المقالات

سنفعل ولكن بعد فناء آخر الكورد الفيليون..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

736 07:46:00 2013-04-04

لم يستفزني خبر كالخبر الذي أعلن أول من أمس عن أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد عممت على دوائرها كافة اعتماد شعار "جرائم النظام المباد ضد الكرد الفيليين جرائم ابادة جماعية" على المخاطبات الداخلية والخارجية كافة. وأن بيان لها نوه عنه الخبر يشير الى "ان الاعمام يهدف للتذكير بهذه الجرائم المنكرة التي طالت ابناء شعبنا جميعا وبخاصة الكرد الفيليين منهم". و"ان الشعار سيُعمل به لمدة اسبوع واحد على الخطابات الرسمية داخل الأمانة العامة".

 في موضوع الأستفزاز الذي أتحدث عنه لا أشير الى النوايا، ولا أغبن حسن الطوية فيها، فالذي أصدر هذا الإعمام جزاه الله خيرا كان قد أجتهد بما بيده من أدوات، ويبدو أن تلك الأدوات لا تتعدى هذا المقدار كيفية ومكانا وأمدا زمانيا.. في موضوع الكيفية فإن الهدف الذي أشار اليه البيان هو "التذكير..!".. وأثير هنا أسئلة محددة:

 أولها: هل أن مأساة بهذا الحجم مازالت متفاعلة أحداثا وأسبابا ونتائجا، تحتاج الى مثل هذه الوسيلة البسيطة من وسائل التذكير، بل هل هي بحاجة الى "التذكير" ذاته..!؟..لكن يبدو أن النسيان طواها فعلا فجرى"التذكير"...

وثانيها: حيزا مكانيا؛ فهمنا من أن الإعمام إياه معنية به المخاطبات الرسمية "داخل" الأمانة العامة..حسنا، وخارجها..! فهل أن مؤسسات الدولة الأخرى غير معنية بقضية الكورد الفليين؟..!...صح المثل: ما لجرح بميت إيلام..!

وثالثها: أن جهة التذكير هي المعنية قبلا بأن تتذكر تلك الظلامة الكبرى التي تعرض لها الكورد الفيليين، وسأكون حسن النية وأقول هل أنها كدائرة قرار وتنفيذ تريد أن تذكر نفسها؟!...وأجيب عنها: هذا شيء حسن، ربما، ربما ..فمن حاجة المسؤول أن يتذكرا..!

ورابعها: أمدا زمانيا؛ اسبوع واحد فقط قبالة تاريخ طويل من القهر والإذلال والتهميش والأقصاء والأبعاد وكل مفردات الظلم التي أعرفها والتي لا أعرفها والتي حفلت بها قضية الكورد الفيليين!؟..يكفي فوقت الدولة من ذهب إن لم تقطعه ذهب..!

وخامسها: ومرة أخرى سأكون حسن النية مثلما كنت دوما، وأتسائل: بعد عشر سنوات على زوال أسباب الظلم وبعد تشخيصه وتحديد أبعاده، هل في نية الحكومة أن تعترف أنها وكل مؤسسات الدولة المعنية بقضية الكورد الفيليين لم تفعل ما يكفي لرفع الظلم ذاته؟..إنكار حصول الشيء في أغلب الأحيان يعني إثباته..!

وسادسها وهو الأهم: إننا إذن قد توصلنا الى أن قضية الكورد الفيليين بأبعادها التاريخية والأنسانية والأجتماعية، لم تتوفر لدينا الإرادة السياسية لإنهائها من خلال جهد وطني كبير يطوي صفحتها الى الأبد، فهل نحن فاعلون؟!..سنفعل..سنفعل ولكن بعد فناء آخر الكورد الفيليون..!

 كلام قبل السلام: في رؤوسنا عدد من الثقوب تؤدي وظائف حيوية مزدوجة: العين للإبصار والبكاء، الأذن للسمع والتوازن، الأنف للتنفس والشم، الفم للأكل والنطق..ثمة وظيفة عكسية ثالثة لكل هذه الثقوب مجتمعة، هي أن تخرج منها الأفكار على ورقة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2013-04-05
أيتها الأخت الكريمة الجريحة زهراء محمد أخت الشهداء ... صدقيني أنا أعتقد أن ثمة شيء ما بشأن الكورد الفيليين قد أتفق عليه الحكام العراقيين، راهنهم وسابقهم، ملكيهم وجمهوريهم، عربيهم وكرديهم، إسلاميهم وعلمانيهم، سنيهم وشيعييهم..وأكرر "الحكام" وليس غيرهم، من أن يغمضوا عيونهم عن أفضع جينوسايد تعرضت له البشرية..هذا الأتفاق يعني أن لجميع الذين ذكرتهم مصلحة بطي صفحة الكورد الفيليين، ليس لمصلحة المظلومين، بل لمصلحة الظالمين..وما دمنا قد شخصنا المظلوم والظالم والقضية، والطاوي والمطوية قضيته وكيفية طيها، نستطيع أن نتفهم لماذا يطوي الحكام قضية الكفيليين لمصلحة الظالمين..وستكون الأجابة يسيرة جدا: هي أنهم منهم ..! هم أيضا ظلمة..وأمس قال المرجع الشيخ بشير النجفي :الحاكم ظالم... ايها الكورد الفيليين: نظموا صفوفكم وارفعوا راية الرفض، وقولوا يا الله، لن نخنع ولن نساوم..كل ما فقدنا نريد تسديد حسابه..حساب الدم، وحساب الأموال والممتلكات,وحساب الفاقد الحضاري.. وعندما تنهضون ستجدون كل الشرفاء معكم ..أما أذا بقيتم في خانة التوجع فحسب فلن يلتفت اليكم أحد..أنهضوا فليس لديكم شيء تخسروه أذا نهضتم...
زهراء محمد
2013-04-04
نحن والحمد لله لم نعد نملك بايدينا ـ بعد ان سلب كل شيء منا ـ إلا الصبر على هذه البلايا فاصبر معنا يا أيها العزيز.. والله المستعان
زهراء محمد
2013-04-04
وهل يا ترى ستتوفر حينها كما بينت الارادة السياسية لإنصافنا حينها.. أم ان الجماعة ينتظرون فناء آخرنا.. تقول في نهاية مقالك ..«ثمة وظيفة عكسية ثالثة لكل هذه الثقوب مجتمعة، هي أن تخرج منها الأفكار على ورقة..!» هذا حين توفر الشروط المذكورة في ثقوب رؤوسهم (اصحاب القرار) والظاهر إنما هي أحادية تؤدي الوظائف «المزدوجة» بأحادية وإنتقائية أما الوظيفة الثالثة فهي أما للتزييف الاعلامي فقط، أو إن المداد الذي يكتبون به افكارهم على تلك الاوراق انما هي بحبر سري، لا يراه الواقع المسكين!!!
زهراء محمد
2013-04-04
ذلك المؤتمر من شخصيات وسياسيين. ومن يواكب آلامنا وجراحاتنا. ولكن..والله يا أخي العقل والضمير يبقيان حائران امام الجحود والنكران والتناسي بحقنا من قبل من هم الآن في الصدارة السياسية في الحكومة، ولكن باختصار وكما يقال «سمعت لو ناديت حياً ولكن..» الى آخر ذلك.. نعم يا أخي نحن نحسن الظن بهم وبمن بادر بهذه المبادرة من تذكير لدوائر الدولة المختلفة ولا جدال في ذلك ولعل من وجه ذلك التوجيه فعل ما فعل من زاوية المسؤولية ونصرة المستضعفين، ولكن يا أخي هل يا ترى سنرى منهم تذكيراً آخرا في نهاية العقد القادم؟
زهراء محمد
2013-04-04
بارك الله فيك يا أخينا قاسم.. ولكن يقينا ما يخفف وجعنا نحن الفيلية انه هناك أحبة لنا يتبرون دوما لنصرتنا من أمثالكم وأمثال السيد عمار الحكيم حفظه الله وما ذكره وتبناه قبل أيام قلائل في مؤتمر «الكرد الفيليين ابادة جماعية وحقوق منسية» ولم يكن غريبا على سليل عائلة آل الحكيم قدس سرهم، فالفيلييون هم معهم في حلقة وصل متينة لا تفك، وعلى غرارهم الكثير من اتباع آل البيت لنا ناصرين، والشكر والعرفان متبوع لكلومن ساهم في ذلك المؤتمر من شخصيات وسياسيين. ومن يواكب آلامنا وجراحاتنا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك