يبدو ان الراقصات المشاركات بفعاليات مهرجان عاصمة الثقافة العربية للعام الحالي يبلغن من الكفاءة والمهنية درجة عالية, حيث نرى ذلك واضحا من طريقة الرقص السياسي عند اعلان احد الكتل السياسية الكبيرة (كتلة الحكومة ), ويبدو ان نشوة الاجواء المخمورة لم تزل تضرب برؤوس ساسة القانون المفتونة بانتصار العرس الثقافي. وقبل ان تتراقص الاوزان الثقيلة على منصة الخداع الوطني, طرح رئيس الوزراء المبجل جملة من الامور البعيدة عن الواقع كبعد المنطقة الخضراء عن ما يجاورها.
ليس غريبا ان يطرح الرجل برنامجه الانتخابي وما يتبناه ويعبر عن رؤيته السياسية لإقناع الجمهور, هذه أصول العمل السياسي في الأجواء الديمقراطية, لكن ان يربط الطموح بالإنجاز ويبرر الفشل بالإعاقة المقصودة, فهذا فيه كذب وتنصل عن المسؤولية التي اقسموا على تحملها وامانة تعهدوا بصيانتها ..
ثلاثة عوامل ذكرها السيد رئيس الوزراء واعتبرها شروط اساسية لاستكمال مسيرة النجاح (ولا ادري عن اي نجاح يتحدث؟), وهي (الاستقرار السياسي..وأضاف بأن دولة القانون ستحصل على الاغلبية لتشكل الحكومات المحلية لتمشية المياه الراكدة ) وهذا يعني ان الاستقرار السياسي الذي يفهمه المالكي ويعمل عليه هو تفرده في الدولة...ورغم كون أعطاء نتائج مسبقة يندرج ضمن الدعاية الانتخابية, لكن يبقى السؤول مطروحا والمخاوف مشروعة عن امكانية استغلال النفوذ والمال العام للتلاعب بالانتخابات, ومن جهة اخرى على السيد المالكي ان يتذكر ان دولة القانون حصلت على الاغلبية في الانتخابات المحلية السابقة وهي وحدها من شكل الحكومات المحلية في اكثر من تسعة محافظات من ضمنها (بغداد والبصرة ), فلماذا لم تحرك ما ركد ؟ ولا نتجنى ان قلنا انها جففت الراكد ولم يعد هناك شيء لتحريكه .
العامل الثاني والمرتكز المهم لنجاح اي عمل حسب رئيس الوزراء , هو القضاء على الارهاب الذي يريد ان يوقف عجلة الحياة ويستعيد الايام السوداء التي قضينا عليها (حسب ما ذكر), وهنا تذكير بفضل يعتقد ان الجميع مدان له به , طريقة قديمة جديدة لتذكير الشعوب بمنجزات من يريد ادمان السلطة . ولا اعرف الطرق الكفيلة بمعالجة موضوعة الارهاب والخروقات, ولكن هل نسي دولته انه هو القائد العام وهو رئيس لثلاثة او اربعة اجهزة امنية !!! لماذا هو رئيس وزراء اذن ؟؟ وهل نستطيع القول ان ايامنا اصبحت وردية ؟
والعامل الاخير على طريق الاستقرار والرفاه هو محاربة الفساد, يبدو ان حكومتنا تذكرت الفساد بعد ان تفقدت خزينة الوطن المنهوبة لتغطية نفقات طموحاتهم المشروعة جدا, خصوصا بعد ان ثبُتت براءة الاستاذ مشعان الجبوري لمواقفه الوطنية!!
ولولا دولة القانون لانهار العراق, فالعراق لم ينهار بعد حسب اعتقاد دولة الرئيس!!
.........................
https://telegram.me/buratha