صلاح شمشير البدري
ونحن نستذكر مرور عشر سنوات على سقوط دكتاتور العصر هدام الحضارة والانسانية ،الذي كان يتلذذ بتعذيب الشعب العراقي ،وقد استخدم ضده كل الوسائل ،لينفرد بدمويته على كل جلادي عصره،وقد بدأ سلطته بالعدوانية على كل كل فئات الشعب ،واول المتضررين كانوا الكورد الفيليين ،ابناء العراق منذ القدم واصحاب تاريخ وحضارة يشهد لها القاصي والداني ،وكان تهمته لهم جاهزة ومخطط لها بتبعيتهم لايران كونهم كورد وشيعة رغم وجود مستمسكات تثبت عراقيتهم ووجودهم حتى قبل تأسيس الدولة العراقية ،وهو مالايمتلكه الكثيرين غيرهم،وكان بدأ الحرب العراقية الايرانية ساعة الشروع في تنفيذ مخططه الاجرامي الذي اودى بحياة الآف من شباب الفيلين وهم في ربيع العمر، وقد زج بهم في سجون نقرة السلمان التي كانت الشاهد الاخير على وجودهم بعد ان اعدموا بالاسلحة الكيمياوية التي استخدمت فيما بعد على اهالي حلبجة ،والقسم الاخر اجبرو على عبور حقول الالغام ،فكانت النتيجة المآساوية اكثر من سبعة عشر الف شاب ،ذنبهم انهم بلا ذنب ،ومايعصر القلب القصص التي رافقت تلك الحملة المقيتة من التهجير القسري لعوائلهم والذين رموا بهم على الحدود الايرانية بعد ان صودرت كل ممتلكاتهم ،واليوم وبعد ثلاث وثلاثون عاما من تلك الحقبة ،رجعت تلك العوائل خالية الوفاض جراحاتهم مازالت تأن ووحقوقهم مازالت في ادراج الروتين ،عقارتهم واموالهم صودرت بجرة قلم،واليوم يستجدون امام المحاكم لعودة حقوقهم المغتصبة،ومايخص الشهداء الىيومنا هذا لم يعثر على شاهد على تلك المجازر رغم وجود لجان حقوق الانسان المحلية والعالمية واستحداث هيئة للمقابر الجماعية الا انها لم تصل الى اي نتيجة ،الفيليين عموما هم اليوم مهمشين ولايحسب لهم اي حساب في طاولة المناقشات السياسية وتوزيع الادوار على الشركاء كونهم منقسمون بين عدة جهات علمانية واسلامية ،وهم ليسوا اصحاب قرار حتى بالمطالبة بحقوقهم وينتظرون ايماءة الموافقة كي يستذكروا يوم الشهيد الفيلي وتغييب الآف من ابناءهم واحبتهم ،وقد رأيت هذه الحقيقة بأم عيني في المطالبة لانصاف الفيليين والبحث عن رفات الشهداء بعد عشر سنوات من التغيير ،حيث خلت ساحة الفردوس ببغداد من دعوة احدى جمعيات الكورد الفيليين وهي غير مسيسة لاية جهة وقد خلت من الحضورالذي كان متوقعا، الا من صور الشهداء الذي غابت اجسادهم على تراب الوطن وارواحهم تنتظر من ابناء جلدتهم المطالبة بحقوق عوائلهم حيث كانت الامهات الثكالى تواسي دموعهم الحسرة التي ملأت صدورهم من وقفة جادة تضج بها شوارع بغداد ليثبتوا انهم اصحاب حق ،ولسان حالهم يعاتب الاهل كما نادى الحسين يوم الطف الا من ناصر يناصرنا ،ساحة الفردوس كانت موقف وهناك ايام قادمة لانقول انها ستغير كل شيء لكنها وقفة ومناصرة لاصحاب حق ،لتمسحوا الدموع عن عيون الامهات التي اتعبتها السنين العجاف وهي تحسب لكم ،ولاتنتظرو الموافقات في اقامة عزاء شهدائكم فهي سابقة لم نشهدها
https://telegram.me/buratha