المقالات

المرأة العراقية اولا .. اولا ثم اولا

438 23:02:00 2013-04-02

سعيد البدري

...ربما يشكل تصاعد الوعي حالة صحية في أي مجتمع من المجتمعات بالاخص تلك المجتمعات التي تعاني من اثار وظواهر اجتماعية ضاغطة على واقعها وتحد من ارتقائها وتطورها ووصولها الى مرتبة اعلى وربما تكون اهم احد الاسباب التي ادت الى تراجع الامة الاسلامية في ميادين متعددة هو عدم اعتمادها على كامل طاقاتها في التعامل مع قضاياها فبقي دور المراة معطلا واعتمد الولاة والسلاطين وحتى من يسمون بالخلفاء على مجموعة من المتزلفين والحواشي التي انشغلت بدورها في تامين تجارتها وتاسيس طوابير من الخدم والحشم وعمال القصور والجواري والغواني وهو ما لم ينسجم مع طبيعة الدور الحضاري الذي كان ينبغي ان تواصله الامة للنهوض بالرسالة وايصالها الى شتى اصقاع الارض وبيت القصيد هنا هو مكانة المراة ودورها ووضعها الذي يجب ان تكون فيه ودورها الذي من المفروض ان تلعبه للقيام بواجبها واداء مهمتها في اطار ما فرضته الشريعة والتعاليم السمحاء وهو اطار لم يكن ضيقا في يوم من الايام ان احسنا قراءته وتحويله الى واقع ملموس اليوم وفي تاريخنا نماذج وشخصيات لايمكن اغفالها او القول ان دورها كان دورا ثانويا او هامشي بل انه دور اساسي جسدته بكل شجاعة زوجة نبينا الاكرم صلى الله عليه واله وسلم السيدة خديجة رضوان الله عليها ومن ثم ابنتها سيدة نساء العالمين الزهراء سلام الله عليها فعقيلة بني هاشم زينب سلام الله عليها وتكرارا اقول ان استذكار هذه الاسماء ليس من باب التعجيز او الاتيان بامثلة فوق طاقات وقدرات بنات جنسهن في كل العصور الازمان بل العكس فالاسوة والاقتداء امور مقدور عليها ان ارادت نسائنا الاقتداء والوصول الى ذروة المجد .اذن المثال موجود وما على المرأة الا ان تسير بالاتجاه الصحيح الذي يصون كرامتها وعزتها ويجعلها مثالا بدورها في مجال خدمة مجتمعها الذي تنطلق فيه من اسرتها وتنشئة اجيال قادرة على مواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة المراحل التي نمر بها ولعل الوضع العراقي الحالي الذي يضع نسائنا في مواجهة متواصلة حيث تستهدف قوى الظلام والارهاب كل نواحي الحياة وتغتال الفرحة من شفاه الامهات لتخلف اعدادا كبيرة من الايتام والارامل ويعيش عدد متزايد منهن تحديات اخرى بغياب المعيل والموجه والاب ناهيك عن النظرة المتدنية للمرأة في مجتمعاتنا الشرقية بشكل عام والناشئة من فهم خاطىء وقاصر لكيان واهمية المرأة ودورها وطبيعة هذا الدور الاساسي والمحوري في اصله ,من هنا فينبغي ان يكون لها كلمة ورأي ومقال والتي يرى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم قدس سره انها لابد ان تكون كلمة مؤثرة وفاعلة كتلك التي اطلقتها سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام والتي بقيت خالدة في ضمير الامة ومحركا يدفعها باتجاه رفض الظلم والاعتراض على العدوان واغتصاب الحقوق . اننا نعيش وفي هذا الوقت تحديدا تحديا من نوع اخر يتعلق باثبات الذات والانطلاق بتجربتنا السياسية نحو الترسيخ مع ضرورة التصحيح ولعلنا ونحن نمتدح شعبنا العراقي وملاحمه البطولية في مواجهة الارهاب وتحديه بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات الماضية فلابد ان نشير الى ان للمراة العراقية الكريمة السبق والريادة والفضل الكبير لسبب بسيط وهو حجم مشاركتها التي فاقت الرجال في معظم العمليات الانتخابية السابقة وهو ما يشكل انتصارا لارادتها في الاسهام بالتغيير ويؤشر لتنامي الوعي في الاوساط النسوية فالعراقية التي برهنت واثبتت في كل المراحل السابقة على انها العنصر الاساس والدعامة الاساسية في بناء تجربتنا الديمقراطية كما اثبتت ايضا انها باتت تعرف قيمة مشاركتها واهمية صوتها كما انها وبحكم موقعها في الاسرة تثبت مجددا انها شريك في القيادة وحين تخرج في يوم الاقتراع برفقة الرجل الاب والاخ والزوج والابن وتشاركهم بانجاح العملية الانتخابية فانها تنتصر لحقها وتؤكد انها صاحبة هذا الانتصار وكما يقال وبلا ادنى مجاملة او محاولات التاثير على قناعات نسائنا فان الاداور تؤخذ ولا تهدى من احد بعنوان المنة والصدقة وقد اخذت المرأة العراقية دورها بجدارة فاستحقت الثناء ونتمنى ان تواصل ما بداته وتختار بشكل دقيق من اجل غد افضل لمستقبلها ولاولادها ,فتحية لكل الواتي قدمن فلذات الاكباد وذرفن الدموع وصبرن كل هذا الصبر الاسطوري يكابدن الالم والمرارة , تحية لكل تلك الجباه الشامخة والقامات المثقلة بأوجاع فراق الاحبة ودموع ذكريات مريرة تحية لمن صدقن فيما عاهدن الله عليه واسوتهن الزهراء المظلومة وزينب الصابرة فيا جبال الصبر التي لاتنحني وقامات النخيل التي لاتنثني يامن ارضعتن الرجال حب علي والولاء لكربلاء وزرعتن في قلوبهم الوفاء والاباء ورفض الظلم نقول بعد كل تحايا الاجلال والاكبار, ننحني امامكن ونقبل الايادي والاقدام و نفتخر باننا تخرجنا من هذه المدارس الاصيلة بامتياز .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك