المقالات

علة التخبط السياسي لدى الدعاة؟

551 13:00:00 2013-04-11

محمد رشيد القره غولي

يقول علم الاجتماع ان الاجماع هو الاتفاق على القواعد التي ينبغي ان تحكم سلوكهم فيما يتعلق باهداف النسق، و هذا لا يعني ان النظام لا يقوم الا بالاجماع الكامل بل الاجماع جزء من عوامل اخرى لتحقيقه، لكنه لا يتطلب الا وجود اجماع كاف على شرعية النسق التنظيمي الاساسي و على شرعية تولي المسئولين للادوار الرئيسية و على القواعد العامة، و ان اي شذوذ داخل هذه المعادلة و التي اجتمعوا عليها فانه سيخل بالنظام عموما، بل و كلما زادت الفجوة كلما تلاشى الاجماع المراد، مما ينتج عنه هزة عنيفة في النظام. فلو اسقطنا هذا الكلام على الحكومة الحالية من غير الخوض في التفاصيبل المملة نجد الاتي:ـ عندما اختلف الفرقاء في من يمثل الحكومة ادخل العراق في دوامة و لاشهر في الكيفية الموصلة الى اتفاق لحل هذه المعضلة، و قد نجحوا اخيرا باتفاق اربيل وفق بنود على الاطراف المختلفة تنفيذها، اي انهم وصلوا الى اجماع كاف لتشكيل الحكومة بغض النظر نختلف او نتفق مع تلك الاتفاقية.ـ شكلت الحكومة برئاسة نوري المالكي مع عدم تعيين وزراء لوزارتي الداخلية و الدفاع بسبب الاختلاف على الاشخاص لانهم اتفقوا مسبقا من اي كيان ستقاد تلك الوزراء، و الى يومنا هذا مازالت المشكلة قائمة. لكن ما يهمنا هنا ان الادوار وزعت و اكتسبت الوجه الشرعي بعد ما اتفقوا على القواعد العامة و هي يجب ان تكون هناك حكومة تقود العراق و لابد من ابداء المرونة الموصلة الى اجماع الكافي في سبيل حفظ النظام السياسي العام.بعد تشكيل الحكومة بدات البنود التي اتفقوا عليها بالتلاشي شيئا فشيئا و ضربت تلك الاتفاقيات عرض الحائط مما ادى الى ازمة عدم الثقة و بدات مرحلة جديدة من الصراع، و حاولوا كل جهدهم للوصول الى نتيجة و سرعان ما تفتح ابواب اخرى لتزيد المشاكل و تاصيل النظرة الدكتاتورية تجاه الحكومة برئيس مجلسها، فلم يبقى كيان سياسي الا و قال اننا متجهون نحو دكتاتورية جديدة لذا بدات الكيانات تتخوف من سقوط العملية السياسية برمتها و حاولوا جاهدين انقاذ ما يمكن انقاذه بتشريع قانون جديد يقضي ان رئاسة مجلس الوزراء تحدد بولايتين. هنا اختل الاجماع الكافي مما انعكس سلبا على النظام عموما، و لان الاطراف التي كانت من المفروض متحدة بالنسق بما يشمل الاهداف المشتركة اصبحت متصارعة فلم تعد الاهداف المشتركة لها اهمية عندهم مما انعكس سلبا على واقع الخدمات التي ظل العراقيون محرومين منها و لعقود.و لابد الوقوف على بعض الكيانات السياسية التي لم تشترك باتفاقية اربيل، باعتبار انهم تماشوا مع الحدث و السبب وجدوا مصلحة البلاد بتشكيل الحكومة مصلحة عليا و واجب وطني على جميع الاطراف، لان الدولة التي تدار من حكومة تصريف اعمال تجعل من تلك الحكومة تسرح و تمرح دون رقيب، و من هنا نرى انهم اكثر فهما لقضية الاجماع دون سواهم.نريد هنا نسال الدعاة لم قبلتم بالاتفاقية؟ و بما انكم كما تدعون حزبا اسلاميا فاين انتم من الاية القرانية التي تقول((واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا))، لذا يحتم عليكم ان توفوا بشروط تلك الاتفاقية لكي نصل الى الاتفاق المرجو و لتستطيع الحكومة ان تباشر مهامها بشكل انسيابي دون معوقات و كسب الثقة من الاطراف التي تشترك معكم في هذه العملية السياسية، لكن بما ان هذا الحزب لا توجد لديه ادنى فكرة عن القضية المطروحة هنا و لا يهتم الا بالمكاسب السياسية و المادية و ليس لديه نظرة مستقبلية للعراق فمن الطبيعي ان يفشل بهذا الشكل الذريع، و الذي يقول ان الكيانات الاخرى لديها عداء معه هي التي تحاول افشاله، فليسال نفسه سبب ذلك العداء و مصدره و ليجرد نفسه من الكذبة الطائفية التي يلعب عليها الكثير من سياسي اليوم، فهم اليوم كحزب لم ينجحوا في اقناع شركائهم بسياساتهم التي يراها الجميع تدفع البلد نحو المجهول.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك