خميس البدر
عندما نتحدث عن تهجير اكثر من نصف مليون نسمة باجتثاثهم من اصولهم وسحب الجنسية عنهم في ظرف ساعات.... وعندما نتحدث عن عشرات الالاف من الشباب ارتقوا وأعتلوا منصات الاعدام وذابت اجسادهم في احواض التيزاب ومختبرات التجارب وحلبات التعذيب وبقاء عشرات الالاف من الشيوخ والرجال الكبار رهن الاعتقال في ساحات مكشوفة بعد ان عزل عنهم الاطفال والنساء ....عندما نتحدث عن هجرة جماعية غالبيتها من الاطفال والنساء على الحدود العراقية الايرانية وفي ظروف جوية قاسية نعم مئات الالاف من النساء والاطفال في العراء بلا ماوى ولا معيل ولا امل لامستقبل لاحاضر ولا ماضي .....عندما نتحدث عن استلاب ممتلكاتهم ومصادرتها وسحب كل الاوراق الثبوتية وفرهود في وضح النهار..... عندما نتحدث عن الكارثة والابادة الجماعية والجريمة ضد الانسانية ... عندما نتحدث عن الظلم بلا حدود بلا مبرر ...عندما نتحدث عن مأساة شعب بما لايشابهها احد بحيث ارسلوا وتركوا الى المجهول .... فلانجد الا ان نعرفهم بانهم الكرد الفيلين ...ليس غريبا ان يحدث كل ذلك في زمن البعث (فهو حزب تيار فكر ؟؟ضد الانسانية وعدو للبشرية وهو سرطان يدمر الجميع ولا يرجى منه أي خير )وليس غريبا ان نسمع ما هو غريب وعجيب في كيفية ممارسة كل الجرائم وابتكارها وباساليب يتبرا الشيطان منها ويخجل أي ظالم من ان تنسب اليه ويابى أي مجرم ان يفعلها ....كان ذنبهم انهم من قومية كردية (لكن الكردي قتل باسمه ودفن في ارضه وعذب وهو كردي ومات وهو كردي وبقى ابنائه يحملون اسمه وجنسيته وبقى ذكره ) اما الكرد الفيلي فلا فانه مات غريبا وقتل بلا اسم بلا عنوان بلا ارض عذب وهو ؟؟؟ومات وهو؟؟؟ولم يبق ابنائه ؟؟؟لم يحملوا اسمه ولم يروا اوراقه ولم يثبتوا انه عراقي ...او انه ايراني ....حتى ولو بالاسم او بالصوره ...بقى انسان ...كان ذنبه انه شيعي والشيعي مغضوب عليه في ملة البعث ومنهجه او كل مناهج حكام العراق السابقين يقتل الشيعي وهو شيعي ويموت وهو شيعي يدفن في مقبرة السلام بقرب امير المؤمنين (عليه السلام ) وهذا يكفي بالنسبة له يعدم وهو شيعي يظلم وهو شيعي يرث ابناءه اسمه وشرفه وتاريخه وصورته ويبقون ابناء الشيعي ابناء الشهيد او المعدوم بكل مايحملوا من حسرة وظلم وضيم ن المهم يبقون في ارضهم يصبرون يظلمون لكنهم بقوا فلديهم ما يملكون ...اما الكرد الفيلي ...على الرغم من ولاءه لعلي لم يصل جثمانه الى مقبرة السلام ولم يروا اباهم لم يشاهدوا عزائهم لم ولم ولم ولم ......الغريب هنا والعجيب في انه لما انتهت الكارثة وازيحت الغمة وزال الظلام وتبدد كابوس البعث عن بلاد الرافدين وبتفاوت وبنسبية راى كل مظلوم نتيجة وحصل على وسام شرف ونال كل متصد لقاء عمله فمجد من مجد ورقى من رقى وعاد من عاد واعيدت الامور الى ما كانت عليه قبل تجبر البعث فالكردي نال كردستانه و17%واستقلال وتمجيد والجنوبي بما فيه من ظلم وحرمان ونكبة ودمار لازالت الا انه راى مزايا وحصل على اعتراف ونال حقوق وسجل شهيدا او سجينا او مضطهدا او مهجرا او .....او .....والسني عاد الى حضيرة الوطن واخذ حقه(واليوم يعلن عن مظلوميته ويطالب بالحقوق والعدالة والحكومة تفاوضه وتستجيب له ) وكذلك القوميات والاقليات والمراة اعترف لها الدستور وشاركت في العملية السياسية ....وبقى الكرد الفيليين طوال عشرة اعوام والهم نفس الهم والظلم نفس الظلم والحرمان نفس الحرمان وهنا تكون المصيبة والكارثة وهنا يكون الالم والحسرة اسئلة يرددها ابن الكرد الفيليين من يعيد لي تاريخي؟؟؟من يعيد لي وطني ؟؟؟من يعيد لي اسمي ؟؟؟من يعيد لي اهلي ؟؟؟؟اين اهلي ؟؟؟اسماءهم صورهم اموالهم معاناتهم حياتهم اناتهم اهاتهم نكباتهم ؟؟؟؟جنسيتهم اوراقهم ممتلكاتهم حقهم اعتبارهم ؟؟؟؟من يكافأهم من يجازيهم من يداريهم من ينصفهم ...؟؟؟من يتكفل بكل هذا من من من ؟؟؟؟؟عشر سنوات والكرد الفيلين ينادون نحن منكم نحن انتم نحن هنا ....جاء مؤتمر الكرد الفيليين وتجمعهم برعاية السيد عمار الحكيم صرخة واستنهاض ورد جيمل واسترداد حق ...بلا مزايدة فهم الاصل ...بلا فضل فهم اصحاب الفضل ...بلا مكابرة فهم الكبرياء ...بلا مداراة ومحاباة فهم كل شيء وهم التاريخ ..جاء مؤتمر الفيليين للوقوف وقفة حقيقية لاكمال ما بداوه مع شهيد المحراب (رض) ومع عزيز العراق(رحمه الله )يوم نادوا وبحت اصواتهم بانصاف ابناء البلد والدين يوم رعوهم يوم عز عليهم الصديق يوم نهرهم الجميع فكانوا كردا شيعة سنه جنوب شمال غرب شرق كانوا كل العراق كل اطيافه ولا شيء للعراق اسعد من ان تزيح طاغيته وتنزع الظلم عن ظهره وتعيد الحقوق الى اهلها والامور الى نصابها ...مؤتمر الكرد الفيليين لايراد له ان يكون اعلاما او خطابا او حملة دعائية بقدر ما انه حق ومطلب والحقوق كما هي حقيقتها دائما تؤخذ ولا تعطى ....بلا مداراة الكرد الفيلين هم الضمانة لتلون هذا الشعب والسلم الاهلي والشهادة الحقيقية بوجه البعث وكل اعداء الشعوب واذا طالبهم احد بالوثيقة والاثبات او الاوراق الرسمية ؟!!فهم الوثيقة التي لاتزور ولاتسحب ولاتبدل لانهم نسخة اصلية وهم الشهادة الواقعية ...جاء مؤتمر الكرد الفيلين ردا على من يطالبهم بذلك لانهم اصحاب هذه المطالبة ومن لهم الحق بان يطالبوا الاخرين لا ان يطالبوهم .....فلماذا العجز عن تحقيق ما يريده الكرد الفيلين وهل ان البقاء على قوانيين البعث واساليبه وروتينيه يعيد لهم حقهم يراد جهد وعمل حقيقي يراد قانون جديد يراد تشريع يراد تحول حقيقي في حياتهم وينعكس على واقعهم ...كفى شكوى وكفى تبرير وكفى تسطيح وكفى مماطلة ؟؟؟؟الامور واضحة واقرب خط بين نقطتين هو الخط المستقيم ...والكرد الفيلين مثلوا وبكل ماقدموه هم الصراط المستقيم لما عاناه الشعب العراقي ....
https://telegram.me/buratha