ليتخيل أي منكم أنه يريد إبلاغ شخص ما موضوعا ما، أو لنقل أنه يريد أن يتحدث اليه بشأن يخصهما معا، أو أن للأول حق على الثاني يريد أن يعلمه بأن أستحقاقه بات موجوبا، ولنقل أن بينهما وسيلة إتصال معلومة، مثلا مشافهة، أو من خلال وسطاء، أو بالهاتف الأرضي، أو بالموبايل، أو من خلال الرسائل البريدية أو عبر الوسائل الألكترونية مثل الأيميل أو المراسلة من خلال الموقع الألكتروني، أو بالنشر في الصحف اليومية التي تعرف أن المعني سيطلع عليها، أو من خلال الوسائل السمعية كالأذاعة، وميكروفونات الندوات واللقاءا ، أو بالوسائل البصرية كاللافتات المكتوبة أو بالـ"العياط" و"الصياح" حتى! ...
ولنطلق على الأول المنادي، والثاني ولندعوه المنادى عليه،.. ولنفترض أن المنادي هو صاحب الحق، والمنادى عليه هو الذي يتعين عليه أداء الحق، ولنفترض أن المنادي لجأ الى كل وسائل المطالبة التي ذكرناها والتي لم نذكرها لأننا لا نعرفها!..ولكن المنادى عليه وبرغم أنه مهيأ للتواصل، أي أنه يسمع ويرى ويعي، لكنه تصرف وكأنه لا يسمع ولا يرى ولا يعي، أي أعطى الأذن "الطرشة"، وأغمض عينيه، وتصرف وكأنه غير معني نهائيا!..فما الذي تقترحونه على المنادي أن يفعله؟...أيسكت مثلا؟! أي يستسلم؟ أم يضرب رأسه بالحائط إحتجاجا؟ أم تراكم تقترحون أن يذهب الى المنادى عليه ويهزه من كتفيه معنفا؟..وأذا فعل كل الذي قلناه من وسائل نحسبها الى حد التعنيف وسائلا سلمية، فهل تقترحون أن يشهر سيفا ليجبر به المنادى عليه على أداء الحق؟..أم أنكم ستقولون: لا، هذه وسائل همجية وغير حضارية لا تحل مشكلا إن لم تكن ستبب تفاقمه، وأن عليه أن يحشد معه آخرين كي يلقي الحجة على المنادى عليه ويكونون شهودا على الظلم والتعسف؟..
حسنا دعوني أقول لكم لقد فعلنا كل الذي أقترحتموه علينا من وسائل "حضارية" على حد وصفكم، ترى ماذا ترون أن يفعل إذا كان المقابل مصمم على غمط حقه نهائيا؟...لقد غمط ساستنا حقنا، ولم يكتفوا بذلك، بل وضعونا في سوق نخاستهم سلعة تباع وتشترى، لقد حولونا كشعب إلى سلعة، وهكذا تفتقت عقول البشرية عن وسيلة فعالة لإعادة بناء منظومة حقوق وواجبات سليمة يكون فيها "غمط" أو "خمط" الحقوق على أدنى مستوى، فتم "إختراع" الأنتخابات لإختيار الـ"زينين".....!
كلام قبل السلام: لا يعيد التاريخ نفسه الا فى عقول من يجهلون التاريخ....!
سلام....
https://telegram.me/buratha