المقالات

السيادة والوسادة: مداليل ومجاهيل...بقلم: قاسم آل ماضي

508 09:24:00 2013-04-06

 

تقوم آلة الإعلام الأمريكية ومركز العقل فيها في البنتاكون بإنفاق مليارت الدولارات على صناعة افلام خيالية ليست بعيدة عن أهدافها إن لم تكن تصب مباشرة في نهر تلك الأهداف...غزو الارض من الفضاء، نهوض مفاجيء للديناصورات والمخلوقات الغريبة من تحت الأرض، مخلوقات عملاقة مثل كونغ فو بأمكانها أن تدوس بأقدامها آلاف البشر وتسحق السيارات وتهدم المباني..الرجل الزئبق....الموت القادم في هذه الأفلام يساوي بين سيدة أنيقة بملابس النوم ترضع طفلها، وبين شيخ يسقي نباتات حديقته في بنسلفانيا، وبين شاب وشابة في لحظة حميمة، وبين رجال يسطون على مصرف..

لكن دائما ثمة رجال وسواعد وعقول لشباب نحيفين بنظارات سميكة يجلسون خلف الحواسيب يتصدون لكل هذا! وينقذون البقية المتبقية من الشعب الأمريكي من تلك الأخطار الهائلة بواسطة أبطال بقوى أسطورية..رامبو مثلا...في معظم الأحيان يقف خلف الغزو الخارجي ونهوض الديناصورات و الكائنات الاخرى أشرار ليسوا أمريكان، لكنهم في معظم الأحيان بسحنات أما روسية أو شرق أوسطية..!

الأبطال المتصدين مخلصين إخلاص ألأنبياء لمبادئهم ووطنهم، حياتهم مكرسة في أتجاهات إنسانية، لا يهمهم أن ماتوا تحت أقدام ديناصور في سبيل إنقاذ سيدة عجوز تعبر الشارع..!

تلك هي اللعبة..أن يخاف الشعب..وأن تنقذه السلطة..! ..بعد أن تنقذه السلطة، عليه أن يعبر عن شكره وعرفانه لها بأن يقدم لها ولاءه وطاعته المطلقين...ذلك هو المشروع الوطني الأمريكي ، والذي تحول لاحقا الى مشروع تتبناه دول وأمبراطوريات سياسية هنا وهناك في العالم..

هذا المشروع ، أعني مشروع صناعة الخوف يطبق على أرض الواقع تجريبيا في غير مكان من العالم..! في العراق مثلا، في أفغانستان، في سوريا، مع كوريا، مع إيران في مالي..لكن ليس في امريكا...!

هنا في بلدنا ثمة من يستنسخ هذا المشروع، سواء بارادته أو بما خططه له مصممي المشروع ألأصليين..!.والحقيقة أن الجمع بين الفكرتين يريح العقل..فبعضهم يذهب الى المشروع بارادته، وآخرين فرض عليهم قبالة إمتيازات ومناصب..

إستنساخ هذا المشروع نجده على أوضح صوره في مفارقة صناعة الأزمات بدلا من صناعة الطاقة الكهربائية مثلا..!

ولتفكيك معادلات المشروع إياه بين ايدينا هذا النوذج التفكيكي لدراسة المعطيات:

ازمة تشكيل الحكومة ← اتفاق اربيل ← مجهول الابعاد والبنود حتى هذه اللحظة

ازمة سحب الثقة ←  اتفاق مالكي كردي سني مجهول الى هذه اللحظة

ازمة التظاهرات ←ا طلاق سراح المجرمين وتعريض قتلة الشعب العراقي وصرف امول طائلة ← والقائمة مفتوحة ومجهولة حتى هذه اللحظة

...هكذا نجد أن الازمات من صنع صاحب القرار وربما هي موجودة في مخيلته فقط، خيالية و لكن حلها ايضا بيد صاحب القرار...

أغرب ما في القصة : انك لا تستطيع التجول في بغداد لشدة الاجراءات الامنية والسيطرات، ومع ذلك ينفذ الارهاب اهدافه بسلاسه. ويفجر سيارة هناواحزمة ناسفة هناك.. بل ويحتل وزارة..

قريبا سيأتي رجال من الفضاء لغزونا وسينهض رابمو عراقي ليدافع عنا، عندها ستطوى له الوسادة وتفرش له السجادة ونعطيه السيادة...! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الثائر الحر
2013-04-06
مقال جميل وينطبق بشكل كبير على الواقع العراقي الحالي
اسعد الساعدي
2013-04-06
كلشي ممكن في حكومة المالكي مقال جيد لكن قصير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك