المقالات

قادة سياسيين، ولكن ليسوا ساسة..! بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

599 17:59:00 2013-04-11

 

ربما لا ينافسنا شعب باهتماماتنا وقدراتنا السياسية، إذ قلما تجد عراقي لا يتحدث بالسياسية، ولربما معظم "بسطاءنا وعامتنا" يستطيعون إن يقرؤوا الواقع السياسي، بدراية يحسدهم عليها كثير من "ساسة" شعوب غير شعبنا...ولقد قيل قديما أن العراقيين شعب مولع بالسياسة، وهو شأن لا يحتاج الى جهد كبير لتفسيره..فهيهنا بنيت أول الحضارات، وهيهنا تشكل أول نظام سياسي عرفته البشرية، وهيهنا سبقنا الجميع في إنشاء أول مجلس للنواب بالتاريخ...!وقد كتبت فيما سبق في هذا الموضوع لكن من زاوية أخرى..!

أول مجلس نواب عرفته البشرية هو "الكاروم" الآشوري، وكان لكل مدينة من مدن الإمبراطورية الأشورية "كارومها" المتشكل من أعيانها ورؤساء المهن والحكماء والكتاب أيضا!..ومن مجموع الكارومات يتشكل الكاروم الأعظم الذي هو بالضبط مجلس نواب الشعب العراقي آنئذ..!

"كنا" شعب حي، حي بمعنى حيوي وفاعل ومنتج ومؤثر بالإنسانية، "كنا" هكذا، بل كنا قادة الإنسانية سياسيا وعمليا، لغاية ما كانت الكوفة عاصمة لأول وآخر دولة عدل في الأرض..تلك كانت دولة علي بن أبي طالب عليه السلام، وبعدها لم نستطع المحافظة على هذا النظام السياسي العادل..

يا لخيبتنا وخسارتنا..لقد خذلنا أنفسنا وخذلنا إرثنا وخذلنا حتى أسلافنا أهل أول "كاروم"..لصالح أنظمة جاهلة ظالمة مستبدة ديكتاتورية، وكنا فرحين باستبداد خلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس وسلاطين الترك والمماليك والقز والخزر و... ولكننا بقينا سياسيين..فقط هذه تحسب لنا..!

ومثلما هي سنن الأمم ومثلما يحصل في كل مكان، يتلقف الآخرين ما تبنيه فيحاكونه، فيما أنت تهدم ما بنيته..هذا بالضبط ما فعلناه، تخلينا عن أن نحكم أنفسنا بطرق مقبولة، وقبلنا مرة طائعين ومرة مرغمين ،أن نحكم خمسة عشر قرنا بالطريقة التي ذكرتها.. ولكننا بقينا سياسيين..فقط هذه تحسب لنا..!

في هذه الأثناء كانت أمم أخرى تنقب في تاريخنا، وكانت تحاكي ذلك التاريخ لأنها وجدت فيه نقاطا مضيئة جديرة بأن تحاكى... وتلك مفارقة أن يحاكي آخرين ما صنعنا فيما نحن نغادره ناكصين..لكننا بقينا سياسيين..فقط هذه تحسب لنا..!

منذ عشر سنوات في مثل هذا اليوم بالضبط، ركلنا آخر السلاطين، وبدأنا مسيرة العودة نحو أنفسنا..نحو الحياة..لكننا منذ بداية هذه المسيرة، واجهنا مشكلة لم تخطر على بالنا قط سيما نحن "كلنا" سياسيين بطبيعة الحال! وهذه خطوة متقدمة لأن السياسة باختصار هي الحياة، والشعب الذي يعرف قيمة الحياة هو شعب واعي ومثقف ومعلم، لكن المشكلة تكمن فيمن يتصدى لقيادة العمل السياسي أي النخبة السياسية التي يجب أن تتمتع بمقومات القيادة من ثقافة وطموح و قدرة على قراءة الماضي واستطلاع الحاضر واستشراف المستقبل.

المشكلة ببساطة أننا شعب من السياسيين فيما يقودنا رجال ليسوا مثلنا سياسيين، رجال لا يتوفرون على الحد الأدنى من المعارف السياسية.. لكننا لم نكن سياسيين حينما قبلنا بهم، وهذه تحسب علينا..!

كلام قبل السلام: تلك هي المشكلة التي ربما ستعيدنا الى عهود السلاطين..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2013-04-12
السلام عليكم لقد ذهبت السياسة والآن حكم الصبيان ذهب الطاغية ذو السياسة الرعناء وجاء من لا يعرف السياسة وللأسف وبلا تشاؤم ان مصير العراق اسود القائد الذي لا يكسب شعبه مصيره الهلاك ولا يترحم احد عليه والمشكلة الشعب يطيح فيها تذكروا اليهود ونعم الله عليهم وماذا فعلوا في معصية الله وماذا كان مصيرهم ويصير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك