سليم الرميثي
كل شعوب العالم ودولها تفتخر بثوارها وثوراتها ولازلنا نشاهد كيف تكرم وتحترم تلك الدول المتحضرة محاربيها القدماء وثوارها ونشاهد من على شاشات التلفزة للدول المتحضرة وكيفية تكريمها في كل عام لأناس لازالوا احياء منذ الحرب العالمية الثانية ويسمونهم المقاتلون او المحاربون القدماء.. ويحتفل رؤساء ومسؤولي الدول معهم ويتم تكريمهم من خلال احتفالات وطنية بمناسبات الاستقلال وغيرها.. اما دولتنا وحكومتنا لازالت تتنكر وتماطل عندما يتعلق الامر بحقوق المنتفضين والثوار الذين واجهوا أعتى طاغية بل تتهرب تحت اعذار وتبريرات فارغة مللنا منها.. فمنذ عشر سنوات ولحد الان لم نشعر باي تغيير في احوال الناس بشكل عام ..المظلوم بقي مثل ماهو والفقير ازداد فقرا..والمشرد ازداد غربة وهموما..وكاننا ولدنا بلا وطن..تاملنا خير فيمن اتى لكنه قرّب الجلاد وكافئهُ ..ونسى كل تضحيات الشعب ومعاناته..في عهدنا الجديد اعادوا الجلادين..وابعدوا المنتفضين بل وعاقبوهم..رفحاء وماادراك مارفحاء..فهي محطة من محطات الغربة القاتلة..في صحراء جرداء قاسية..وهي محطة اللّا عودة..وهوية المظلومين.. سنوات عجاف ..خوف ورعب من المجهول..لم نكن محسوبين من الاحياء ولا من الاموات..شراك القهر واسلاكها الشائكة والعبودية أحاطت بنا من كل جانب..وبنادق النواصب فوق رؤوسنا..نساء واطفال ..شيوخ وعجائز..جميعهم في ذلك السجن الذي يذكرنا بسجون النازية في الحروب العالمية..انه ليس سجن فحسب بل هو عزل وتمييز عنصري طائفي بغيض..ففي عودتنا الى الوطن كان هلاكنا وفي البقاء في ذلك السجن كان ذلنا واستعبادنا..فكان البعث من ورائنا والنواصب من امامنا..وعشنا بين نارين..من تخلف عنا كان مصيره في المقابر الجماعية..الى أن جاء اهون الشرين فانطلقنا وانتشرنا على بقاع الارض..ومن هناك بدأت ثورتنا وانتفاضتنا تعود..بكل مااوتينا من قوة واستطعنا ان نفضح الطغاة وجرائمهم..فمن انتم حتى تسلبوا هوية المنتفضين؟ومن انتم حتى تقرروا مايستحقه هؤلاء المظلومين والمشردين؟ انتم يامن تحكموا الناس من الخضراء او الحمراء كنتم تاتون الى مخيماتنا وتستجدوا منا تزكية وتأييدا لاحزابكم وتتسابقون بالقاء الكلمات بين المنتفضين واليوم بعد ان تسلقتم على اكتافنا وسرقتم جهاد الثائرين والشهداء رميتموموهم عظاما خلف استهتاركم وفسادكم.الذي يقرر حقوق المنتفظين ولاجئي رفحاء هم ابناء الانتفاضة وهم من يحدد الحقوق التي يستحقون ولايمكن ان يقبلوا بمنة الفاسدين الذين سرقوا ولازالوا يسرقون القوت من افواه المحرومين والذين يتنعمون بخيرات هم لايستحقونها وجاء يوم حسابهم عن هذا الاهمال المتعمد لابناء الشهداء والارامل ..وهاهي الانتخابات قد ازفت وسيكون للشعب وخصوصا اهلنا في الجنوب والوسط كلمة الفصل التي ستبعد والى الابد من استخف بحقوقهم واهمل مدنهم ولاعودة لمن وهب البعثيين وكافئهم.. حان الوقت الذي يجب ان يقول فيه اهل الجنوب والوسط كلمتهم وكفى للظلم ان يستمر وكفى للتهميش والاهمال..حان وقت الحساب..فلنجعله يوم عسير على السارق والكذاب. .الذي سيسقط فيه من ليس له خلق ولا آداب..فهل يفعلها الشعب وينتخب الكفوء ويلفظ الاحزاب..يكفينا عشر سنوات عجاف.. ذاق فيها الناس مُرّ العذاب..ظلّ فيها الفقير بين امواج القتل والخراب.. دولة يحكمها السارق والنصاب..اصبح المواطن غريب بلا عنوان وبلا هوية..وهدفا يسيرا للقتل والارهاب..واوصدت بوجهه كل الابواب..وبقي المحرومون والفقراء تحت بند العقاب..شهداء ومنتفضون .. أرامل ويتامى..لاحقوق عادت ولا ثواب..فيافقراء العراق اتعضوا ولاتنتخبوا من جربتموه في عشر سنوات عجافٍ خلت..وانتخبوا من كانوا حقا للظلم رافضين وللبعث محاربين ومجاهدين..فانتخبوا الرجال الذين جٌربوا في مقارعة الصداميين والارهابيين..وخدمة شعبهم والمظلومين كل مايبتغون..هناك شرفاء ومخلصون من العراقيين يجب ان يكون لهم مكانا في هيكلية الدولة القادمة ليكون لهم مكانا وقدرة في اتخاذ القرارات المصيرية والتي تعطي كل ذي حق حقه..
https://telegram.me/buratha