المقالات

عمار الحكيم التأريخ ومؤهلات القيادة ...

493 14:47:00 2013-04-09

عون الربيعي

حين نكتب عن التاريخ ونستشهد به لاثبات صحة مدعى او للمقارنة على طريقة التاريخ يعيد نفسه فلابد لنا ان نتخلص من عقد تتبعنا او تستحكم فينا لمجرد ان من نقصده ونريد النيل يمنه حقق نجاحا هنا او هناك ولعل الاسباب والدوافع هي نتيجة اسقاطات معينة تنبع من حالة تشفي لارث يحمله هذا الشخص قد يكون هذا الارث من اسهم في ما نسميه فقدان مشروع ومشروعية وهو ما حدث مع الشيوعيين الذين ظلوا يلعنون اسم ومدرسة زعيم الطائفة الامام السيد محسن الحكيم قدس سره حتى اقتنعوا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ان ما كانوا يسمونه مشروعا قد ولى زمانه وانتهى وسقط سقوطا مدويا بعد استشراء الفساد والتطبيقات السيئة للشيوعيين مع عدم استقامة نظريتهم لذلك لجاؤا بعد ذلك لمد العلاقات مع الاسلاميين الشيعة المقاومين لنظام صدام وهو ما اكدته لقاءات متكررة جمعت شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم مع قادة الحزب الشيوعي العراقي وعلى رأسهم القيادي حميد مجيد موسى مطلع التسعينيات لتنسيق الجهود وللعمل على مواجهة نظام صدام بعد ان كانت كل القوى العراقية تعمل منفردة او في جبهات متشابهة التوجهات هذا باختصار اهم ما اردت قوله حول مقال كانت الكاتبة صوفيا يحيا التي تريد عبره بيان صوابية رايها وقد اغفلت وهي تتحدث عن التاريخ ان ماحدث فيه ومحاولاتها ربط اسم عائلة ال الحكيم ببعض الشخصيات التي عرف عنها الولاء للمشروع لا للاسم ولعل بعض الاسماء التي تتردد في الساحة اليوم وقبل هذا التاريخ لم تقدم شيئا ولم تكن في تسلسلها العائلي الوراثي الذي تصفه بهذا العمق وهذه التجربة التي تملكها السيد عمار الحكيم وهو يحفر في صخرة صماء اراد المكابرين ومن يصفون نفسهم بالكبار ان ينالوا من مشروعيته لخوفهم من ان يحرجوا امام من يسمونه ترفعا او نكاية بالفتى بعد ان ظن بعض منهم انه لايمتلك المقومات او المؤهلات التي تجعل منه قائدا متبصرا متبحرا بالسياسة وفنونها ولعل الذين توهموا ذلك بايحاء من بعض القوى السياسية المسيطرة والتي تفردت وظنت ان الطريق لتحقيق طموحاتها باتت في المتناول بالاخص مع رحيل عزيز العراق وتراجع دور المجلس الاعلى بفعل الظروف الصعبة التي واجهها مما ضاعف مسؤولية الحكيم وجعل من التصدي للقيادة اختبارا صعبا تجاوزه بالصبر والعمل المقرون بالمواقف الصلبة التي لم يجرؤ البعض على اطلاقها لان ضريبتها الالتزام وهو ضريبة باهظة لايمكن لاحد ان يدفعها ما لم يتحلى بالشجاعة وبعد كل ذلك ماذا حصل وما الذي ورثه السيد عمار الحكيم هل كان الجاه وهو ما لا يستطيع احد انكاره عليه سيما وانه يرتبط بالمرجعية الدينية ممثلة بجده زعيم الطائفة ومرجعية سياسية ايضا كان رائدها الاكبر شهيد المحراب كما ان لوالده الراحل السيد عبد العزيز الحكيم دور بارز في الانطلاق بالعملية السياسية وتاسيس النظام السياسي الجديد ام انه ربح المال ولليس للمال قيمة لدى شخص بحجمه فلو اراد ان يعيش بمرتبة ملك متوج لفتحت العواصم ابوابها له مقابل دور صغير يلعبه لخدمة مصالحها وماذا ايضا يمكن ان نسأل عنه لنقول انه مكسب للسيد عمار الحكيم في قياسات من يضعونه خارج دائرة الاستحقاق الذي ناله بشرف وعطاء وكفاح هل اعطي زعامة المجلس الاعلى الوراثية كما تقول الست صوفيا ليترأس جمعا من الشخصيات المهمة في المعارضة والبلاد امثال عادل عبد المهدي والشيخ همام حمودي وباقر جبر الزبيدي والشيخ الصغير وحتى هادي العامري الذي اتخذ قراره بالانفصال لظروف يعتقد البعض انها مرتبطة بقيادة الحكيم وتصديه لرئاسة المجلس الاعلى وهذا امر غير صحيح البته ففكرة الانفصال لم تكن وليدة اللحظة لان ظروفها باتت اكثر واقعية في هذه الفترة ومن جعل قيادات بدر كعبد الحسين عبطان وعزيز كاظم علوان ونواب كتلة تيار شهيد المحراب انذاك وجلهم من البدريين يلتحقون بالسيد عمار الحكيم وعددهم عشرين نائبا تقريبا ليتركوا بدر باربعة نواب فقط ليس مسالة من تبع الاكبر عمرا وتجربة ام الاصغر وليس لانه ينتسب لهذه العائلة او لتلك فليس هذا المقياس قطعا بل لان المؤهلات القيادية التي يمتلكها كانت اكثر الامور التي رجحت كفته وهذه هي الحقيقة فلا النقيب مع احترامنا لتجربته وولائه وجهاده ولا غيره هم من يرجح الكفة او يكثر سواد ال الحكيم وقد خبرناهم وجربنا قيادتهم ولعل القيادة الشابة وامامها مستقبل كبير والتي تمتلك الوعي والتوكل على الله والايمان به ورجاحة العقل هي من حسمت ورجحت وجعلت المنضوين تحت لوائها يسلمونها الامر ويعتمدون على حكمتها في المضي قدما حتى رست سفن المعاندين تطلب العون والمساعدة وتتدافع من اجل ان تحظى باحترام وتعاون المجلس الاعلى الخادم للمواطن والمتنزل عند رغبته وهذا التزام لايمكن لاحد ان يزايد عليه او ان ينال منه لانه نابع من قناعة تامة بان المواطن اهل لخدمة كونه مصدر الشرعية وصوته يحمل التفويض وهنا نقول ان ما اهل الحكيم وجعل منه قائدا وزعيما هو حب الناس والتفافهم حوله ولعل مشروع الوطن الذي يحمله ويتبناه مع رفاقه واخوته هو ما يجعل الاخرين يخشونه ويتمنون لو انه اخطأ الهدف وهو ما لم يتحقق ولن يتحقق كما ان الرهان على خلاف مع كبار قيادات المجلس الاعلى هو رهان خاطىء كون الجميع يشاركون في اتخاذ القرار ولا يستطيع احد منهم المجازفة لان الفردانية لم تكن يوما حاضرة لوجود شورى قيادة واخرى موسعة تتكفل باتخاذ القرار بعد دراسته وهو ما لايلغي دور القائد بل يعضده اننا اليوم ونحن نسير بخطى ثابته خلف قيادة المجلس الاعلى المؤسسة بكل رجالاتها الذين لايمكن الغاء دورهم او التعالي عليهم فهم رموز وما يزيد من عظمتهم هو ايمانهم بانهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا ولا اعتقد ان النيل منهم بهذه الطريقة سيقلل من شأنيتهم او ما قدموه من مشاريع وتضحيات في سبيل ان يبقى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي مؤسسة وتيار يخدم العراقيين جميعا ويدافع عن حقوقهم كما عهدوه وعرفوه واختبروه في ايام الجهاد والمحنة ومن ثم التاسيس والعمل لعراق جديد يحترم الانسان وينظر اليه على انه قيمة عليا وليس اقل من ذلك بكل تاكيد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك