يحفل فضائنا السياسي بمن تطوعوا أو أحترفوا مهمة التحليل السياسي، وهم من الكثرة بحيث لا يمكن عدهم على الأصابع ولا يمكن أن تسترجعهم الذاكرة..!
معظم هؤلاء يتحدثون بما هو حق، يحكون عن القسطاس المستقيم، لكنهم حينما يقاربون موضوع السلطة ومفهومها لا يقف أمام باصرهم إلا صورة الحكومة، والحال ليس كذلك قط، فالحكومة شكل من أشكال السلطة، وواحدة من عدة صور لها..
الجمارك سلطة، الصحة أيضا أسمها سلطات صحية، الشرطة سلطة، الطيران سلطة وتسمى دوليا سلطة الطيران المدني،عناصر القضاء سلطة، الصحافة سلطة لكن سلطة الحكومة أعطتها أذن طرشاء..سلطات سلطات..
في النموذج الحكومي للسلطة معظم مقاربات السلطة تقوم على التسييس والمزايدة والمراوغة في المكان والمراوحة في الزمان..
المهمة الأساس للسلطة الحكومية هي أن تبقى ممسكة بخناق مجتمع راكد مستسلم لأرادتها، خنوع مطيع ينظر الى الحكومة على أنها الأب الذي من المحرم عليه أن يمد يده الى ماعون قبلها..ا
لحكومة وفقا لهذا المفهوم تؤمن أن "كل” ما تقوله صحيح بل ومقدس، وأن الناس ـ المواطنين ، أتباع ومريدين عليهم أن يؤدوا طقوس عبادتها..
قرار وثيقة براءة الذمة الكهربائية واحد من مقدسات السلطة الحكومية وعلى الأتباع أن يؤدوا طقس عبادته..
هكذا يريد من أصدره، لا تناقشوه فهو أله...!
https://telegram.me/buratha