب الكائنات الحية وقال الله سبحانه وتعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) ، ومن القضايا التي أبتليَ بها العراق الجديد المواقف المعادية لدول الجوار لعمليته السياسية وأكثر هذه الدول تدخلاً بالشأن العراقي ومعاداةً لعمليته السياسية ومثيرةً للتشدد الطائفي هي تركيا ، هذه الجارة ذات الإقتصاد المتدهور والتي تنعشه من خلال تجارتها مع العراق ولكنها في كل مرة تهدد وتتوعد الساسة العراقيين من بعدٍ طائفي بغيض ، وأخر تصريح يصب في هذا التوجه كلمات أردغان العثماني الذي طعنة بالعملية السياسية وكذلك بالحكومة العراقية التي أتهمها بأنها لا تمتلك القوة ، والغريب في الأمر أنه طرح أسم نجيرفان كمصدر لمعلوماته أتجاه العراق حكومةً وشعباً ، علماً أن الجيش التركي قبل يومين قد قصف مواقع حزب العمال الكردي التركي بعد أيام قليلة من المبادرة الحسنة لزعيم هذا الحزب بتوقف القتال مع الحكومة التركية ، هذا درس صغير لأكراد العراق بأن الذي تتعاونون معه وتنقلون له معلومات الشأن العراقي الداخلي ليس عنده صديق بل تاريخه دامي ومملوء بالمجازروالإجرام وخصوصاً مع الكرد الذين عانوا ما عانوا من خلال المعاملة التركية العنصرية أتجاههم التي لم تسمح لهم حتى التحدث بلغتهم الكردية ، والموقف التركي من القضية الكردية متفق عليه من جميع الأتجاهات السياسية التركية ، لأن جميع من حكم تركية من علمانيين وإسلاميين قد قتلوا الكرد وعاملوهم أسوء معاملة ، فهل ستعامل الحكومة التركية كرد العراق بطريقة مختلفة وهي التي تقتل أخوانهم عبر الحدود بل بين أراضيهم وبيوتهم في شمال العراق وكرد العراق ينظرون ولا يفعلون شيء بل لا يجرؤن أن يتكلموا ولو بكلمة واحدة ، وفي كثير من الأحيان تتواجد وفود كردية عراقية في أنقرة والأتراك يقومون بعملياتهم العسكرية أتجاه إخوانهم كرد تركيا ، وهل الحكومة التي تمتلك هذا التاريخ الأسود مع الكرد يمكن الوثوق بها والأعتماد عليها بل أتخاذها حليفاً ضد حكومة بغداد التي كانت ومازالت تنادي بحقوق الكرد وتدافع عنهم وتتخذ من مناسبات نضالهم مناسبات وطنية ، هذه الحكومة التي أعطت للكرد ما لم تعطي اي دولة من دول الجوار التي يتواجد بها الكرد من حقوق وحرية حتى أصبح كرد العراق من الإيمتيازات ما يحسدهم عليها جميع الشعب العراق وليس كرد المنطقة ، وجميع الكتل السياسية العراقية تجمع على المصلحة في التحالف الإستراتيجي العربي الكردي ، ولكن الكرد يتخذون طريقاً سياسياً يختلف كل الإختلاف عن إخوانهم في العملية السياسية العراقية ، فالكرد كل عملهم من أجل تثبيت أسس الدولة الكردية وهذا ما يجعلهم يكتمون كل تحركاتهم من أجل هذا الهدف الذي يعتبر من المستحيلات التي توافق عليه الحكومة التركية ، وأما بقية الكتل السياسية في العراق فتعمل من أجل تثبيت أسس النظام الديمقراطي في العراق أجمع من زاخوا الى الفاو، وبسبب هذه السياسيات المتقاطعة مما أدى في كثير من الأحيان الى إزمات سياسية ما بين أربيل وبغداد كادت أن تدمر العملية السياسية والنظام الديمقراطي لولا تعقل بعض الأطراف وحرصهم على المصلحة العليا للبلاد ، ومن خلال دراسة التجارب ما بين الحكومة العراقية الجديدة والحكومة التركية فيقول منطق العقل تقوية العلاقات مع بغداد هو الأساس الذي يجب أن يعتمد عليه الكرد في تحقيق كل أهدافهم ومنها الدولة المستقلة نتيجة الأهداف المشتركة لكلا الحكومتين ، ولكن الغريب في الأمر هو توجه حكومة كردستان الى حكومة أردغان العنصرية الطائفية والتحالف معها من أجل إضعاف بغداد التي تمثل البعد الأستراتيجي الحقيقي للكرد أنفسهم ، فالتعاون الأخوي ما بين أربيل وبغداد سيؤدي الى نجاح العراق الديمقراطي التعددي الفدرالي الذي يضمن لجميع مكوناته الحياة الكريمة ، والعكس سيؤدي الى إضعاف الطرفين وخصوصاً الكرد لأنهم لايملكون أي حليف صادق وذو نية حسنة على تحقيق كل حقوقهم كحكومة بغداد ، فبخسارة هذا الحليف سيكون الضياع ما بين القوى التي تحيط بهم ولا تريد لهم النجاح في تجربتهم الفتية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك