عبد الرزاق منصور
في البدء ولكي نكون منصفين او على وئام تام مع الحقيقة لابد لنا من كلمة موجزة او حتى مجرد أشارة قد تكون وصف وقد تكون أعتراف بحقائق هي على الارض أساسا والجميع على اختلاف مللهم ونحلاتهم مسلم بها حتى وهم (البعض) لايودونها لانها وكما قلنا واقع وملموس والاكثر دهشة حتى وهم كذلك فهم يستمدون منها ما يؤكد انهم على صلة حميدة بها وهي تعطيهم قدر ما يستحقون
فهي وبالرغم من حداثة عهدها ونوعية مضامينها (التجربة الديمقراطية في العراق) وبالرغم ايضا انها ووفقا لكل المقاييس والاعراف لازالت غضة وطرية ولم يكتمل بنيانها بعد بل ولم تحصن نفسها او ترسخ مفاهيمها وبالقدر الذي يحفظها من الانهيار او السرقة . كما وبذات القدر لابد وان نعترف (ولاسباب معروفة) انها لازالت وبعد مرور عدة سنوات على حكمها تسير وببطء شديد وعلى ارض لازالت رخوة وقابلة للتحرك وقد تغوص فيها او تبتلعها وهي بين قوم لم يألف الكثير منهم وبعد هذا الكم الهائل من التحولات والانجازات انها لهم او لأغلبهم في النهاية وينبغي ان يحتظنونها وان يوفروا لها كل مستلزمات ومقومات النجاح والاستمرار والتقدم خاصة وهي محاطة ومن كل الجوانب بسياج من البغض والكراهية . مايهم ان نقول ومن خلال هذه المقدمة الوجيزة انها وحسب كل القراءات الصديقة او المعادية انها(الديمقراطية ) وهي تتكاون وتتصارع وفي كل الاتجاهات للدفاع او لأثبات الوجود تقدم وبأستمرار نموذجا صادقا وحيا من الاعراف والتقاليد التي تدلل على ما هيتها اولا وعلى وجودها القوي وبشكل لم تألفه الساحة العراقية من قبل وهو نهج جديد ولاشك بذلك وانه من يوجه ويتحكم في اغلب مسارات هذه الساحة . وبتعبير آخر انها ولولا االحصار والتعتيم والارهاب لبان وبوضوح كيف فرضت نفسها او نموذجها او نسختها ليس بالشعارات والادعاءات فحسب بل وفي كل الالتزامات الدالة على صدقها. وما نشهده من طقوس واعراس وبرامج محددة بسقوف زمنية خير ما يؤكد علىذلك . ومن المؤكد انها وكبقية الديمقراطيات في العالم تجهد لنيل درجة الكمال وفرض سيادتها وبدائلها التي وكما نعرف انها تتقاطع كليا مع ما مضى من طغيان وتفرد .لان التجربة لايمكن ان تستمر او تستقيم ما لم تتحول الى نظام سياسي قائم على المؤسسة والقانون والقيم الوطنية والديمقراطية ومن خلال ذلك يتم التواصل مع المجتمع الدولي . وهي (التجربة ) قد نجحت نوع ما ويمكن معرفة هذا النجاح وكيفيته .. ولكننا حينما نلتفت الى المعايير السائدة الان او ما مضى من ممارسات او ما على الارض من علائم لاحصر لها . لاريب في ان اكثر من علامة استفهام تحوم حولها بل وتشير اليها مباشرة وهي تدل على الاتجاه الغلط الذي سلكته ؟ وبتعبير مباشر ان الثورة او الديمقراطية او النظام المنبثق منها وهو احدى اهم الدلالات قدمت ما لديها وهي تتلخص بمنهج جديد ومسار فريد رغم كثرة الاعداء او المطبات . فما بال ثوار الامس وساسة اليوم ما ذا قدموا لتاريخهم اولا ثم لبلدهم وهل من مزية تحسب لهم من قبل الشعب طيلة ما مضى ؟ ولكي لانبخس بعضهم ونحن هنا نتكلم عن الظواهر العامة ولانعني أحد. نعم نقول قد انسجم بعضهم مع قيم ومبادئ هذه التجربة قولا وعملا وهم قلة والناس تحترمهم وتقدر مواقفهم وتشير الى اسهاماتهم بأستمرار والصندوق لابد وان يقرر لمن الغلبة في النهاية
ومن الضروري ان نذكر هنا ان الديمقراطية ومنذ اليوم الاول على نظامها السياسي قد عانت كثيرا ليس من اعدائها فحسب وانما من أبناءها وأصدقائها ايضا والذين يفترض انهم قدموا الكثير من التضحيات والجهد لكي تنتصر وهم يعلمون ماذا يعني ذلك وما قد يترتب على هذا الانتصار ولكنهم وبعد سقوط الطاغية قد تغيروا وشغلهم الشاغل هو الامتيازات او ما يسمونه بالجائزة بمعنى انهم يطالبون بثمن معارضتهم السابقة حتى ولو على حساب العراق ؟ فهم وكل حسب موقعه وحجمه يطالب با لثمن حتى ان الكبار منهم استخدموا الديمقراطية كمطية تحقق لهم كل احلامهم وطموحاتهم الشخصية والفئوية والمناطقية والقومية والطائفية والحزبية ..........الخ .فالديمقراطية وهو ما نعرفه انها هي هي سواء أكانت في العراق او في امريكا ولكن (الربع) هنا اقسموا ان يعرقوها بالتمام والكمال رغما عنها حتى وهي لازالت غريبة لانها مستوردة ثم ان المصانع العراقية لاتنتج بضاعة من هذا النوع . وحسب هذا
الفهم انها مختلفة عن كل التجارب العالمية والرابط الوحيد بينهما في الاسم فقط . وبسببه(الفهم) لم تستقم هذه التجربة ومعها ايضا الوطن والمواطن وجميعهم يعانون ولامن بارقة أمل لنهايتها سريعا .
لذلك سوف تكون تداعياتها مؤلمة خاصة اذاطالت ودخل على الخط من دخل و ستكون الموائمة بين هذا الثلاثي مستحيلة خاصة في الجو الحالي حيث التناحر والكره والسجالات كالنــــار وهي مستعرة فعلا ليس في الاقبية والدهاليز كما كان في السابق وانما الان في اغلب مراكز الاستقطاب الجماهيري كالمساجد والاسواق والطرق العامة والملاعب والساحات ثم (المنصات) التي برزت مؤخرا وتتولى بعض الفضائيات الطائفية منها مهمة التسعير والتعويم والتحريض لكي تستمر ولكي تؤدي غرضها حسب ما هو معد . والغريب ان البرلمان وبالذات تحت رئاسته الحالية يعتبر من اهم مسعري هذه النار ومن اهم شاعلي آوارها ؟ ومن الممكن لنا هنا ان نتسائل عن حال هذه الديقراطية وكيفية مسيرتها واهم مؤسسة فيها (البرلمان) هو بالضد منها تماما . بل ومن اهم مصادر بلائها وازماتها المتكررة لذلك وحسب كل الاستطلاعات ان(البرلمان) يعتبر من كبار عناصر التوتر في البلد ومن اهم معرقلي دور الحكومة بل هو مناكف لها على الدوام وبعكس رسالته تماما لهذا لانستغرب عندما نسمع عن مشاكساته اليومية للمؤسسة الثانية (الحكومة ) وجهده في هذا الاتجاه مدون ومنشور خاصة في مجال الخدمات . والمواطن العراقي وعلى ما يبدوا من هذه الاستطلاعات وبأعتبار انه الخاسر الاكبر سوف يلقن هذا البرلمان درسا فيه نهايتـــــــــه عبر الصندوق او الاطر الديمقراطية حصرا
أما عن الاعضاء فيه (البرلمان) فالكارثة ربما اكبر . فهم بين (بلبل) يغرد صباحا ومساءا (بدون داع او مناسبة) وبالطبع ان تغريداتهم المملة والسمجة ليس للعراق وليس حبا بالشعب العراقي كما قد يضن البعض وانما وحسب توجهاتهم اى الى احزابهم وكتلهم ورموزهم ثم لاحقا الى مناطقهم وطوائفهم وقومياتهم .. كما وبين (ثعبان) ينفث السم في كل الاتجاهات ويوزع الشر اينما حل مستفيدا من امتيازاته كالحماية والعربة والباجات وما اشبه وعندما تم اكتشاف امرهم واصبحوا تحت النظر وطائلة القانون باعتبارانهم يدعمون الارهاب بل ويشتركون فيه بشكل مباشر وهنالك لائحة بأسمائهم وهم قاطعوا البرلمان واتجهوا الان الى درب جديد اكثر اثارة واكثر خطورة يسمونه ب(المنصات) ومن عليها اعلنوها طائفية صريحة و مقيته وامام الاعلام تهجموا علىالطائفة الام وبألفاظ غاية بالسوقية وقلة الادب ولم يكتفوا بل وبشروا بالحرب على الدولة والحكومة وبقية الطوائف وقالوا انهم سيزحفون على بغداد لأسقاط الحكومة والدستور وما الى ذلك من شعارات ترفع وتكرر كل جمعة ؟ وعندما تواجههم بما عليه حالهم ورغم ان كل ما صدر منهم هو في الهواء الطلق (بالعلن) يقولون نحن لسنا كما تسمعون ونحن نقصد كذا وكذا وليس كذا وكذا وكأنهم عندما يكونون على المنصة في(حانة) وبعدما يصحون يتراجعون لان القانون سوف يلاحقهم لاحقا وهم يعرفون هذا . ومن خلال هذا العرض يتبين لنا انهم يتمنون ديقراطية على ( هواهم) اي بلا مقومات ولا قوة ولا حتى سند قانوني يمثلها لكي يفرضوا عليها فهمهم الخاص ولونهم او صبغتهم بمعنى انهم من يحدد لها المسار والمنهج وبقية التفاصيل ؟ وهذا ما لاتقره كل الديمقراطيات الحقيقية التي تتميز بوضعها القانوني السليم . فالديمقراطية هي الديمقراطية ان كانت في الشرق او الغرب والمشكلة او الخلل ليس فيها وانما من يدعي انه يتبناها وهو كاره لها لانها تكشف حجمه الحقيقي وبدوره يحدد(الحجم ) كم له وكم عليــــه حسب اعرافها والاهم انها تمنعه من ممارسة دور مضر بالبلد او بنظامه السياسي تبعا لمصالح خاصة او أملاءات خارجية . وعندنا الكثير من الامثلة التي تكشف وبالدليل كيف يفسر هؤلاء الديمقراطية وكيف يتعاملون مع مفرداتها . فعلى سبيل المثال وعندما قررت هذه الديمقراطية ان تمارس حقها (انزعج) البعض حتى انه زعل منها بل وطالبها بالسير حسب كما نوهنا سابقا على هواه ولكي يدرء عن ملته حجمها الحقيقي اتهم الاكثرية بالدكتاتورية (دكتاتورية الاكثرية) حسب وصفه . وهو مصطلح جديد وغريب يدل على فهم غريب ايضا وبالطبع حتى على كل الديمقراطيات بما فيها (النص ونص) ومن اجل ذات الهدف ابتدعوا (التوافق ثم المحاصصة) وهما كارثة بكل المقاييس. وكل ماحصل وجرى وما سيجري سببـــــــــه هذه البدع التي أفرزت لنا بلدا يتحطم امامنا وتتقاذفه الرياح والاهواء والاوبئة ويتطاول عليه وعلى أبنائه الاقزام والشذاذ والافاكين .
كما ونظاما سياسيا لايلبي ما كان في الاحلام ثم حكومة يسمونها حكومة وهي تتعثر اكثر مما تسير لانها نتاج خلطة عجيبة وغريبة يسمونها (التوافق والمحاصصة) والتي منها تشكلت ومنها ايضا بلاءها حتى ان الكثير ممن يسمونهم جزافا بالوزراء ليس لهم ادنى ما يتناسب وهذا الموقع الحساس . ليس لديهم لياقة ولاكياسة او حصافة ولا حتى تخصص ولا هم يحزنون نعم هم وزراء وهم بداخلها ولهم كل ما لها من امتيازات لكنهم لايتبعونها وانما يتبعون احزابهم ويأتمرون برموزهم لذلك هم يتغيبون وينسحبون ويقاطعون واحيانا يثرثرون حسب الاوامر التي تصدر لهم من كياناتهم ورموزهم لأنهم وكما قلنا انهم مجرد أدوات وتوابع بل وذيول . فبأشارة يقاطع حضرة الوزير وبها يستأنف وكحال اعضاء البرلمان بالضبط .فالوزير او عضو البرلمان وعندما تحركه الاشارة والايماءة وهز الرأس والكتف والغمز واللمز سوف تنحسر او تنعدم فيــــــــه وبشكل تلقائي كل القيم والاعراف والمثل وحتى الالتزامات الوظيفية التي يتطلبها هذا الموقع المهم من هرمية السلطة والحكم .أضافة الى كونه يمثل البلد والشعب.وهو ما يجعلنا نؤكد ان الديمقراطية ليس لها وجود عندهم ككتل وأحزاب وتيارات وهم يتحركون كالدمى في ظل وطنية لم تتشكل بعد كما كانت في السابق . وعندما تكون هذه الاعراف لاقيمة لها وغائبة تماما كيف سيكون حال البلد وبأي مسار يسير ثم كيف ومتى ننطلق الى دولة المؤسسات والقانون وسيادة الامن والرخاء . نعم هذا النوع من الدمى لايعرفون او يتقنون غير هذا الدور منه ينطلقون واليه ينتهون ؟ والغرابة انهم يتهمون كل من لايقبل بهذا الاسلوب اولايتعاطى حسب فهمهم مع البلد والحكومة بالدكتاتورية والتفرد ويشغلون الرأي العام بموضوعة هي فعلا موضوعة ولهم في ذلك صولات وجولات والمواطن لايملك الا ان يقول انا لله وانا اليه راجعون . فالمشهد هذا وبقدر ما هو محزن فهو يدعوا للسخرية ايضا (فالعراق) وبكل ما له من ثقل وارث حضاري وثروات تتحكم فيه الامزجة والنوازع المختلفة وكل منها يريد ويتمنى أعادة تكوينه وتشكيله ورسمه وفصاله حسب الرغبات والهواجس ؟ اما المواطن العراقي وهو يختزن كما هائلا من الكره والامتعاض وهو محبط جدا لاشك انه سوف يؤدي ما عليه وما به وسيكون له رأي حكيم بل وقاطع هذه المرة لاريب انه سيتناسب وهذا القدر من التجاوزات عليه وعلى خياراته في النظام السياسي . وهو وعبر الصندوق لازال قادرا علي صنع فجره وبأمكانه ان يؤدب كل من اساء الادب وخان الامانة . والعراق بحاجة ماسة الى من يقوده ويحميه ويحفظه من العاديات والمؤامرات وذلك لايمكن او يستقيم الا مع الهامات البيضاء والايدي النظيفة وهي موجودة فعلا والحر تكفيه الاشارة
https://telegram.me/buratha