لا يسعنا ونحن نقطع ثلاثة أرباع عمر الدورة ألأنتخابية الحالية، وإبنتها الخديجة الحكومة، إلا أن نعترف بلا جدال بأن الحكومة الحالية ورثت أوضاعا اقتصادية سيئة, بنية تحتية متهالكة, ورأسمال دولة متآكل...ويتعين علينا نقر بإسهاب بأنه قد تم تدمير القطاع العام بالنهب وبالتصفية ووضع اليد والبيع الرخيص, ونشهد بأن ما بقي من المؤسسات والشركات العامة، يعاني من الإفلاس والديون، وجلها إن لم يكن كلها تحقق وبكل فخر وأعتزاز،خسائر سنوية تغطي من الموازنة العامة..
كما يجب علينا أن نقولها صريحة بأن الفساد المالي الضارب في المؤسسات والأجهزة الحكومية والمؤسسات المالية، يضيع على شعبنا وعلى الدولة الجزء الأكبر من الموارد, وليست هناك إحصائيات وبيانات دقيقة يمكن الاستفادة منها في تحديد الأرقام، لكنها أرقام مخيفة بالتأكيد..!
وأعتقد أن هذه الإقرارت والإعترافات سترفع عن كاهل الحكومة، الكثير من عبيء التوصيف للمشكل الكبير الذي تواجهها..وسيكون بوسع الحكومة القول أن معظم ما يشكو الشعب منه سابق على وجودي...
لكن ألحقيقة المرة التي لن تتمكن الحكومة إبتلاعها، هو أن هذا العبء الثقيل والمخيف الذي ورثته الحكومة.. لم تفعل إزاءه شيئا يستحق أن نقر ونعترف لها به فضلا..! وفيما يبدو ويتأكد من أدائها أنها عاجزة عن الحركة, ومصابة بشلل خلقي لم يساعدها على التغلب عليه، توكؤها على العكاز المشروخ الذي ذكرناه، وهي في كل الأحوال ليست سيد قرارها.
وسيكون في صالح الحكومة أيضا أذا قلنا أن مأساتها ـ إن صح الوصف ـ تكمن في أنها هيئة غير متجانسة وإنما الأسقام والعلل أفقدتها جسارة القرار وإرادة الفعل, كما أن أعضاءها مغردون كل على ليلاه، تنقصهم الكفاءة, ويكفي أن نستعرض الأسماء على المواقع التي يتبوءونها، لنتأكد من أن أغلبهم يعانون من مشكلة عدم إنطباق الأصل على الصورة، وأنهم بلا علم ولا اختصاص يسمح لهم بإدارة المؤسسات التي تسنموا سنامها, فضلا عن أنهم لا يتمتعون بمزايا القادة القادرين على إدارة الكفاءات والموارد البشرية العاملة تحت سلطانهم الإداري.
ولأنهم هكذا، وبسبب ضعفهم المركب وبسبب الشلل والافتقاد للعلم والخبرة، بالأضافة الى خلفية الكثير منهم الفاسدة، التي أدت بهم الى أن يستسلموا بسهولة، للبطانات الفاسدة الانتهازية الرخيصة والصدئة التي تكالبت عليهم ببراعة فأحاطتهم إحاطة السوار بالمعصم.
وتتذكرون أنه حتى البسطاء من أبناء شعبنا لم يفرحوا بزيادة الإيرادات النفطية، لأن إيرادات النفط وضعت من البداية في الجزء الجاري من الموازنة ولم توجه للتنمية...الجزء الجاري يعني أن تبتلعه الحكومة لتشغيل نفسها...
كلام قبل السلام: السفاهة ليست نموذجا قابلا للاحتذاء!!
سلام...
https://telegram.me/buratha