فهم البعض استراحة الأمس التي كان عنوانها " مستعجل: تهنئة..بالصلاحيات!" والتي تناولت بها قرار الحكومة بعرض مشروع تعديل قانون المسائلة والعدالة على مجلس النواب، والذي يتضمن تنازلات كبرى للبعث وبقاياه على أنها صرخة يائس أو نداء مذعور مما سيحدث في آتي الأيام...
والحقيقة أن هذا التصور صحيح تماما...!نعم أنا وسواي من الذين اكتووا بنار البعث قد يأسنا من النظام القائم يأسا لا رجاء فيه، وأنا خائف على شعبي مما سيحدث في الآت من الأيام، من حقي أن أخاف على ما بنيناه أن يتهدم، ومن حقي أن أخشى أن تسرق اللقمة من فم إبنة الشهيد فالذين كنا نعتقد أنهم مثلنا يقفون على نفس الجرف من نهر الحرية، أتضح لنا الآن وتماما أنهم ليسوا هكذا قط، وأن أناشيدهم عن بيت للأحرار تبنيه سواعد المجاهدين سوية كانت محض إفتراء بل تأكد لنا أنهم إستغفلونا قرابة ربع قرن من الزمان، فقد إعتبرناهم طيلة هذه المدة شركاء لنا، يتألمون لألمنا ,ينامون مثلنا على جرح مفتوح لا يبرأه إلا خلاص ابدي من قاتلينا الأزليين ومنحناهم فوق ما يتصورون، ثقتنا بل وقدمناهم على أنفسنا حتى برغيف الخبز...
اليوم تقف في خاطري صور تثير أسئلة خطيرة سأفتح أحدها فقط ، وأترك الصعب منها لوقت آخر يستحقها..مرت علينا ونحن في مواقع الجهاد مواقف لم نستطع تفسيرها آنئذ..
مرات ومرات، كنا نتعرض فيها لهجمات من رجال البعث وجلاوزته في مثابات وأماكن لم يكن يعرف بها حتى الجن الأزرق...ومع ذلك كنا نباغت على حين غرة...كنا نقول في أنفسنا ثمة وشاة بيننا، ولكننا لم نبح بهذا القول حتى لبعضنا البعض، لأنه يثلم بلا ريب جدار صمودنا...بعض المجاهدين قبض عليهم في أماكن لا يعلمها إلا الله ونحن ومن كان شريكا لنا...الله جل في علاه وحاشاه أن يشي بنا الى البعث! ونحن بالتأكيد لا نشي على أنفسنا! بقي فقط إحتمال وشاية شركائنا بنا..! .ولكننا سكتنا لأننا كنا حريصين بلا ريب لى بقاء جدار صمودنا...
اليوم خذلنا شركائنا نهائيا وقطعوا الحبال معنا، وأستداروا 180 درجة ..
استداروا الى حيث..دعهم يستديرون ..
فقد أسقطوا آخر قناع أرتدوه..وكي أضع القاريء في قلب ما نؤمن به احيله الى أستراحة كتبتها في مثل هذا اليوم بالضبط قبل سبعة أعوام.. قلت في آخرها: ما زلنا معكم يا أخوة الدين والمذهب وما زالنا اخوانكم الثوار بذات العزم والحزم . فأن كنا بالامس تتعامل بلغة السلاح فاليوم نملك سلاحا اقوى واشد فتكا من ذلك ، فلغة العقل والحوار المؤطر بالصبر والايمان بمستقبل العراق الديمقراطي الفيدرالي التعددي تمنحنا استعدادا اكبر واكثر للتضحية ومازالت اجسادنا الموسمة بالرصاص هي ذاتها التي تحمي العراق.
شكرا لكم على خوفكم على العراق..!
https://telegram.me/buratha