المقالات

المرأة الشهيدة

573 20:17:00 2013-04-06

نور التميمي

سأل يوماً طفلاً أباه عن المخلوق الذي اسمه المرأة؟ أجابه والده هل نظرت لكل المميزات والمواصفات التي وضعها الله فيها . فهي قادرة على تربية اولادها وكذلك قادرة على العمل وقادرة على اشياء كثيرة اخرى وكل ذلك بيدين اثنين . تعجب الطفل وقال بيدين اثنين اثنين فقط هذا مستحيل ! اقترب الطفل من امة ولمسها وقال لوالدة لكنها ناعمة ورقيقة فاجاب الاب نعم إنها رقيقة لكنّها " قوية جدا إنك لا تستطيع تصور مدى قدرتها على التحمل والثبات وتستطيع ان تفكر ليس فقط التفكير وانما الاقناع بالحجة والمنطق كما يمكن ان تحاور وتجادل وتدافع عن رايها فكان لكلام الوالد انطباع وتاثير على الطفل فصرخ باعلى صوته حقا ان هذا المخلوق الذي يدعى امرأة مذهل جدا .اذن فالمرأة تمتلك قوة مدهشة ويمكنها ان تتعامل مع المشاكل وتتحمل الاعباء الثقيلة . في وطننا الحبيب عانت المرأة العراقية ما عانته من ظلم وجور وآلم والتشرد والقتل والسجن الخ في زمن النظام البائد .اما بخصوص مجتمعنا العراقي بالتحديد يمكن الحديث عن المرأة العراقية في تاريخ الحضارة السومرية ونذكر ملكات سومر وكاهنات البلاد وبطلات من التاريخ وناشطات في دفع عجلته مرورا بالتاريخ الإسلامي وقيام الدولة العراقية الحديثة بكل النساء اللواتي كنَّ علامات مشرقة في تاريخ وجودنا الوطني والإنساني وخير مثال على المراة القائدة الشهيدة بنت الهدى رحمه الله عليها حيث تطل علينا هذه الايام ذكرى عزيزة على قلوبنا ومؤلمة فتغمرنا بعبق التضحيات الا وهي ذكرى استشهاد بنت الهدى رائدة العمل الانساني .بنت الهدى هي شقيقة اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر . اسمها امنة حيدر الصدر ولدت في مدينة بغداد، في عام 1937م، في عائلة علمية متدينة، والدها أحد كبار علماء الإسلام في العراق .ان آمنة الصدر كانت تتهم بالقراءة والتركيز فيها، ومنذ ضغرها كانت تميل إلى الانفراد وبغرفة خاصة طلباً للهدوء، ليست هي انعزالية - بل كانت اجتماعية الطبع- لكنها لا ترى إن اجتماعيتها تفرض عليها أن تهدر الوقت وتبدد الزمن في حلقات أحاديث مفرغة، إنها تميل إلى الانفراد للتأمل بهدوء، وتنعزل دانما انطواء، بل لتوفر على نفسها وشخصيتها التي تعدها تهيؤاً للعطاء وبذل الغالي والرخيص في سبيل الله. وحينما قرر شقيقاها الرحيل إلى النجف لإكمال دراستهما، رحلت آمنة الصدر معهما وكان عمرها آنذاك أحد عشر عاماً تلقت الشهيدة بنت الهدى العلوم الاسلامية على يد اخيها الشهيد محمد باقر الصدر ورافقته درب الجهاد وكان للشهيدة عده مؤلفات وكتب .أمست امنة الصدر الطبيب والحكيم الذي راح يدرس الطب ليكون معالجاً لمن اصابه المرض، والفقه الذي يعلم الفقه، فكانت في مستوى جيد حيث أهلتها الدراسة إلى الانتقال لمرحلة جديدة، وهي دراسة المجتمع وتشخيص أمراض المرأة المسلمة في العراق والعالم الإسلامي، بنت الهدى تفكر وتنظر وتكتب في كيفية الوصول بالمجتمع والأمة إلى أعلى مراقي السمو الإنساني من خلال الرسالة الإلهية العظيمة، كانت تعيش الهم الرسالي في تفكيرها اهتمامها وللكاتبة بنت الهدى آثار علمية أتحفت بها المكتبة الإسلامية والتي إمتازت بالعمق والأصالة والدعوة إلى الإسلام عن طريق هذه الآثار.كرّست الشهيدة بنت الهدى ذوقها الادبي في خدمة الدين ، فجسّدت في قصصها ، المفاهيم الإسلامية بشكل أحداث وقضايا من واقع الحياة استشهدث بنت الهدى مع اخيها السيد الشهيد محمد باقر الصدر في يوم 9/4/ 1980 ومن اشهر اقوالها عن اعتقال الشهيد الصدر (الظليمة.. الظليمة.. أيها الناس، هذا مرجعكم قد اعتقل ) وكان ذلك في النجف الاشرفومن اشهر ابياتها الشعرية التي اعجبتني كثيرالن انثني عما أروم وان غدت قدماي تدمى كلا ولن ادع الجهاد فغايتي أعلى وأسمى

فسلام منا لهذه الشهيدة الطاهرة سلاما يا بنت الهدى .وسلام منا لكل امرأة عراقية شهيدة كانت ام سجينة .وتحية منا لكل امرأة عراقية مجاهدة .

نور التميمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك