بسم الله الرحمن الرحيم
وأخيرا ً وبعد ان كدنا نيأس من ان لدمائنا حرمة ولاوجاعنا نهاية ولمشاكلنا حلول وبعد ان ضاع الحق في بحور الفساد وبعد خرق اصوات المتفجرات لسكون الليل وصفاء النهار , وصلّنا ما طال انتظاره وتضائل رجائه , الحكومة تقدم استقالتها مسبوقة ً باعتذار رسمي للشعب العراقي لانها لم تتمكن من الحد من نزيف الدم الجاري ولم تتمكن حماية المواطنين وكانت صورة الطفل مبتور الساقين هي السبب في تلك الاستفاقة وها نحن امام مرحلة جديدة يصعب معها توقع ما سيحصل بعدها .
انها ......... كذبة نيسان
كذبة ابريل او كذبة نيسان تقليد اوربي قائم على المزاح في اول يوم من شهر نيسان بدأ من فرنسا ثم انتشر في اوربا ويعمد فيه الشخص على اختلاق كذبة ولا يفصح عنها الا في مساء اليوم الاول لشهر نيسان ويسمى الشخص الذي يكون ضحية لتلك الكذبة بالسمكة وسرعان ما انتشر الامر عالميا ً ليستعد الناس في الاول من ابريل لتلقي كم من الاكاذيب البيضاء .
وقد نهى الاسلام عن الكذب ووصفه من الكبائر كما جاء في الايات القرانية والاحاديث النبوية الشريفة وكما اكدها ائمة اهل البيت عليهم السلام , قال الامام العسكري ( جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفتاحها الكذب ) وعن الامام علي ( ع ) (لايجد العبد طعم الايمان حتى يترك الكذب هزله وجده ) لذا صار اتخاذ هذا اليوم للكذب لايتناسب ومكانة المسلم !.
واجدني امام حقيقة واقعية بعيدة عن نقاء الاسلام وتوجيهاته النورانية فالمسلم لا يهنأ بهذا اليوم حتى ان تغاضى عن ما يمليه عليه اسلامه لانه يتنفس الكذب في كل لحظة فكيف يستلذ كذبة ابريل ؟ ومن حوله وسائل الاعلام التي تروج الكذب مع كل سلعة وتروج الافكار الهدامة على انها ثقافة مرموقة وتزرقك الاكاذيب الاخبارية على مدار الساعة وتملأ مسامعك بالغناء الكاذب ناهيك عن الكذب الاجتماعي والوظيفي وصولا ً الى الكذب السياسي والانتخابي ! يصعب مع كل هذا التصديق ان للكذب موعدا ً وله يوم ومناسبة فهو معنا بلا مناسبة وبلا موعد فمن منا لم يكن سمكة ذات يوم ! واي بحر هذا الذي عدد الصيادين فيه اجتاز عدد الاسماك حتى بات يصطاد احدهم الاخر .
بداية حديثي لم اقصد منه الكذب بقدر ما كونه امنية لنيسان كان املي ان تستقيل الحكومة بعد منظر هذا الطفل ليس لاجلي بل لاجلهم حتى اعلم ان قلوبا ً تحكمنا لا قطع اخشاب قاسية , والادهى انهم سمحوا لمن رقص على خشبة ذلك المسرح بالرقص على جراحاتنا تمنيت لو ان احدا قطع الرقصة بدخول ذلك الطفل وكم طفل لقي ذات المصير ؟ لم يستطع احد ايقاف تلك المهزلة المسماة مهرجان بغداد وحتى اذان العشاء الذي اوقف البث دقائق تبعه مباشرة الفقرة الراقصة ولم تخجل قناة العراقية ولم تكلف نفسها عناء وضع فاصل اعلاني لتلافي الامر . لن يمر هذا الامر بيسر فستسقبلوه بعسر وحسرة ذات يوم فلقد استهزئتم بنا ايما استهزاء .
اخيرا وليس اخرا أثقل القارىء الكريم بسؤال في اول يوم من ابريل والسؤال هو
خلال العشر سنوات المنصرمة أي الاخبار الكاذبة كنت تتمنى ان تكون صادقة واي الاخبار الصادقة تمنيت لو انها كاذبة ؟
ننتظر الاجوبة بكل شوق واحترام فكلماتكم لديها صدى كبير واعتبار عالي .
اعاننا الله واياكم وجعلنا من المظلومين وليس من الظالمين
https://telegram.me/buratha