عبدالله الجيزاني
معروف ان السياسة لعبة الممكن، ولا تؤمن بالصداقة او العداوة الدائمة، وهذا النوع من السياسة بكل المقاييس بعيد عن اي مبادئ، حيث لا خطوط حمر تقف عندها السياسة وفق هذا المبدأ، حيث تتعامل مع المجرم واللص بنفس القياس مع المضحي والمبدئي، ومن يمارس هذا النوع من السياسة اكيد يعتاش على شعارات الاستغفال ولاستدراج لكونه لا يؤمن بمبدأ او دين او عقيدة ما، وعندما نتصفح اوراق التاريخ نجد امثال هكذا ساسة ماثل وبكثرة، منذ شهادة رسول الله الى لحظتنا هذه.حيث سياسة الازمات التي اصبحت وسيلة الحاكم لاستغفال الناس، وتغيير الوقائع والتلاعب بالحقائق، فمنذ سبع سنوات لم يرى المواطن العراقي اي صورة واضحة، لسياسة الحاكم او ثبات على مكتسب او هدف يسعى للوصول اليه سوى الكرسي.
وعندما نستعرض ازمات الحكومة الحالية التي ابتدأت مع اول جلسة للتصويت على الحكومة، مع القائمة العراقية الممثلة للسنة، بسبب تعهدات الحاكم في سقيفة اربيل، وحجم التنازلات التي قدمها للأطراف المشاركة سواء داخل التحالف الوطني او للكورد والسنة، ومن ثم الانقلاب عليها، وذلك لتحقيق عدة اهداف كلها تصب في صالح هدف الحفاظ على الكرسي، فتوالي الازمات جعل الحاكم يتذرع بهذه الازمات لتبرير الفشل في تحقيق اي تقدم في اي مجال سوى امني او خدمي او اقتصادي، حيث يردد الحاكم وجوقته من اصدقاء المنتصر والنفعيين بأن الشركاء يقفوا حائل دون تحقيق الإنجاز، ويصور نفسه( المعصوم ) الوحيد، ويلقى التهم هنا وهناك، داخليا وخارجيا، ورغم وضوح هدف الحاكم وبطلان تبريراته إلا انه مصر على سلوك هذا الطريق، وإلا ما علاقة المحافظات بما يجري في المركز من ازمات لتحرم من الخدمات تحت نفس الذرائع!..وما علاقة كربلاء المقدسة او البصرة بالأزمات مع الكورد مرة او السنة اخرى..؟ كي يطرح الحاكم ان الحل هي حكومة الأغلبية لتحقيق الخدمات في كربلاء مثلا..!
المهم ان اسلوب الازمات كما اسلفنا يراد به الحفاظ على الكرسي لا غير، حيث يهدف الحاكم لتشتيت الكتل والقوائم المنافسة بأي ثمن لغرض جمع انصار من المكونات الاخرى، وصنع رموز لكل مكون تكون خاضعة لارادته ويحقق له هدف البقاء على كرسي الحكم، حيث تتصاعد الازمة مع مكون لتهدا مع اخر، فمن قوات دجلة مع الكورد التي هدأت عاصفتها، دون ان يعرف احد كيف؟ لتشتد مع السنة العرب وتتصاعد، واليوم تظهر بوادر انفراج بعد ان انقسمت القائمة العراقية، وصنع صالح اليطلك كرمز للبعثيين ورجالات النظام بإصدار قرار السماح لأعضاء الفرق بتولي المناصب في الحكومة، ومنح الفدائيين رواتب تقاعدية، في ذكرى تأسيس البعث المشئوم واستشهاد السيد الصدر!.. والغاية تقاسم اصوات هؤلاء مع صالح اليطلك الذي احترقت اوراقه في الشارع السني.
صالح اليطلك الذي وصف الحاكم بشتى الاوصاف القبيحة، لكن سياسة الممكن، التي تؤمن بالهدف لا بالمبدأ، والأكيد ان من يمارس هكذا سياسة لا يؤتمن على اي شيء مهما غلى او رخص، فهو لا يهدف إلا للبقاء في الكرسي الذي مهما فعل ومهما اتبع لا يمكنه الاستمرار على صهوته، طال الزمن او قصر، فلا دوام إلا للقيم والمبادئ والعقيدة الصالحة، هذا ماقالته صحائف التاريخ، فهل سيرعوي الحاكم...!
https://telegram.me/buratha