المقالات

المواطن بين الحاكم والخادم...!

963 15:01:00 2013-04-12

الكاتب : محمد ناظم ألغانمي

عاش المواطن ألعراقي فترات زمنية مظلمة لا يحمد عقباها , أبان حكم ألنظام المقبور الهدام , وقد عانى ما عانى من ظلم وقتل وتشريد وإبادة جماعية , وأستعمل حتى المواد النووية المحرمة ضد العراقيين في شمال ألعراق , ومورس بحق ألمواطن كل أنواع ألظلم و ألتعسف و ألاستبداد , وبعد سقوط ألصنم في بغداد , ودخول ألأمريكان بالرغم من أنه أصبح محتل ,

إلا إن ألآمال كانت كبيرة بتحول العراق إلى أفضل بلد في الشرق ألأوسط , وكان ألمواطن ألعراقي متحمسا" جدا" ليرى ما سيفعله أبناء هذا ألوطن لوطنهم ألمظلوم لمدة 35 سنة , وبدأ مفهوم ألديمقراطية يتغلغل إلى روح ألمواطن ألعراقي , بما انه تخلص من ألدكتاتورية ألتي كانت تحكمه طوال عقود من الزمن.

وبدأ الحكم في ألعراق على مبدأ الديمقراطية , و ألشراكة الوطنية , وبالرغم من التغييرات ألتي حصلت في ألعراق منذ سقوط ألنظام إلى ألآن , وتعاقب دورات ألحكم فيه إلا إن ألعراق لم يتغير فيه شيء إلا ألشخوص! , ألقتل موجود , ألفقر موجود , ألبطالة موجودة , ألأرامل في تزايد بسبب ألقتل ألعشوائي في ألشوارع بالمفخخات و ألكاتم وغيرها , الخدمات في تردي إلى الأسوأ , ألبنى ألتحتية في تدهور ملحوظ , وخصوصا ألكهرباء ألتي أصبحت كالمصاب (بسرطان ألتدهور) , وبشكل عام ألواقع ألخدمي متدهور جدا" , أما عن سياسة ألحكومات فهي أيضا سياسة غير ناجحة من خلال تخبطها ألواضح جدا" في خلق ألأزمات ألتي تزيد على ألمواطن همومه , وتعيق تقدم ألبلد , و ألأدلة على تخبط ألحكومة وسياستها كثيرة جدا" , أهمها أزمة كركوك , وإلغاء ألبطاقة التموينية , ومظاهرات ألأنبار ألتي استغلها البعث و ألإرهاب ليتغلغل داخلها ويدعمها , وتفجيرات بغداد ألأخيرة وعدم اتخاذ ألإجراءات أللازمة بحق ألمقصرين , دخول مشعان ألجبوري إلى ألعراق بمساعدة نواب عراقيين وهو مطلوب للعدالة !!.

إهمال الدستور العراقي بشكل ملحوظ جدا" , وعدم ألجوء إلى طاولة ألحوار و ألتهدئة , بالرغم من إن هناك عدة رجالات وأطراف يدعون للتهدئة والحوار دائما , ولكن بدون جدوى , وإتباع التصعيد دائما من قبل الحكومة العراقية الحاكمة , وغيرها الكثير من التخبطات , أما ألمواطن العراقي أصبح موقفه أيضا لا يحسد عليه لأنه خرج من ظلم صدام , ولكنه لم يتخلص من الظلم أبدا , فهو إلى ألآن يعاني من ألظلم والتهميش والفقر الحاد حتى وصل به الحال تحت خط الفقر.

بعد كل هذا هناك سؤال يطرح نفسه , ماذا يريد ألمواطن ؟ ألجواب واضح جدا وهو : إن ألمواطن يريد خادم يخدمه لا يريد حاكما" يحكمه , هل هذا كثير على هذا ألمواطن ؟ لا أعتقد ذلك , ألمواطن ألآن اكتفى من الذين يحكموه , ألمواطن ألآن يبحث عن ألخدمة , يبحث عن من يسأل عنه , يبحث عن من يحتضنه ويقول له ماذا تريد , و ألمواطن يريد إنسان من رحم هذه ألأمة , يعيش معه ويتعايش , لا يريد إنسان متسلط حاكم , وإنما يريد ألخادم, وعلى ألمواطن أن يمعن ألنظر جيدا بمجريات ألأمور في الواقع العراقي , ولكي تتضح أمامه ألصورة , ويعرف من هو هذا الخادم !! وعليه أن يسعى إلى أن يضع ثقته بهذا الخادم لكي يوصله إلى بر ألأمان , عليه أن يفتش عن هذا ألشخص ألذي يسعى بكل جدٍ واجتهاد لخدمة ألمواطن قبل كل شيء , عليه أن يذهب بفكره وتفكيره إلى شخص لا يملك منصبا" حكوميا" ولكنه يبادر بتقديم ألخدمات للمواطن , شخص لا يملك ألسلطة ولكنه يطالب السلطة بخدمة المواطن , لأنه ألإنسان الوحيد الذي عرف ماذا يريد ألمواطن , و ألمواطن يريد ألخدمة لا غيرها , لكي ينعم كبقية ألدول ألأخرى بخيرات هذا الوطن ألغني , هذا الوطن المظلوم من قبل حكامه , هذا الوطن ألذي يمتلك من الخيرات والطاقات ألكثير.

يجب أن نسعى إلى وضع ألرجل ألمناسب في ألمكان ألمناسب في ألأيام ألقادمة , لأنها مسؤوليتنا جميعا (كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته) يجب أن يفهم ألمواطن هذا ألحديث الشريف , يجب أن يفهم ألمواطن قوله تعالى ( قفوهم إنهم مسؤولون ) , يجب أن يقول ألمواطن ( كلا للحاكم نعم للخادم ).

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك