الحاج هادي العكيلي
تنامت ظاهرة شراء اصوات الناخبين مع قرب أنتخابات مجالس المحافظات التي سوف تجري بتاريخ 20/ 4 / 2113 ، حيث أتخذت أشكالاً وطرقاً متنوعة لم يكن المواطن يراها في الانتخابات السابقة . وتعددت الطرق التي يستخدمها المرشحون المال السياسي للتأثير على أصوات الناخبين أبرزها حلف اليمين على المصحف مقابل مبلغ مالي أو بطانية أو قطعة قماش أو رصيد موبايل ، فتتم عمليات المقايضة بين مال المرشح وبين الاصوات عبر وسطاء وقد يعلل بعض المرشحين هذا العمل بحالة العزوف الشعبي عن الانتخابات وبالمقابل غض نظر الحكومة عن بيع الاصوات والتي حرمت المرجعية الدينية بيع وشراء الاصوات ،
وكشأن أي سلعة أخرى وصل الامر في سوق الاصوات الانتخابية عن توفر أصوات للشراء بأسعار تنافسية ، فقد قمت بجولة مع احد المرشحين بزيارة المضايف والدواوين ، وتمت زيارة ديوان العم (( أبو حسين)) فرحب بنا ترحيباً حاراً وبارك للمرشح التوفيق والفوز في الانتخابات ،وبالمقابل شكر المرشح العم(( أبو حسين )) على تمنياته له .
وبدأ الحديث عن الانتخابات وعن أختيار المرشح الاصلح في القائمة الاصلح .فقال العم ( أبو حسين ) كثير من المرشحين قد جاءوا الى الديوان وتم اللقاء معهم ولم نتفق معهم على منحهم أصواتنا البالغة ((100)) صوت ، فقلت له : لماذا لم تتفق مع المرشحين على منحهم تلك الاصوات ؟!!! فقال : الاصوات التي سوف أمنحها للمرشح عليها شروط بأتجاهي واتجاه المرشح .
فقلت له : ماهي الشروط التي بأتجاهك ؟ فقال : أن جميع الاصوات التي اتعهد بها للتصويت للمرشح عليه ان يتأكد منها في المركز الانتخابي الذي سوف ننتخب به . وقلت له : ماهي الشروط التي بأتجاه المرشح ؟!!! فقال العم ( أبو حسين ) : على المرشح أن يدفع عن كل صوت ( 100 ) دولار ، وعندما سمع المرشح تعجب و نهض واراد أن يذهب ، ولكن العم ( أبو حسين ) أجبره أن يجلس وقال له : أنها أسعار جملة ،وأريد أن أسئلك بعض الاسئلة ، فقال له : ما رأيك بأعضاء مجلس المحافظة الحالي ، هل قدموا خدمة للمواطنين وللمحافظة ؟
فأجاب المرشح : لم يقدموا خدمة للمواطنين وللمحافظة ، بل كان جل همهم مصلحتهم الشخصية والحزبية ، وعلينا التغيير لكي نبني ونعمر المحافظة ونقدم خدمة للمواطن . فقال له ( أبو حسين ) : هل قاموا بمحاربة الفساد ؟!!! أم أنهم جزء من الفساد واصبحوا أثرياء من وراء هذا المنصب .
فقال المرشح : لقد أصبحوا أثرياء وجمعوا الاموال وأشتروا الدور الفاخرة في المناطق المتميزة ، ولم يقوموا بمحاربة الفساد والمفسدين لانهم أصحاب أجندات سياسية فأنتشر الفساد في أغلب المؤسسات الحكومية في المحافظة . فقال العم ( أبو حسين ) : لقد تندمت عندما منحنا أصواتنا الى أحد اعضاء مجلس المحافظة الحالي والذي لم يمر علينا ولا مرة منذ أن أصبح عضواً في مجلس المحافظة وقد تم تغيير رقم هاتفه وسكن في منطقة راقية وتم شراء بيت له بمليار دينار ، ونحن حتى لآ نندم على منحنا لاصواتنا للمرشح ، لذا قررنا أن لا نعطي أصواتنا الا بمقابل .
فقلت له : ماذا تعمل بتلك الاموال ؟!! فقال : اشتري بها سيارة أو قطعة أرض أو أزوج أحد أبنائي لتبقى ذكرى لا أندم على منحي تلك الاصوات الى المرشح عندما يجني الاموال بكل الطرق وحتى عندما يحال على التقاعد . فقلت له : هذا المرشح لا يملك المال السياسي ، وأنه من القائمة 411 . فقال العم ( أبو حسين ) : سوف أمنح تلك الاصوات كلها الى المرشح بدون مقابل. فقلت له : لماذا ؟!! فقال : لكون القائمة يقودها السيد عمار الحكيم ، وهذا الرجل قد شرط على مرشحي قائمته شروط منها : عدم تبديل سكن المرشح والانتقال الى أماكن أخرى في مناطق راقية ، وكذلك عدم تبديل رقم الموبابل للمرشح الذي يتعامل به مع الناخبين اليوم ، مع مراقبة ومحاسبة المرشح من قبلهم ،وان برنامج القائمة يصب في تطوير المحافظة وحل مشاكلها بألاعمال وليس بألاقوال .
فشكرنا العم ( أبو حسين ) على هذه الروح الحكيمية . وقلت له : هل تسمح لي نشر ما دار بيننا وذكر أسمك . فقال : أنشر ما دار بيننا وأذكر أسمي ولا أسمح لك بنشر صورتي . فقلت له : لماذا لا تريد أن أنشر صورتك ؟!!! فقال لي : لكي لا يستغل المرشح صورتي كما يستغل بعض المرشحين صور قادتهم وكأنما القادة هم المرشحين وليس هم . فقلت له وذكرته بقول الله سبحان وتعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره )) وسنلتقي بعد الانتخابات أن شاء الله ولنا حديث أخر .
https://telegram.me/buratha