بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
منذ ان بدا ما يسمى بالربيع العربي ( كما اسماه الاعلام الغربي ) والعاصفة التي تلف الدول العربية لا تهدا ! كانت الامور في بداية الامر تصور على انها ثورة شعبية ضد ظلم الطغاة , وهكذا كان الصورة في تونس ومصر , لكن بدات تتوضح حقيقة الربيع مع تحول بوصلة العاصفة باتجاه ليبيا , فما حصل في ليبيا لم يكن ربيعا بل تدميرا بتدخل القوى الغربية ! الى ان وصلنا الى الازمة السورية عندها بان حقيقة الربيع , حيث توضح محور الشر وتكشفت الادوار الحقيقية للبعض.ان قطر والسعودية وتركيا كانت الابرز في دعم سياسات اسرائيل وتنفيذ خطط بني صهيون في المنطقة .. لم يستحوا ان يلبسوا العمامة اليهودية ولم يخجلوا ان يتمظهروا بهذا الشكل العفن ! فالارتباط وثيق مع اسرائيل وامريكا , وما على قطر والسعودية وتركيا الا التلبية والاجابة بنعم وحاضر ! حتى لو كان المطلوب تدمير كل البلدان الاسلامية ف( قطر + السعودية + تركيا + واخرين ) بمنزلة اليد للجسد (والجسد هو امريكا واسرائيل) .لقد انفقت ملايين الدولارات دويلة قطر والسعودية الملايين على تدريب وتسليح الجماعات الارهابية في سوريا , بالاضافة لتسخيرها ماكنتها الاعلامية ( قناة الجزيرة وقناة العربية بالخصوص ) ضمن نفس الطريق الساعي لتدمير سوريا ! وهذا الطريق يجلب النفع الاكبر لاسرائيل ! فهي المستفيد الاكبر من تدمير الجيش العربي السوري , وفي جعل سوريا مكان لانطلاق الارهاب والفكر التكفيري للبلدان المحيطة باسرائيل لكي تنشغل بحروب داخلية تبعدها عن احلام التطور والرقي .والان للننتقل لحقيقة تاريخية تضيف دليلا اخر على مدى انسجام المواقف لامارت وممالك النفط الخليجية مع الاهداف والخطط الاسرائيلية , ففي عام 1991 بعد انهزام صدام وزبانيته انطلقت ثورة شعبية في 14 محافظة عراقية ضد نظام صدام الاجرامي , فعامل المجرم صدام الثورة الشعبية بمنتهى القسسوة والوحشية والمقابر الجماعية شاهدة على اجرام النظام , لكن لم نسمع في تلك الايام صوت خليجي يدافع عن مظلومية الشعب العراقي ! ولم نجد جهود لتحشيد تضامن عالمي لنصرة الشعب العراقي , ولم تساند دويلات النفط المعارضة العراقية ! ولم تقم هذه الدويلات باي دعم حتى لو اعلامي ! سكوت مطبق غريب دليل على التاييد ما يفعله نظام صدام بشعبه ! ونحن نتذكر ان معظم دويلات نفط الخليج كانت تدعم صدام الى اخر لحظة ! وهذا الموقف يتوافق مع خطط اسرائيل التي لا ترغب بان يستقر الشعب العراقي لذا كانت اسرائيل من اشدد المؤيدين لحكم المقبور صدام لانه ينفذ كل ما اوكل اليه من اعمال قذره ضد شعب العراق وهذا يثلج صدور بني صهيون .اذن الفارق بين نظام الاسد ونظام صدام ان نظام صدام حليف للغرب ومنفذ لكل ما يطلبه الغرب منه , اما نظام الاسد فعنصر هام في خط الممانعة وحليف مهم لروسيا وايران وداعم كبير لحزب الله , وكل هذه تعتبر خطايا كبرى بعقلية بني صهيون توجب التدمير .لذا فمحور العهر العربي الاسلامي ( قطر والسعودية وتركيا واخرون ) في قضية عنف صدام ضد الشعب العراقي يخرس , وفي قضية نظام الاسد نجده يجتهد بكل ما يملك من قدرة وطاقات للاطاحه بنظام الاسد فقط لكي ترضى اسرائيل !اما موضوع شعارات الحرية والديمقراطية للشعب السوري فهي للضحك على امة اللاوعي , وكذلك من متطلبات تسويق المواقف .واعتقد ان دوام حياة دويلات النفط الخليجي مرتبط ببقاء اسرائيل وامريكا ! فعندما تنتهي خطط اسرائيل ترى كيف ستعيش دويلات الخليج وتركيا !
https://telegram.me/buratha