المقالات

في ذكرى رحيل مثقف حلم بالحرية

411 10:56:00 2013-04-10

• عبد الجليل الزبيدي

عملنا معا في دوائر اعلامية مناهضة للنظام السابق , وكان مثقفا نهما في القراءة وكان كثير التساؤل حول مرحلة ما بعد زوال الديكتاتورية , وكأنه يتلمس التفاؤل والامل ببزوغ فجر جديد .صحيح اننا كنا نسير سوية في ركب التيار الاسلامي باعتباره الموجة الاعلى في ميدان الصراع مع ذلك النظام , الا ان الاسئلة والنقاشات التي كانت تدور بيننا تتجاوز الخطوط الحمر وتتعدى المحظور حينما نجول في احتمالات المستقبل والافاق الوردية للعراق .كان ذلك في عام 1995 .. وكم كان شغوفا ليرى شكل العراق اذا ما رحل نظام البعث , وكأنه يريد ان يجري مغنيا في بساتين بلدته النعمانية ويتقافز ليلامس الاغصان المتدلية المثقلة بالنارنج .سالني مرة , برايك ماذا سنكتب اذا حل ربيع الحرية في العراق ؟ اقترح ذات مرة كعلاج لشعبنا من مضاعفات الكبت والقمع والحرمان ان يصار الى اصدار قانون يسمح بشتم رئيس الجمهورية في العراق الديمقراطي لمدة دقيقة خلال الاصطفاف الصباحي في المدارس الابتدائية . ومن افكاره الفنتازية , ان تتحول المنطقة مابين ساحة الطيران ونصب الحرية الى هايد بارك يحتشد فيها المفكرون والمثقفون والكتاب والعبثيون ويصرخوا بصخب وجنون . لكن اخطر ما سأله صديقي هو عن قدرة الاسلاميين في مواجهة الاخرين عندما تنفتح فضاءات الحرية وتساءل : هل لدينا من يكتب مثل عبد الحسين شعبان وعبد الامير الركابي ؟ اجبته : ولكن لدينا عادل عبد المهدي , واقرأ مقالاته المميزة في جريدة الرافدين التي يصدرها بيان جبر صولاغ في دمشق ؟ لم أكن اعلم ان صديقي سعد سعدي مصاب بسرطان الدم الناجم عن تعرضه للغازات الكيمياوية حينما كان يقاتل في تلال مدينة حلبجة . في التاسع من نيسان عام 2003 وعند الساعة الخامسة وخمس واربعين دقيقة , كان ابو نزار السعدي مثل ملايين العراقيين يشاهد عبر شاشة التلفاز سقوط تمثال الديكتاتور , اسرع لاحضار الورق والقلم وبانت في مخيلته اطلالة الفجر وتنفس نسائم ربيع الحرية .. ابو نزار تاهت عليه الافكار مالذي سيكتبه وضربات قلبه هيجت من ضغط الدم فتحركت الشياطين القابعة في خلايا السرطان .. فاضت روحه من جسده المضطرب واخذت تركض امامه وتسبقه الى بساتين الربيع لتلامس الندى وتلعقه من على حبات النارنج المتدلية على جوانب الممرات الخضراء في بساتين النعمانية التي طالما قرأت معه : اقتصادنا .. راس المال , بين القصرين ومئة عام من العزلة .. رحمك الله يا ابا نزار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك