هادي ندا المالكي
اثارت عودة المطلوب للقضاء والمثير للفتن والداعم للجماعات الارهابية مشعان الجبوري حالة من الذهول والاستغراب عند معظم ابناء الشعب العراقي وعلى مختلف المستويات لان الرجل مطلوب للقضاء وفق مذكرة اعتقال ومحكوم بالسجن غيابيا لمدة 15 عام بتهم تتعلق بالفساد المالي والاداري اضافة الى اتهامه بالتحريض الطائفي والدعوة لقتل اكثرية ابناء الشعب العراقي من خلال تسخير فضائيته الزوراء ومن ثم الراي وهذه الافعال الاجرامية موثقة ويمكن للجميع الاطلاع عليها.وقد تكون طريقة اعادته الى العراق واسقاط التهم عنه واعلانه المشاركة في الانتخابات المحلية مسرحية هزلية لا يمكن حدوثها في اي دولة من دول العالم لان ما حدث كشف حجم التدخلات المسلطة على القضاء من قبل الحكومة وكشف حجم الاستهانة من قبل الحكومة بدماء ابناء الشعب العراقي لانها لم تراعي ابسط المعايير في اطلاق سراح المتهمين والابرياء على حد سواء في قضية مشعان فلم يحدث ان يبرا مجرم متهم ومحكوم بطريق المراسلة ولم يحدث ان يلتقي هذا المجرم الاثم برئيس حكومة قبل ان يصل الى حالة البراءة من التهم الموجهة اليه ولم يحدث ان أرسلت حكومة مبعوثا وسمسارا الى مجرم من اجل اعادته .ان ما حدث من خرق في إجراءات العدالة في قضية المتهم الجبوري يعكس حالة الازدواجية المؤلمة التي تتبعها المحاكم العراقية في تعاطيها مع العراقيين ويؤكد بما لا يقبل مجالا للشك ان القضاء العراقي يسير تحت عباءة الحكومة وبعيون معصوبة والا فانه من المستحيل ان يتم تبرأت متهم بسرقة بيضتين بمثل هذه العجالة قبل ان يحل ضيفا على مخافر الشرطة المحلية وقبل ان يدفع المقسوم والذي لا يقل عن ما ثمنه صندوق بيض الى الضابط الخفر والشرطي المناوب والفراش والمراسل.وقد تكون دعوة شرطة الانتربول بالاخبار عن مكان تواجد الجبوري في العراق مأساة اخرى لان الجبوري في ضيافة الحكومة المركزية والمحلية وبضيافة الشابندر وبامكان الحكومة ان تقوده كما يقاد البغل وتسلمه الى الشرطة الدولية وما هذه الدعوة الى وصمة سوداء بوجه القضاء العراقي الذي كان يفترض به ان يلقي القبض على الجبوري والاقتصاص منه ومن ثم تسليمه الى الانتربول.يبدوا ان عودة الجبوري الى العراق وبمثل هذه الطريقة المفضوحة لم تاتي اكلها في حقل السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء لاسباب عدة من اهمها مذكرة الاعتقال هذه التي اصدرتها الشرطة الدولية وكذلك حالة الضغط التي حدثت على المالكي من قبل اطراف التحالف الوطني باتجاه تطبيع العلاقة مع الاكراد وتحقيق مطالبهم واعادتهم الى المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء والبرلمان وبالتالي فان اهمية الكر مشعان وتاثيره لن تكون مهمة او ستلغى في هذه المرحلة.مشعان الجبوري لن يفلت منها هذه المرة ولن يفيده الشابندر ولا وعود المالكي لان الرجل معروف بعدم التزامه بالعهود والوعود ولن يتاخر لحظة واحدة في تهشيم عظام الجبوري أذا ما وجد انها الطريق الاسهل للمحافظة على رصيده الجماهيري والبقاء اطول فترة ماسكا بكرسي الحكم.
https://telegram.me/buratha