المقالات

فرصة التغيير المتاحة

279 13:01:00 2013-04-06

علي جاسم

لعل الكثير من المواطنين لم يكونوا ليحلموا في يوم من الأيام انهم يستطيعون بصوتهم فقط ان يعمدوا إلى تغيير أي واقع فاسد وغير صحيح في مقاليد الحكم والمناصب الإدارية والسياسية، لانهم قد جربوا العيش خلال أكثر من ثلاثة عقود في ظل سلطة ديكتاتورية مقيتة لم تسمح لأحد ان يرفع صوته حتى داخل منزله بالانتقاد والتعرض للحكومة وقتذاك، بل كان الويل والثبور حصة كل من يتجرأ ويحاول حتى لو كان بمجرد الإشارة بأصبعه أو ملامح وجهه ــ كأضعف الإيمان ــ بدل التعليق والاعتراض على قرارات وإجراءات وتصرفات الرأس الصدامي الخالي من أية أفكار منطقية أو قرارات عقلانية، وهذا الحال هو أمر واقعي عانت وتعاني بعضه أو حالا أقرب إليه جميع شعوب المعمورة التي تبتلي بأنظمة شمولية جائرة كما ابتلينا نحن، ونجونا منها بعد عناء طويل وكبت مرير.اليوم اصبح بإمكان المواطن العراقي البسيط ان يعبر عن رأيه بحرية وشفافية وراحة بال دون ان يتعرض الى مشاكل أمنية ومضايقات حكومية تنال من كرامته لمجرد الإدلاء برأيه وأفكاره، اليوم بفضل التغيير السياسي والديمقراطي اصبح العراق يعيش مناخا ديمقراطيا دسما، وتحول الى ساحة واسعة ورحبة لكل من يهدف الى المساهمة في بناء البلاد وانتشالها من حالات البؤس والتخلف الاقتصادي والعمراني والخدمي نتيجة تعرضها الى إهمال شديد بسبب الحروب والمغامرات الطائشة التي اقترفها النظام البائد في المنطقة، فضلا عن ثقافة التخلف التي كانت سائدة آنذاك لدى أغلب مسؤولي الدوائر الحكومية والخدمية، وحتى اليوم فإننا نجد ان عشرات مسؤولي المحافظات والحكومات المحلية ما زالوا منساقين ــ من حيث يعلمون أو لا يعلمون ــ الى اشكاليات ثقافة التخلف نفسها وكأنهم توارثوها عن سلطات النظام البائد، مما أنعكس بشكل واضح على مدى الخدمات المقدمة لأهالي كل محافظة من المحافظات العراقية، في حين نجد ان بعض هذه المحافظات نتيجة لضعف المستوى الخدمي فيها وكأنها تعيش في مرحلة من مراحل العصور المتأخرة، اذ اصبح من النادر رؤية مشاريع حقيقية منجزة خلال الفترة الماضية رغم وجود مجالس محافظات منتخبة حديثة.ان مجرد مشاركة المواطنين في الانتخابات المقبلة والادلاء بأصواتهم قد لا يغير لهم من الواقع المزري لمحافظاتهم الشيء الكثير ما لم يكن مصحوبا بحسن الاختيار ودقة التوجه صوب المرشح النزيه والكفوء والمخلص في عمله، لانهم سيكونون هم البناة الحقيقيين للمجتمع والمحافظة عبر اختيار المرشح القادر على البناء والاعمار بالشكل الامثل، والذين سيكونون هم من سيجني ثمار اختياراتهم وقراراتهم بعيدا عن أي ضغط سياسي أو عسكري، كما كان يحدث خلال الفترة الصدامية البائدة التي كانت عمليات اختيار المحافظين ومجالس المحافظات محصورة بالقائد الهمام الذي يكتفي فقط بإشارة صغيرة من أصابعه الى حاشيته ليرفعوا هذا المسؤول في المحافظة ويأتوا بآخر يناسب أفكار القائد الحاكم ويلاءم توصياته وطرائق إجرامه وهمجيته بغض النظر عن انجازاته التي يمكن ان يقدمها للمحافظة أو رغبة أبناء المحافظة في هذه الشخصية النزيهة أو تلك مما كان يمكن ان تجود به تلك الفترة القاسية. ولكي لا تتكرر هذه المعاناة الشعبية والجماهيرية من جديد ينبغي على جميع المسؤولين عن آليات العملية الانتخابية ان يقوموا بدراسة كافة مستلزمات إنجاح التجربة وتفعيلها وتنشيطها خدمة للصالح العام، وحفاظا على حقوق الشعب وثرواته من الضياع والهدر، وأهمها واولها اعطاء الفرصة الكاملة للمواطن لاختيار من يعتقده جديرا بحمل لواء خدمة المجتمع والمواطن، وبالطبع فإن حملات التثقيف والتوجيه والارشاد تلعب دورا كبيرا في ترسيخ ثقافة التغيير نحو الاحسن لدى المواطن على اعتبار ان الانتخابات هي أفضل فرصة لتغيير الادارات الفاشلة والحكومات المحلية غير الكفوءة، لتتحقق الغاية الاسمى من العملية الانتخابية بشكل عام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك