المقالات

مقاطعة الانتخابات ليست حلا /

353 22:55:00 2013-04-01

حافظ آل بشارة

اغلب العراقيين غاضبون من الوضع الحالي للبلد وذلك من حقهم ، واغلب الساسة لا يعيرون غضب الجمهور اي اهتمام ، رد فعل الناس على هذا التجاهل والاهمال هو التهديد بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات ، طريقة غريبة ومضحكة للثأر ، يريد المواطن معاقبة ساسة البلد بالتخلي عن حقه الدستوري ! وهو لا يعلم انه بهذا العمل الخطير ينتقم من نفسه ويساعد الفاسدين والفاشلين على الاستمرار في تدمير هذا البلد . جميع الناس يؤمنون بالبديل الديمقراطي وكونه نعمة ربانية تستحق الشكر لله لانه ضمانة لعدم عودة الاستبداد والقمع وضمانة لتداول السلطة سلميا وآلية متجددة لاستبدال المسؤولين الفاشلين والمقصرين وتجديد الطاقات ، وتغيير الاحوال من حال الى حال بلا خسائر ، وتغيير المعادلة التأريخية الخاطئة بجعل الشعب سلطة والسلطة خادما مطيعا وخاضعا للمحاسبة ، لكن قرار عدم المشاركة في الانتخابات تهديد مباشر لاستمرار النظام الديمقراطي ، اي فقدان تلك النعمة عاجلا لأن الانتخابات هي اساس ذلك النظام سواء كانت نيابية او محلية او بلدية ، ولكن الانتخابات مؤلفة من عناصر اذا لم تكتمل فليس هناك انتخابات بل يمكن ان تتحول الى انتخابات شكلية كتلك التي كان يجريها الحكام العرب المستبدين للضحك على شعوبهم المنكوبة ، عناصر النظام الانتخابي هي : 1- الناخب وحضوره الفعال واعطاء صوته لمن يستحق . 2- الاحزاب ومرشحوها وبرامجهم . 3- قانون الانتخابات الواقعي العادل القابل للتطبيق . 4- سلامة اجراء الانتخابات من التزوير . 5- تفعيل دور مجالس المحافظات عقب الانتخابات . ولكن المواطن هو العنصر الاهم من بين العناصر الخمسة ، فان غيابه يشكل تحديا جديا للنظام الديمقراطي واستمراره ، لا بد ان يشعر المواطن في النظام الديمقراطي بأن الدولة بكل مواقعها وجدت لخدمته وتحقيق العدل والرفاه والأمن والعافية ، فالانسان هو الهدف والوسيلة في الوقت نفسه ، وغيابه يضع نهاية للنظام الديمقراطي تدريجيا ويوفر فرصا خطيرة لعودة النظام الدكتاتوري الى السلطة ، خاصة وان شرعية الدولة بكل مؤسساتها تتوقف على الانتخابات ، تخلي المواطن عن حقه الانتخابي هو ثقافة انسحابية انهزامية ، بينما المطلوب التحلي بثقافة المواجهة والاقتحام وخوض الانتخابات على انها معركة لانقاذ البلاد والعباد ، موقف كهذا يؤدي الى اطالة أمد بقاء المسؤولين غير اللائقين لمواقعهم في مجالس المحافظات ، ويؤدي الى بقاء الشرفاء واصحاب الكفاءة بعيدين عن مواقع العطاء والخدمة ، ويشكل هزيمة حقيقية للعملية السياسية ، وهو تحول يصفق له المناوئون للتغيير في العراق والمراهنون على فشل التجربة ، وهذا ما لايتمناه اي عاقل في هذا البلد مهما كانت توجهاته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك