عبدالله الجيزاني
هناك مثل لبناني يقول(اللي يجرب لمجرب عقله مخرب)، وأكيد ان هناك ما يحاكية من الامثال ألعراقية ويعني ان اعادة التجربة ثقة كانت او امانة اوعمل في شيء انسان او حتى سلعة سبق وان ثبت فشلها، يعد بلاهة وغباء وفقدان عقل كما يشير المثل، وقد اثبتت التجارب الانسانية على مر التاريخ صدقيه عاليه لهذا المثل ألشعبي، ومن يحصي التجارب في هذا الاطار يجد واقعية ما ذهب اليه المثل.ولو اخذنا الجانب السياسي واستقينا عدة تجارب لشعوب وأمم نلمس الحقيقة التي ذهب اليها مثلنا، قضية فلسطين التي استهلكت كل الكلمات والشعارات التي تعني بالسلام، الذي يمنى به الشعب الفلسطيني والمغتصب اليهودي نفسه، وترك اوربا او امريكا وبعض الدول العربية ليعيش على جنة الله في ارضه، وعندما عاش الواقع كان السلام والامان حلم مستحيل يعده قادة الصهيونية به، ولم ولن يراه، وعاش الاستغفال تحت المهدئات التي تزرق له من خلال الخطب والمؤتمرات، وهنا نبحث عن السبب هل هو الفلسطيني والمهاجر اليهودي ام الساسة في العالم وساسة فلسطين والصهاينة،هل من يطلق الوعود والاماني ام من يصدق وينتظر تحقق هذه الوعود المتكررة؟ الواقع يخبر عن ان التجارب وليس التجربة اثبتت ان السلام كذبة رافقت القضية الفلسطينية من بداية اغتصاب الارض الفلسطينية الى يومنا هذا، وايضا التجارب نفسها اثبتت ان على الفلسطيني ان يتمسك بالخيار العسكري والمواجهة ان كان يبحث عن السلام، والمهاجر اليهودي امام خيارين اما ان يعيش حالة الحرب المستمرة او ان يجمع اغراضة ويعود من حيث اتى، وكل ما سوى ذلك هو خداع وكذب وشعارات تهدئه لا يمكن ان تصح مهما كانت النوايا صادقة.ولو عرجنا على الوضع العراقي منذ التغيير الى الان يمكن ان يصح التخريج نفسه على القضية الفلسطينية مع اختلاف الظرف والية الخيار الأصح، فهنا اتفق القوم (كتل ومكونات) على عقد هو الدستور واتفقوا ايضا على اليات تبادل السلطة من خلال صناديق الاقتراع بإجراء انتخابات تحدد نتائجها الحكم والحاكم سواء في المركز او في المحافظات او في الاقليم، ومع الشكوى من الواقع المتردي للوضع العراقي وعلى كل الاصعدة، لنا ان نسأل من المقصر الحاكم والنائب ام المواطن، الاول له اهداف وغايات وإمكانات يعمل لها وبها، ولا يمكن ان يأتي بغيرها لانه لا يمتلك سواها كأهداف وإمكانات، والفاسد اهدافه وغاياته التي يسعى للوصول اليها بناء الذات على حساب اي شيء، ومن فشل في الانجاز وتحقيق المطلوب منه في الموقع الذي تولاه، فتلك امكاناته وقدرته ولايمكن ان يحقق اكثر مما حقق، مهما كانت التبريرات فالوضع هو الوضع نفسه مناكفات سياسية ومكونات لها هواجس تتصارع مع هواجس الاخر، وجوار له اجندة يسعى لتحقيقها من خلال عاملين بالنيابة من ساسة الشعب العراقي نفسه، هذا بالنسبة للمركز وينطبق الى حد كبير جدا مع الحال في المحافظات إلا في الجانب السياسي وتدخل الجوار اذن الخلل في الحال المتدهور هو المواطن العراقي نفسه الذي ارتضى ان يعيش تحت شعار اثبت فشله وفساده، ويرضى لنفسه ان يكون مستغفل تحت احلام لايمكن ان تتحقق من خلال نفس الاشخاص الذي اختارهم هو وثبت فشلهم وفسادهم، ربما كان معذور في ظل النظام الشمولي المباد، لكن اكيد لا يمكن ان يعذر في سعيه لصناعة نظام شمولي جديد قد لا يختلف عن السابق إلا بالشخوص...
https://telegram.me/buratha