صلاح شمشير البدري
تميز شهر نيسان عن غيره من اشهر السنة وبالتحديد اليوم الاول منه ،ان تطلق فيه كذبه على سبيل المزاح تسمى كذبة نيسان، كانت بدايتها من فرنسا ثم انتقلت الى بعض دول اوربا وتختلف نوع المزحة على حسب فقد تشمل مشاهير الفنانيين او الرياضيين او سياسيين ثم انتقلت الى الشرق الاوسط وكان العراق من بين هذه الدول التي اتخذت من هذا اليوم شعارا من بدأ تأسيس الدولة العراقية وليومنا هذا ،واتخذت قرارا ان تمدد الكذبة في هذا اليوم ليكون على مدار السنة ،ويكون الضحك على الذقون علانية والذي لايحتمل ويطبقه الساسة والمتنفذين في مفاصل الدولة على الرعية ويختارون له الزمان والمكان وببرنامج ممنهج لهذا الغرض ،وتصادف ان تكون انتخابات مجالس المحافظات في نيسان تحديدا دون غيره ليكتمل الاحتفال ،فبعد انتهاء اربع سنوات مضافة على اربع سبقتها لم يجني المواطن العراقي فيه غير الوعود وتتكرر القصة وتتعالى اصوات النشاز المطالبة بحق المواطن بتوفير كل مستلزمات الحياة الحرة الكريمة،وتنتشر الملصقات في شوارع وازقة المدن المتهالكة دون ادنى خجل ملصقات لوجوه تضحك على بؤس الشعب المغلوب على امره ،نفس الاشخاص ونفس البرامج ولكن دون ان تقدم ماينفع المواطن ،والجميع يطالبون باعطائهم فرصة اخرى ليتمكنوا من توفير ماعجزو عنه في دورتهم السابقة ، البعض من هؤلاء الذي استغل منصبه الحالي في الترويج لحملته بالبذخ دون هوادة،دون رقيب على المال العام والتساؤل من اين لك هذا ،فكل شيء مباح والبعض من المحافظين الحالين تحولو الى سلاطين يمنون بما تم توفيره للمواطن بصورهم مع المستضعفين تملاء شورارع المدينة تبين عطايا السلطان وكأنه يصرف من جيبه الخاص ، وبعد تمكنهم من البقاء في مناصبهم تعود ريما لعادتها القديمة ،فيختفون وعند اتهامهم بالفساد ،يتحولون الى رهبان وقديسين ومبررات لها اول ليس لها اخر وانهم بريئين من دم يوسف ،القضية تبقى بيد المواطن اولا واخيرا ،ان لايتهاون مع صوته ولايتركه بايدي المتلاعبين ،ويتوجه الى السؤال عن المرشحين مباشرة وبكل مايدور في خلده ومحاولة اختيار وجوه جديدة معروفة بالنزاهة ولايعول على البرامج والسيرالذاتية المطولة،فهي لاتخدم كما سيخدمها الشخص الحريص على المال العام ،وامنيات المواطن العراقي بسيطة جدا لاتتعدى عن توفير الخدمات الضرورية من متطلبات الحياة اليومية والقضاء على البطالة المقنعة،وتوفير سكن ملائم ،اذا فالقرار بيد المواطن لمنع متسولي المناصب تكرار الكذبة الانتخابية ووضح حد فاصل بتحويل احلام من يظنون ان زمام الامور بايديهم الى كابوس ،كي لاتعاد مآساة الوطن بيد عراقي مزاحه ثقيل على مدار السنة غايته الضحك على جراحاتنا.
https://telegram.me/buratha