المقالات

التوافقية ستجعل من العراق لبنان ثاني

394 07:56:00 2013-04-10

خضير العواد

جميع الكتل السياسية وغير السياسية في العراق تتبجح بالنظام الديمقراطي الذي تأسست عليه العملية السياسية والأجواء الصحية التي يوفرها هذا النظام من حرية وأحترام الحقوق والحريات الشخصية وغيرها من الحقوق والواجبات التي يضمنها النظام الديمقراطي ، ولكن أغلب هذه الكتل لم تأخذ من هذا النظام سوى حرية النقد والنقد المفرط الذي لا يلتزم بضوابط معينة بل النقد من أجل النقد لهذا تلاحظ السياسي العراقي يصرح اليوم شيء وبعد ساعات يصرح بشيء أخر مغاير تماماً ، وأما القوانين الأخرى من الديمقراطية فمحذور التحدث بها أو المساس بأطرافها كحكومة الأغلبية التي تعتبر من أهم أسس نجاح الديمقراطيات في العالم ، ولكن في العراق الجديد لا يمكن لأي شخصية طرح فكرة تكوين حكومة الأغلبية على الرغم من فشل الحكومات التوافقية بل هذه الحكومات قد جلبت الويلات للعراق والعراقيين منذ عام التغير 2003 ، ولكن رغم الفشل الكبير الذي تعيشه البرامج الحكومية نتيجة هذه التوافقية نلاحظ أغلب الكتل تصر على هذا النوع من الحكم ، لماذ هذا الإصرار على هذا النوع الفاشل من الحكم؟؟؟ هذا السؤال يدور في عقل كل إنسان وطني يريد للعراق والعراقيين الخير والنجاح ، عندنا ثلاث أنواع من الرفض لحكومة الأغلبية تمثلها المجاميع السياسية ، الأول وهم الذين يتخوفون من سيطرت حزب الدعوة (كتلة القانون )على الحكم في العراق وهذا التخوف ناتج من عدم قدرة هذه المجاميع في مجارات الخبرات السياسية التي يمتلكها هذا التنظيم وما تتضمنه من خدع ومناورات سياسية جعلت الكثير من الكتل أن تقع في حبالها بالإضافة الى معرفة هذا الحزب كيف يناغم مشاعر الشارع العراقي ، والثاني وهم الذين يريدون إضعاف بغداد بشكل لاتقدر على مواجهت مشاريعهم التي تهدف الى قوة إقليم كردستان بالتالي إعلان الدولة الكردية بشكل قوي يصعب لحكومة بغداد مقاومته ، لهذا نلاحظ الكورد يقاومون فكرة تكوين حكومة الأغلبية التي سينتج عنها خلق عراق قوي في كل المجالات لهذا يريدونها حكومة توافقية حتى يعطلون كل مشروع ينتج منه قوة للعراق والمتابع للعملية السياسية يلاحظ بشكل واضح وجلي عرلقة الكورد لجميع القوانيين التي تخص نهضت العراق من إقتصاد ودفاع وتكلنوجيا وكذلك سياسة وغيرها من المجالات التي لم تشهد أي تطور في العراق ، أما الثالث فهم الذين يريدون تديمر العملية السياسية وإرجاع حكم الأقلية وهؤلاء مدعومون من أغلب الدول العربية وخصوصاً الخليجية بالإضافة الى تركيا الطائفية ، فهؤلاء يتخذون من حكومة التوافق كغطاء لتمرير كل مخططاتهم التي تهدف الى تدمير العملية السياسية أو إضعافها وهذا يمكن ملاحظته من خلال تتبع تحركات ومواقف وتصريحات أعضاء القائمة العراقية أو قواعدها وما بكاءهم وصراخهم على إعدام الإرهابيين الذي عاثوا بالعراق الفساد والدمار وجعلوا دماء أبناءه يسيل في الشوارع إلا أبسط مثال على هذه المواقف المعادية للعملية السياسية ورفض الواقع الحاضر الذي يتمثل بالنظام السياسي الذي نتج عن التغير الكبير وصعود نجم الأغلبية المضطهدة الى رأس الحكم في العراق ، فهذه المجاميع الثلاث رفضها يختلف من مجموعة الى أخرى وأقلها تشدداً ورفضاً هي المجموعة الأولى التي تتخوف من سيطرة تنظيم بعينه أو بالأصح تخوفها من تنظيم حزب الدعوة ( القانون بشكل أوسع) أن يسيطر على الحكم ، لهذا يجب أن يجلس قادة كتلة القانون أو حزب الدعوة معها ويفتحون جميع الملفات بشكل صريح وشفاف لكي يبددوا مخاوفها ويظهروا لهم الفوائد الكبيرة لفكرة حكومة الأغلبية وهذا الأمر جداً ضروري لكي يحصل دعم قوي وجماهيري لتكوين حكومة الأغلبية ، أما الكورد فلا يستجيبون لخطوة تكوين حكومة الأغلبية لأنها تقف أمام كل أحلامهم من أجل إنشاء دولة قوية أمام دولة تضعيفة ، ومهما تكن الأغرارات فموافقة الكورد تكون مستحيلة إلا بالضغط الخارجي الأمريكي وكذلك الإيراني ، أما المجموعة الثالثة فموقفها وتشددها يعتمد على الدعم الخارجي وتوافق الطبقة السياسية في مناطقهم على رفض فكرة حكومة الأغلبية ، ولكن هناك فرصة كبيرة لكسب المعتدلين من السياسين والشخصيات الوطنية المتواجدين في مناطق تواجد القائمة العراقية الذين يريدون بناء عراق قوي ويحترم حقوق جميع أبناءه ، لهذا يجب أن تتوجه إليهم الأنظار ويتم التعاون معهم من أجل إضعاف المجاميع المرتبطة بالخارج من قادة القائمة العراقية الذين يريدون بالعراق أن يسبح بالدماء أو إرجاعه الى حكم الأقلية ، فالتوافقية مطلب يتعذر معه نجاح العراق بل سيؤدي بالعراق وشعبه الى الهاوية والذين يصرون عليها عندهم مخططات لا يمكن لها النجاح إلا بوجود التوافقية ، والعالم جميعه بكل مكوناته وأديانه وقومياته قد رفض مبدأ التوافقية لأنه مبدأ معطل ويستحيل أن يقود الى النجاح لهذا السبب نلاحظ عدم تطبيقه في جميع تجارب العالم إلا في لبنان ، ولبنان يعيش الفشل والإضطراب من قمة الطائف الى يومنا هذا والذين يدافعون عنها في العراق يريدون من العراق أن يصبح لبنان ثاني .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك