بقلم / نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي
لابد من وقفة تقويم مع تغيير 2003.. وحسناً فعل السيد رئيس مجلس الوزراء بمقالته في الواشنطن بوست (8 نيسان) بعنوان "للولايات المتحدة شريك في العراق في علاقاتها الخارجية" في تحليل، لهجته تصالحية مع شركاء الوطن والجوار، ناهيك عن امريكا.
فالكتابة ايجابية كحملة اعلامية او كمبادىء حقيقية يؤمن بها السيد المالكي،ويسعى لتطبيقها. فهي حجة وشهادة ان سياسة الشراكة والانفتاح ان كانت ضرورة مع الشريك الامريكي، فهي ضرورة اكثر –كما يرد في المقالة- مع تركيا والسعودية والاردن والكويت وايران وسوريا.. وستبدو ضرورتها اهم وملازمة ببناء شراكات الوطن.. ففي مقالة الاستاذ المالكي دفاع عن الحقوق الديمقراطية قائلاً "ان الاحتجاجات في عدة مدن في العراق تعكس حقيقة ان اغلبية العراقيين يريدون التعبير عن مطالبهم عبر الوسائل الديمقراطية، رغم بعض الدعوات الطائفية للعنف".التغييرات السياسية والاجتماعية في التاريخ تفرض نفسها، كما تفرضها الحقائق الطبيعية والعلمية.. ولقد ظلم النظام السابق، واحتكروارتكب حماقات عدة جعلت تغييره امراً ضرورياً.. فعندما يصل لاعدام الشهيد الصدر.. والبدري ومئات الالاف غيرهما،ويقتل جماعياً عائلتي الحكيم والبرزاني، والمثقفين والوطنيين من كل الاتجاهات.. ويسجن ويهجر الملايين.. وعندما يضرب شعبه بالاسلحة الكيمياوية ويجفف المياه.. وعندما تعم الانتفاضة الشعبانية والاحتجاجات ارجاء العراق، فان النظام يكون قد حكم على نفسه، قبل ان يحكم على ضحاياه. وسيفرض التغيير نفسه، وهذه سنة كانت وستبقى، وعلى الجميع تعلم الدروس.يتعلم من كان جزءاً من ذلك الوضع،بان التاريخ قد اعطى حكمه..وعليه اما التقدم نحو المستقبل او البكاء على اطلال الماضي.. ويتعلم من عارض وانفصل وضحى،بان التغيير سيرتد ان لم يقدم الجديد بدائله في المؤسسات والممارسات والنظم.. فالفراغ ان لم يسد سريعاً، فستملؤه تركيبات الماضي المتهرئة والفوضى،ولو بمسميات جديدة. وهذا ما نشهده اليوم في الكثير من القضايا للاسف.. فالتغيير مسيرة، فان تعطل تقدمها، فالتراجع بديلها. وقد اشارت المقالة اعلاه"بان جميع الدول التي تمر بمرحلة التغييرهذه (الربيع العربي)تواجه هذه الارهاصات".فهل سنعود للوراء لاوضاع تمزق البلاد، وتجعلنا اسرى الارهاب والعسكرة والازمات والطائفية، ام سنعزز وحدتنا.. ونبني الدولة الدستورية الديمقراطية على اسس عصرية ومدنية.. تنهي التفرد، وتبدأ بنهضة حقيقية توفر الامن والرفاه والانتقال لبر الامان.
https://telegram.me/buratha