تقوم آلة الإعلام الأمريكية ومركز العقل فيها في البنتاكون بإنفاق مليارت الدولارات على صناعة افلام خيالية ليست بعيدة عن أهدافها إن لم تكن تصب مباشرة في نهر تلك الأهداف...غزو الارض من الفضاء، نهوض مفاجيء للديناصورات والمخلوقات الغريبة من تحت الأرض، مخلوقات عملاقة مثل كونغ فو بأمكانها أن تدوس بأقدامها آلاف البشر وتسحق السيارات وتهدم المباني..الرجل الزئبق....الموت القادم في هذه الأفلام يساوي بين سيدة أنيقة بملابس النوم ترضع طفلها، وبين شيخ يسقي نباتات حديقته في بنسلفانيا، وبين شاب وشابة في لحظة حميمة، وبين رجال يسطون على مصرف..
لكن دائما ثمة رجال وسواعد وعقول لشباب نحيفين بنظارات سميكة يجلسون خلف الحواسيب يتصدون لكل هذا! وينقذون البقية المتبقية من الشعب الأمريكي من تلك الأخطار الهائلة بواسطة أبطال بقوى أسطورية..رامبو مثلا...في معظم الأحيان يقف خلف الغزو الخارجي ونهوض الديناصورات و الكائنات الاخرى أشرار ليسوا أمريكان، لكنهم في معظم الأحيان بسحنات أما روسية أو شرق أوسطية..!
الأبطال المتصدين مخلصين إخلاص ألأنبياء لمبادئهم ووطنهم، حياتهم مكرسة في أتجاهات إنسانية، لا يهمهم أن ماتوا تحت أقدام ديناصور في سبيل إنقاذ سيدة عجوز تعبر الشارع..!
تلك هي اللعبة..أن يخاف الشعب..وأن تنقذه السلطة..! ..بعد أن تنقذه السلطة، عليه أن يعبر عن شكره وعرفانه لها بأن يقدم لها ولاءه وطاعته المطلقين...ذلك هو المشروع الوطني الأمريكي ، والذي تحول لاحقا الى مشروع تتبناه دول وأمبراطوريات سياسية هنا وهناك في العالم..
هذا المشروع ، أعني مشروع صناعة الخوف يطبق على أرض الواقع تجريبيا في غير مكان من العالم..! في العراق مثلا، في أفغانستان، في سوريا، مع كوريا، مع إيران في مالي..لكن ليس في امريكا...!
هنا في بلدنا ثمة من يستنسخ هذا المشروع، سواء بارادته أو بما خططه له مصممي المشروع ألأصليين..!.والحقيقة أن الجمع بين الفكرتين يريح العقل..فبعضهم يذهب الى المشروع بارادته، وآخرين فرض عليهم قبالة إمتيازات ومناصب..
إستنساخ هذا المشروع نجده على أوضح صوره في مفارقة صناعة الأزمات بدلا من صناعة الطاقة الكهربائية مثلا..!
ولتفكيك معادلات المشروع إياه بين ايدينا هذا النوذج التفكيكي لدراسة المعطيات:
ازمة تشكيل الحكومة ← اتفاق اربيل ← مجهول الابعاد والبنود حتى هذه اللحظة
ازمة سحب الثقة ← اتفاق مالكي كردي سني مجهول الى هذه اللحظة
ازمة التظاهرات ←ا طلاق سراح المجرمين وتعريض قتلة الشعب العراقي وصرف امول طائلة ← والقائمة مفتوحة ومجهولة حتى هذه اللحظة
...هكذا نجد أن الازمات من صنع صاحب القرار وربما هي موجودة في مخيلته فقط، خيالية و لكن حلها ايضا بيد صاحب القرار...
أغرب ما في القصة : انك لا تستطيع التجول في بغداد لشدة الاجراءات الامنية والسيطرات، ومع ذلك ينفذ الارهاب اهدافه بسلاسه. ويفجر سيارة هناواحزمة ناسفة هناك.. بل ويحتل وزارة..
قريبا سيأتي رجال من الفضاء لغزونا وسينهض رابمو عراقي ليدافع عنا، عندها ستطوى له الوسادة وتفرش له السجادة ونعطيه السيادة...!
https://telegram.me/buratha