بقلم صادق البغدادي .
لاشك بان مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم للمطالبة بحقوق مجاهدي الاهوار حالة صحية فريده من نوعها في تاريخ العراق الجديد .فجميع الاحزاب والكتل لم تطالب أو تبحث عن هذا الموضوع في يوم من الايام .وأنما هدر حقوق من بذل روحه وأسرته وعشيرته الى الدرجة الرابعة لم يؤخذ بعين الاعتبار .وياحبذا لو كانت هناك مبادره أخرى تعم جميع المجاهدون في الداخل ,فابن الاهوار لاقى مالاقى من العفالقة والاجهزة القمعية للنظام السابق .والى جانبه مجاهدوا الداخل في بغداد والنجف الاشرف وغيرها من المحافظات ونخص بغداد بالذات ,فهناك من كان في قبضة قيادة السلطة بكل لحظة ممكن أن تلتهمه ثم تندهش اسرته .وهؤلاء كانوا عين ويد ضاربه ضد قيادة السلطة ,و بعد اسقاط النظام تواصلوا بالعمل سنوات ثم تم تهميشهم وتهميش جهودهم من قبل بعض الانتهازيين الذين كان همهم الصعود على اكتاف جهود المهمشين. ونقول لماذا تدنى مستوى الاصوات في الانتخابات السابقة ؟فالجواب واضح بسبب خسارة نخبة مجاهده صالحه كانت اساس العمل الجهادي او كما عبرنا (عين ويد ).هؤلاء النخبة اصابهم الاحباط من مكافاة التهميش ,فلانعلم هل هذه المكافأة شكرا لله على صعودهم بجهود الغير أو أنها أشعار الى الشعب العراقي بأننا لانمتلك معنى للوفاء مع من كانوا يعملون من أجل المبدأ والعقيدة .فالواقع يقول وأن كان المهمش على خطأ كيف لحزب او كتلة لاتستطيع ان تصلح فرد من جماعتها وتريد أن تصلح وتعمل لشعب كامل !وكيف تضع نفسها موضع ظالم لفرد وتريد أن تكون عادله ؟وكيف تأمن قيادة بأحد قياداتها وهو ظالم لغيره بالتهميش وهدر الحقوق ؟فان المعادلة صعبة وفقدان الثقة أصعب .والمهمشون في بغداد تهمشوا مرات وليس مره واحده ,ففي ايام الجهاد كانوا كما تعلمون ,وبعده أصبحوا كما تعلم الناس وتعلمون الى ان وقفت الاحزاب على اقدامها ,وبسبب اعمالهم تهجروا وابعدوا الى محافظات أخرى .ولاباس بذكر حاله بسيطة في بغداد حول رعب اسرة مجاهد كان يعمل في صفوف المجلس الاعلى للثورة الاسلامية زمن النظام العفلقي البعثي .بعد ان كان منزله مبيت لبعض مجاهدوا الاهوار ,وهذا المبيت من أجل عملية جهادية أو متابعة لهدف معين في بغداد .وطبعا يتخلل المبيت الاكل والشرب (الزاد من الماء والملح) .وهذا المجاهد يحاول اختراق النظام السابق وعليه مؤشرات لدى الاجهزة الامنية والمخابراتية التابعة للنظام البائد .وفي أحد الاعتقالات في محافظة البصرة والنجف لمجموعة يعمل مع بعضهم كان الامر من القيادة الجهادية ان ينسحب مع اسرته الى خارج العراق تجنبا لاعتقاله ,فكان رده لمسؤله المهمش ايضا حاليا بانه لايغادر ساحة العمل مهما كلفه الامر ,وكان رده قضيتنا هنا وليس خارج العراق .وتغير الامر حسب طلبه الى عدم اللقائات والحذر الشديد ,فكان عليه ان ينبه اسرته لملاحظات اذا تم اعتقاله ,فنبههم .ولاشك بان المرأه تختلف عن الرجل ,فهي عاطفية أكثر ,فكانت نظرات أهله وأمه وشقيقاته بحزن مع دموع في كل وجبة اكل يتناولونها ,فلم يكن هنالك كلام الدموع والحزن كان هو الكلام .وكانت منطقته تضج بالعفالقة ومنتسبوا الاجهزة المخابراتية والامنية ,وفي الصباح الباكر بعد صلاة الفجر كان نائم بالسطح مع اهله والى جانبه رشاشه مهياه للرمي ,فسمع تردد طرق الباب الرئيسي بقوة شديدة فنهض مسرعا حاملا سلاحه لينظرمن اعلى سطح المنزل فوجد العفالقة وبصحبتهم سيارات وهم يرتدون الزي الزيتوني (عسكري)ويحملون اسلاحتهم ويطرقون باب المختار الذي يجاوره في المنطفة .وكان لديه طفل نائم بجوار زوجته هرع الطفل من البكاء وزوجته استيقظت قلقه ومرتبكه وبنفس الوقت وصلت والدته كبيرة السن للسطح وهي مسرعه وتقول ولدي تعال اخفيك ,فكان رد المجاهد ادخلوا جميعا في الغرفة ولاتكونوا أمام الباب والنوافذ وقرر ان يتصدى بسلاحه لهم ,فكان رد النساء ان ترضخ لامره .وكان ينتظر اقتحامهم لباب المنزل ليبدأ بالهجوم عليهم ويترقب مايحدث ,فخرج المختار وركب معهم وذهبوا الى مكان أخر .فعاد المجاهد لغرفة النساء وهو يرى زوجته مغما عليها وامه تحاول افاقتها بالماء وتبكي لاجل ابنها المجاهد .وهذه أبسط حاله من حالات كثيرة لاتعد ولاتحصى ومع ذلك حاربه النظام البائد بعدم منحه أي قطعة ارض لمقتضيات امنية حسب مايعبر النظام العفلقي وقضى عمره لايملك شبرا واحدا في العراق القديم والجديد .وسقط النظام ليظلم ممن يعمل معهم ,بل ويهمش وتركن جهوده وربما حرقت اوراق اعماله في مقر القيادة ,وهو يترحم على شهيد المحراب الذي كان يقول بريد هذا الرجل يسلم لي اول بأول حتى وانا خارج في السيارة ,,وطلب منه في أحد الرسائل أن يوعده بأن يأخذه معه في الاخرة حيث يختار الله سبحانه له .سماحة السيد عمار الحكيم أننا ننتظر مبادرتك لشمول مجاهدوالداخل في بغداد بمبادرتكم الطيبة التي اطلقتموها من عبر شاشات التلفاز .ونعتقد بانكم أوفياء واهلا للطلب .ويبقى أن يتحرى الاخوة في المجلس الاعلى عن هؤلاء الناس ويذهبوا اليهم لمنازلهم ويغيروا الصورة المشوهه التي رسمت باذهانهم بسبب التهميش وعدم الوفاء لهم .
https://telegram.me/buratha