عبد الجليل الزبيدي
صديقي انتسب الى جهاز الشرطة برتبة ضابط وذلك في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي , عارض نظام البعث وغادر البلد والتحق بالمعارضة , في عام 2003 عاد واعيد الى الخدمة , في شرطة العاصمة تعرف على مديره الاعلى منه رتبه وكان بعثيا ومن دفعته في كلية الشرطة .. المدير اختلى بصديقي وقال له : مالذي حصلت عليه بعد هذه السنين من المعارضة والغربة .. ها انت عدت وانا اعلى منك رتبة وحصلت على امتيازات في عهد النظام السابق وفي عهد النظام الحالي ؟؟ انا - كاتب هذا المقال - عدت الى الوطن بعد ان قررت معارضة نظام البعث حيث لجأت الى مواقع المناضلين والمجاهدين المسلحين في مناطق الاهوار وارياف جنوب العراق .. عدت ولا وظيفة لدي لانني لم اكن مسجلا في اي من سجلات الاحزاب الحاكمة او تحديدا الاحزاب التي شكلت مجلس الحكم . اتذكر اننا في الاهوار لم نكن نميز بين مجاهد ومقاتل وبين بدري او حزب الدعوة او مجاهد ومناضل مستقل او ايٍ من المجاهدين الابطال ابناء الاهوار الاصلاء . اتذكر انني كنت لفترة مسؤولا في اهوار الناصرية وقد طلب مني مسؤول في حزب الدعوة بعض المستمسكات كي يرسلها الى مناضلين في بغداد كانوا متخفين ومطلوبين , فبادرت الى اعطاءه كمية كبيرة ومن دون ان اسال ما اذا كان الملاحقون هم من جماعتنا ام من جماعته او من جماعة ثالثة . عدت الى الوطن ووجدت ان اغلب زملائي والذين تخرجوا معي من جامعة بغداد قسم الاعلام قد عينوا في دوائر حكومية وبعضهم صار استاذا في الجامعة وحصلوا على امتيازات مادية سابقا ولاحقا . وعلى غرار زملاء صديقنا ضابط الشرطة , زملائي السابقين لاموني ايضا وقالوا : مالذي حصلت عليه بعد ان عارضت وناضلت وتحملت الصعاب والاغترا ب وها انت بلغت الخمسين وبلا وظيفة ونحن الذين بقينا حصلنا على وظائف وحالنا ميسور وحياتنا مرتبة .. من سيقبل بتعيينك وانت في هذا العمر .. وكيف ستعيل عائلتك الكبيرة ؟؟ ستة اشهر في بغداد وقد انفقت كل ما جمعته في الغربة واوشكت على الافلاس وقررت العودة الى المنفى مرة اخرى حيث هناك عسى ولعل اجد هناك فرصة للعيش ..
https://telegram.me/buratha