المقالات

المرأة العراقية اولا .. اولا ثم اولا

385 23:02:00 2013-04-02

سعيد البدري

...ربما يشكل تصاعد الوعي حالة صحية في أي مجتمع من المجتمعات بالاخص تلك المجتمعات التي تعاني من اثار وظواهر اجتماعية ضاغطة على واقعها وتحد من ارتقائها وتطورها ووصولها الى مرتبة اعلى وربما تكون اهم احد الاسباب التي ادت الى تراجع الامة الاسلامية في ميادين متعددة هو عدم اعتمادها على كامل طاقاتها في التعامل مع قضاياها فبقي دور المراة معطلا واعتمد الولاة والسلاطين وحتى من يسمون بالخلفاء على مجموعة من المتزلفين والحواشي التي انشغلت بدورها في تامين تجارتها وتاسيس طوابير من الخدم والحشم وعمال القصور والجواري والغواني وهو ما لم ينسجم مع طبيعة الدور الحضاري الذي كان ينبغي ان تواصله الامة للنهوض بالرسالة وايصالها الى شتى اصقاع الارض وبيت القصيد هنا هو مكانة المراة ودورها ووضعها الذي يجب ان تكون فيه ودورها الذي من المفروض ان تلعبه للقيام بواجبها واداء مهمتها في اطار ما فرضته الشريعة والتعاليم السمحاء وهو اطار لم يكن ضيقا في يوم من الايام ان احسنا قراءته وتحويله الى واقع ملموس اليوم وفي تاريخنا نماذج وشخصيات لايمكن اغفالها او القول ان دورها كان دورا ثانويا او هامشي بل انه دور اساسي جسدته بكل شجاعة زوجة نبينا الاكرم صلى الله عليه واله وسلم السيدة خديجة رضوان الله عليها ومن ثم ابنتها سيدة نساء العالمين الزهراء سلام الله عليها فعقيلة بني هاشم زينب سلام الله عليها وتكرارا اقول ان استذكار هذه الاسماء ليس من باب التعجيز او الاتيان بامثلة فوق طاقات وقدرات بنات جنسهن في كل العصور الازمان بل العكس فالاسوة والاقتداء امور مقدور عليها ان ارادت نسائنا الاقتداء والوصول الى ذروة المجد .اذن المثال موجود وما على المرأة الا ان تسير بالاتجاه الصحيح الذي يصون كرامتها وعزتها ويجعلها مثالا بدورها في مجال خدمة مجتمعها الذي تنطلق فيه من اسرتها وتنشئة اجيال قادرة على مواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة المراحل التي نمر بها ولعل الوضع العراقي الحالي الذي يضع نسائنا في مواجهة متواصلة حيث تستهدف قوى الظلام والارهاب كل نواحي الحياة وتغتال الفرحة من شفاه الامهات لتخلف اعدادا كبيرة من الايتام والارامل ويعيش عدد متزايد منهن تحديات اخرى بغياب المعيل والموجه والاب ناهيك عن النظرة المتدنية للمرأة في مجتمعاتنا الشرقية بشكل عام والناشئة من فهم خاطىء وقاصر لكيان واهمية المرأة ودورها وطبيعة هذا الدور الاساسي والمحوري في اصله ,من هنا فينبغي ان يكون لها كلمة ورأي ومقال والتي يرى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم قدس سره انها لابد ان تكون كلمة مؤثرة وفاعلة كتلك التي اطلقتها سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام والتي بقيت خالدة في ضمير الامة ومحركا يدفعها باتجاه رفض الظلم والاعتراض على العدوان واغتصاب الحقوق . اننا نعيش وفي هذا الوقت تحديدا تحديا من نوع اخر يتعلق باثبات الذات والانطلاق بتجربتنا السياسية نحو الترسيخ مع ضرورة التصحيح ولعلنا ونحن نمتدح شعبنا العراقي وملاحمه البطولية في مواجهة الارهاب وتحديه بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات الماضية فلابد ان نشير الى ان للمراة العراقية الكريمة السبق والريادة والفضل الكبير لسبب بسيط وهو حجم مشاركتها التي فاقت الرجال في معظم العمليات الانتخابية السابقة وهو ما يشكل انتصارا لارادتها في الاسهام بالتغيير ويؤشر لتنامي الوعي في الاوساط النسوية فالعراقية التي برهنت واثبتت في كل المراحل السابقة على انها العنصر الاساس والدعامة الاساسية في بناء تجربتنا الديمقراطية كما اثبتت ايضا انها باتت تعرف قيمة مشاركتها واهمية صوتها كما انها وبحكم موقعها في الاسرة تثبت مجددا انها شريك في القيادة وحين تخرج في يوم الاقتراع برفقة الرجل الاب والاخ والزوج والابن وتشاركهم بانجاح العملية الانتخابية فانها تنتصر لحقها وتؤكد انها صاحبة هذا الانتصار وكما يقال وبلا ادنى مجاملة او محاولات التاثير على قناعات نسائنا فان الاداور تؤخذ ولا تهدى من احد بعنوان المنة والصدقة وقد اخذت المرأة العراقية دورها بجدارة فاستحقت الثناء ونتمنى ان تواصل ما بداته وتختار بشكل دقيق من اجل غد افضل لمستقبلها ولاولادها ,فتحية لكل الواتي قدمن فلذات الاكباد وذرفن الدموع وصبرن كل هذا الصبر الاسطوري يكابدن الالم والمرارة , تحية لكل تلك الجباه الشامخة والقامات المثقلة بأوجاع فراق الاحبة ودموع ذكريات مريرة تحية لمن صدقن فيما عاهدن الله عليه واسوتهن الزهراء المظلومة وزينب الصابرة فيا جبال الصبر التي لاتنحني وقامات النخيل التي لاتنثني يامن ارضعتن الرجال حب علي والولاء لكربلاء وزرعتن في قلوبهم الوفاء والاباء ورفض الظلم نقول بعد كل تحايا الاجلال والاكبار, ننحني امامكن ونقبل الايادي والاقدام و نفتخر باننا تخرجنا من هذه المدارس الاصيلة بامتياز .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك