المقالات

اصحاب الحقوق

455 01:09:00 2013-04-08

سالف سكلاف

الانسان عند ولادته يخط له القدر مساره ويحدد له اماله ويكتب له اخر ايام حياته, والانسان عادة يرتبط بمحيطه لما جُبل عليه في خلقه, اي ان الانسان بطبعه اجتماعي وقد تغلب الطباع السائدة في الجماعة صفة الفرد, وعليه ان سلوك الفرد لا يخرج عن سلوك الجماعة الا في حالات محددة, والتي تكون عادة متعارضة مع مصلحة ذلك الفرد, اي ان الجماعة دائماً ماتكون الى جانب القدر فتحدد مصير الافراد.والاسؤ من هذا كله عندما يكون تفكير الجماعة متوحداً. تنظر بعين واحدة وتفكر بالمنطق نفسه جميع افرادها وهو ما أصطلح عليه (العقل الجمعي), والذي يعتمد بالاساس على الاذعان لرأي الجماعة بغض النظر عن صحة ذلك الرأي من عدمه وقد اشار القران الكريم الى هذه الحالة(اذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ)وتبرز اهمية معرفة هذا المرض(العقل الجمعي) لنكون على دراية بحالة المجتمع وسبل اصلاحه ومعرفة اين الداء حتى يتم معرفة الدواء, فنظرة بسيطة على المجتمع العراقي ومايضمه بين جوانحه من مجموعات او طوائف حتى نتبين ان العراق غارق في هذا المرض العضال,الذي جعل من العراق بلداً تحكمه الدكتاتورية على مر العصور.ان المعاناة التي مر بها العراق نتيجة تسلط انظمته الحاكمة ماهي الا نتيجة سلوك فئة من المجتمع استطاعت الوصول الى اعلى هرم للسلطة في العراق,وشاءت الاقدار ان اغلب سلاطين العراق في العصر الحديث ان لم نقل كلهم انحدروا من فئة محددة ومنطقة واحدة وهي منطقة غرب العراق(الانبار وصلاح الدين), وكان الحاكم ينظر الى العراقيين بعين طائفته وقوميته فكل من خالفهم فهو خائن وعميل ويستحق الاعدام.ولنأخذ صدام التكريتي مثلاً لذلك,ان صدام ينتمي الى المذهب السني ومن مدينة تكريت ومن القومية العربية لذا حكم الشيعة بالنار والحديد وقتل ابنائهم واستباح مقدساتهم لأن الشيعة تخالف طائفته, وفي الجانب الاخر استخدم السلاح الكيميائي ضد الاكراد في شمال العراق لانهم يخالفون قوميته.توقع اغلب العراقيين ان معاناة العراق انتهت مع سقوط الصنم في 2003 , ولكنهم تناسوا ان الذي حكم العراق ليس صدام وانما زمرته (اي طائفته ومدينته وعشيرته وجميع من كان مرتبطاً به).وكانت هذه الجماعة وان شئتم العصابة اول من عارض العملية السياسية الوليدة في العراق, واول من رفض الدستور,واستباح دماء العراقيين الذين يخالفونهم بالعقيدة من خلال تكفيرهم ووصف شيعة ال البيت(عليهم السلام) بالمجوس, لذا كانوا الحاضنة للارهاب الذي عاث في الارضِ فساداً واهلك الحرث والنسل, والعجيب في نهاية المطاف ينظمون اعتصامات وتظاهرات لحقوقهم المغتصبة!.وتتعالى الاصوات من هذا وذاك بضرورة انصافهم, وتتنازل حكومة المالكي لهم وتعطي اموال العراق لأفواههم التي لاتزال تقطر دماً من شهدائنا الذين روى دمهم تراب العراق.اقول اين تلك الاصوات من صرخات المظلومين وانين الثكالى وبكاء الايتام اين الطالبين بحقوق اغتصبت لمدة1400 عام اين صوت المظلوم اين الحقوق يا اصحاب الحقوق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك