علي التميمي
دروس و عبر من سقوط النظام القذر (و تلك الأيام نداولها بين الناس)1) لقد قص علينا القرآن الكريم الكثير من قصص الأمم الفانية و ضرب لنا الكثير من الأمثال لأخذ العظة و العبرة و ما مقتل عثمان و سقوط الدولة الأموية و العباسية و العثمانية رغم أن كلاً منها كانت امبراطورية عظمى, إلا لابتعادها عن الاسلام المحمدي الحقيقي و انغماسها في اللهو و الملذات و السكن في قصور خضراء و حمراء على حساب شعوبها, متناسية الفقراء و المحرومين و أصحاب الحقوق المحرومين. و لم يأخذوا العظة و العبرة ممن سبقهم من الأمم التي ذكرها القران الكريم.2) فالنظام الصدامي الذي سخر كل موارد العراق و كل العراقيين لخدمة أغراضه و مآربه و بنى 67 قصراً بمئات المليارات, و بنى الجيوش و منظومة أمنية مرعبة و المليشيات و حاول جعل العراقيين يتجسس بعضهم على بعض, بحيث لا يثق أحدهم بالآخر, فتكتب الزوجة تقارير على زوجها, و الزوج على زوجته, و الأبناء على آبائهم. كما حاول على الدوم مسخ القيم و الأخلاق للشعب العراقي. فقد كان يعيش في قصوره هو و عائلته و يقضمون أموال العراقيين قضماً و هيئ لولديه و أحفاده لتسلم الحكم بعد هلاكه و أسس أقوى و أخطر جهاز مخابراتي و أمني في العالم مستعيناً بتجارب الدول العظمى الغربية منها و الشرقية و الأنظمة العربية في بناء مؤسسته الأمنية. و لأول مرة في التاريخ يساعد كل من المعسكر الشرقي و المعسكر الغربي, العدوَان اللدودان لبعضهما, العراق بكل شيء. و كان صدام حليفاً لهما و خاصة الدولة التي أسقطته, لأن ارادة الله اقوى من كل شيء.نرجع لأخذ بعض العبر من هذه الاحداث العظيمة:1) يقول امام المتقين عليه السلام ( نيل أعلى المراتب من دون استحقاق من أول أسباب الهلكة) و يقول عليه السلام (الوسيلة الخسيسة لا توصل في يوم من الأيام الى غاية نبيلة) و (من صارع الحق صرعه) و (إذا رأيت الله يغدق عليك نعمه و أنت تعصيه فإن ذلك استدراج) و (الملك يدوم مع الكفر و لا يدوم مع الظلم).لقد وصل اليأس في نفوس أكثر العراقيين فتصوروا أن صداماً لن يسقط متناسين أن هنالك الإرادة الإلهية و أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و (إذا تركتم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سلط الله عليكم شراركم و تنزل اللعنة عليكم, و يلقى بأسكم بينكم, ثم تدعون فلا يستجاب لكم)نرجع الى العبر:العبرة الأولى: أن النظام الذي يقمع شعبه بكل الوسائل القذرة لرفض ذلك الشعب الظلم, لا يمكن أن يدوم و إن ملأ الأنهار و الأهوار و الوديان و السهول و المقابر الجماعية و أحواض الأسيد بالضحايا.العبرة الثانية: أن النظام الذي يخفي جرائمه و يشتري الصحف و المجلات و كل وسائل الإعلام العالمية ليغطي عن جرائمه لا بد أن يظهرها قاصم الجبارين مبير الظالمين مدرك الهاربين.العبرة الثالثة: ان الذي يخدم أسياده الأجانب البعيدين كل البعد عن قيم و مثل و دين شعبه, و يعتقد أنهم سيحمونه - خاطئ لأن الله هو الحامي و هو الحافظ و هو الذي يهلك ملوكاً و يستخلف أخرين و كانت المعجزة الإلهية أن سقط نظام صدام على أيدي من خدمهم و جلب اساطيلهم للخليج.العبرة الرابعة: النظام الذي يحارب مبادئ الحسين و شعائر الحسين عليه السلام و يقتل زوار الحسين و يمنع المواكب الحسينية و يقتل آلاف العلماء سيذله الله و يخزيه في الدنيا و الآخرة كما حدث للمتوكل اللعين, و ما اختفاء المجرم في حفرة و اطالته لحيته (و كان يعدم الملتحين) و إلقاء القبض عليه و عرضه أمام التلفزيون ليشاهده العالم إلا زيادة في الإذلال و المهانة.العبرة الخامسة: الحاكم الذي يعتمد على الغدر و نقض العهود لن يطول حكمه. فقد وقع صدام اتفاق آذار عام 1970 مع الأكراد و غدر بهم حيث أرسل للملا مصطفى علماء دين سنة و ألبسهم أحزمة ناسفة و وضع في سياراتهم ألغاما, و تنازل للشاه عن نصف شط العرب باتفاقية الجزائر عام 1975 ثم ألغاها بعد سقوط الشاه عام 1979 و هاجم الجمهورية الإسلامية و احتل أراضيها و اتفق مع الشيوعيين و غدر بهم عام 1978, و غدر برفاقه عام 1979, و احتل الكويت التي وقفت الى جانبه في حربه مع الجارة الشرقية.العبرة السادسة: الحاكم الذي يحاول بكل طريقة أن يجبر الناس على حبه بالتهديد و القتل و السجن و التعذيب النفسي و الجسمي و قطع الأرزاق و التجويع و اجبارهم على وضع صوره في كل غرفة, و كل بيت, وفي كل سيارة, و مدرسة, و مؤسسة, و جامع و حسينية و يصنع 45 مليون تمثال له في كل مدن العراق و قراه و يجعل من نفسه القائد الضرورة, و أنه هبة للعراقيين, ولولا وجوده لمات العراقيون, سوف يمزق الشعب كل صوره و يبصق عليها, و يحطم كل تماثيله الصنمية. و قد شاهد العراقيون و غيرهم كيف انهال ذاك الرجل بنعليه على الصنم بعد ان سحبه العراقيون و اسقطوه.العبرة السابعة: الذي يحمل الشعارات التي يطبل لها و يوعد الناس بتحقيقها اذا جاء للحكم و يمني الشعب بالأمنيات سيكشفه شعبه بسرعة و ينبذه لأن الإمام علي عليه السلام يقول (غش القلوب يظهر في فلتات اللسان) و (الراعي بلا عمل كالرامي بلا وتر)
https://telegram.me/buratha