المقالات

دروس و عبر من سقوط النظام القذر (و تلك الأيام نداولها بين الناس)

1059 20:19:00 2013-04-10

علي التميمي

دروس و عبر من سقوط النظام القذر (و تلك الأيام نداولها بين الناس)1) لقد قص علينا القرآن الكريم الكثير من قصص الأمم الفانية و ضرب لنا الكثير من الأمثال لأخذ العظة و العبرة و ما مقتل عثمان و سقوط الدولة الأموية و العباسية و العثمانية رغم أن كلاً منها كانت امبراطورية عظمى, إلا لابتعادها عن الاسلام المحمدي الحقيقي و انغماسها في اللهو و الملذات و السكن في قصور خضراء و حمراء على حساب شعوبها, متناسية الفقراء و المحرومين و أصحاب الحقوق المحرومين. و لم يأخذوا العظة و العبرة ممن سبقهم من الأمم التي ذكرها القران الكريم.2) فالنظام الصدامي الذي سخر كل موارد العراق و كل العراقيين لخدمة أغراضه و مآربه و بنى 67 قصراً بمئات المليارات, و بنى الجيوش و منظومة أمنية مرعبة و المليشيات و حاول جعل العراقيين يتجسس بعضهم على بعض, بحيث لا يثق أحدهم بالآخر, فتكتب الزوجة تقارير على زوجها, و الزوج على زوجته, و الأبناء على آبائهم. كما حاول على الدوم مسخ القيم و الأخلاق للشعب العراقي. فقد كان يعيش في قصوره هو و عائلته و يقضمون أموال العراقيين قضماً و هيئ لولديه و أحفاده لتسلم الحكم بعد هلاكه و أسس أقوى و أخطر جهاز مخابراتي و أمني في العالم مستعيناً بتجارب الدول العظمى الغربية منها و الشرقية و الأنظمة العربية في بناء مؤسسته الأمنية. و لأول مرة في التاريخ يساعد كل من المعسكر الشرقي و المعسكر الغربي, العدوَان اللدودان لبعضهما, العراق بكل شيء. و كان صدام حليفاً لهما و خاصة الدولة التي أسقطته, لأن ارادة الله اقوى من كل شيء.نرجع لأخذ بعض العبر من هذه الاحداث العظيمة:1) يقول امام المتقين عليه السلام ( نيل أعلى المراتب من دون استحقاق من أول أسباب الهلكة) و يقول عليه السلام (الوسيلة الخسيسة لا توصل في يوم من الأيام الى غاية نبيلة) و (من صارع الحق صرعه) و (إذا رأيت الله يغدق عليك نعمه و أنت تعصيه فإن ذلك استدراج) و (الملك يدوم مع الكفر و لا يدوم مع الظلم).لقد وصل اليأس في نفوس أكثر العراقيين فتصوروا أن صداماً لن يسقط متناسين أن هنالك الإرادة الإلهية و أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و (إذا تركتم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سلط الله عليكم شراركم و تنزل اللعنة عليكم, و يلقى بأسكم بينكم, ثم تدعون فلا يستجاب لكم)نرجع الى العبر:العبرة الأولى: أن النظام الذي يقمع شعبه بكل الوسائل القذرة لرفض ذلك الشعب الظلم, لا يمكن أن يدوم و إن ملأ الأنهار و الأهوار و الوديان و السهول و المقابر الجماعية و أحواض الأسيد بالضحايا.العبرة الثانية: أن النظام الذي يخفي جرائمه و يشتري الصحف و المجلات و كل وسائل الإعلام العالمية ليغطي عن جرائمه لا بد أن يظهرها قاصم الجبارين مبير الظالمين مدرك الهاربين.العبرة الثالثة: ان الذي يخدم أسياده الأجانب البعيدين كل البعد عن قيم و مثل و دين شعبه, و يعتقد أنهم سيحمونه - خاطئ لأن الله هو الحامي و هو الحافظ و هو الذي يهلك ملوكاً و يستخلف أخرين و كانت المعجزة الإلهية أن سقط نظام صدام على أيدي من خدمهم و جلب اساطيلهم للخليج.العبرة الرابعة: النظام الذي يحارب مبادئ الحسين و شعائر الحسين عليه السلام و يقتل زوار الحسين و يمنع المواكب الحسينية و يقتل آلاف العلماء سيذله الله و يخزيه في الدنيا و الآخرة كما حدث للمتوكل اللعين, و ما اختفاء المجرم في حفرة و اطالته لحيته (و كان يعدم الملتحين) و إلقاء القبض عليه و عرضه أمام التلفزيون ليشاهده العالم إلا زيادة في الإذلال و المهانة.العبرة الخامسة: الحاكم الذي يعتمد على الغدر و نقض العهود لن يطول حكمه. فقد وقع صدام اتفاق آذار عام 1970 مع الأكراد و غدر بهم حيث أرسل للملا مصطفى علماء دين سنة و ألبسهم أحزمة ناسفة و وضع في سياراتهم ألغاما, و تنازل للشاه عن نصف شط العرب باتفاقية الجزائر عام 1975 ثم ألغاها بعد سقوط الشاه عام 1979 و هاجم الجمهورية الإسلامية و احتل أراضيها و اتفق مع الشيوعيين و غدر بهم عام 1978, و غدر برفاقه عام 1979, و احتل الكويت التي وقفت الى جانبه في حربه مع الجارة الشرقية.العبرة السادسة: الحاكم الذي يحاول بكل طريقة أن يجبر الناس على حبه بالتهديد و القتل و السجن و التعذيب النفسي و الجسمي و قطع الأرزاق و التجويع و اجبارهم على وضع صوره في كل غرفة, و كل بيت, وفي كل سيارة, و مدرسة, و مؤسسة, و جامع و حسينية و يصنع 45 مليون تمثال له في كل مدن العراق و قراه و يجعل من نفسه القائد الضرورة, و أنه هبة للعراقيين, ولولا وجوده لمات العراقيون, سوف يمزق الشعب كل صوره و يبصق عليها, و يحطم كل تماثيله الصنمية. و قد شاهد العراقيون و غيرهم كيف انهال ذاك الرجل بنعليه على الصنم بعد ان سحبه العراقيون و اسقطوه.العبرة السابعة: الذي يحمل الشعارات التي يطبل لها و يوعد الناس بتحقيقها اذا جاء للحكم و يمني الشعب بالأمنيات سيكشفه شعبه بسرعة و ينبذه لأن الإمام علي عليه السلام يقول (غش القلوب يظهر في فلتات اللسان) و (الراعي بلا عمل كالرامي بلا وتر)

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي التميمي
2013-04-11
الاخوة الأعزاء القائمين على موقع براثا. أود لفت انتباهكم بأن المقال المنشور هو لي إلا أنني قد أرسلته الى حضراتكم من بريد الكتروني آخر لأحد الأصدقاء كون وجود مشكلة طارئة في بريدي حالت دون إرسالي للمقال من خلاله. فإن أمكن اضافة اسمي ككاتب المقال أكن لكم من الشاكرين. و السلام عليكم و رحمة الله. علي التميمي / كندا
من اهالي الشهداء
2013-04-11
احلى لقطه ومشهد رايته في حياتي عندما اكتشفوا حفرة المقبور ابن صبحة الكاولية في الحفرة مع الجرذان وكان يصيح بأاسمه(صدام) للجندي الامريكي وهو يدوس على وجهه العفن والقذر بالبسطال فهذه كانت كهدية لشرفاء العراق كم كان ذليلا ذاك الدكتاتو الجبان الذي مكث في الحفرة لاشهر خوفا من تمزيقه..وكذلك حكمة رب العالمين سمع ورأى مقتل ابنائه قبل ان يموت الى جهنم ، ويوم المبارك لكل مجرم يخطو خطوات صديم ابن صبوحة،اليوم يجب من شرفاء العراق ان ينضموا صفوفهم للراجعين بمباكة مالكية شهرستانية جعفرية يطلكية نجيفية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك