المقالات

المواطن بين الحاكم والخادم...!

900 15:01:00 2013-04-12

الكاتب : محمد ناظم ألغانمي

عاش المواطن ألعراقي فترات زمنية مظلمة لا يحمد عقباها , أبان حكم ألنظام المقبور الهدام , وقد عانى ما عانى من ظلم وقتل وتشريد وإبادة جماعية , وأستعمل حتى المواد النووية المحرمة ضد العراقيين في شمال ألعراق , ومورس بحق ألمواطن كل أنواع ألظلم و ألتعسف و ألاستبداد , وبعد سقوط ألصنم في بغداد , ودخول ألأمريكان بالرغم من أنه أصبح محتل ,

إلا إن ألآمال كانت كبيرة بتحول العراق إلى أفضل بلد في الشرق ألأوسط , وكان ألمواطن ألعراقي متحمسا" جدا" ليرى ما سيفعله أبناء هذا ألوطن لوطنهم ألمظلوم لمدة 35 سنة , وبدأ مفهوم ألديمقراطية يتغلغل إلى روح ألمواطن ألعراقي , بما انه تخلص من ألدكتاتورية ألتي كانت تحكمه طوال عقود من الزمن.

وبدأ الحكم في ألعراق على مبدأ الديمقراطية , و ألشراكة الوطنية , وبالرغم من التغييرات ألتي حصلت في ألعراق منذ سقوط ألنظام إلى ألآن , وتعاقب دورات ألحكم فيه إلا إن ألعراق لم يتغير فيه شيء إلا ألشخوص! , ألقتل موجود , ألفقر موجود , ألبطالة موجودة , ألأرامل في تزايد بسبب ألقتل ألعشوائي في ألشوارع بالمفخخات و ألكاتم وغيرها , الخدمات في تردي إلى الأسوأ , ألبنى ألتحتية في تدهور ملحوظ , وخصوصا ألكهرباء ألتي أصبحت كالمصاب (بسرطان ألتدهور) , وبشكل عام ألواقع ألخدمي متدهور جدا" , أما عن سياسة ألحكومات فهي أيضا سياسة غير ناجحة من خلال تخبطها ألواضح جدا" في خلق ألأزمات ألتي تزيد على ألمواطن همومه , وتعيق تقدم ألبلد , و ألأدلة على تخبط ألحكومة وسياستها كثيرة جدا" , أهمها أزمة كركوك , وإلغاء ألبطاقة التموينية , ومظاهرات ألأنبار ألتي استغلها البعث و ألإرهاب ليتغلغل داخلها ويدعمها , وتفجيرات بغداد ألأخيرة وعدم اتخاذ ألإجراءات أللازمة بحق ألمقصرين , دخول مشعان ألجبوري إلى ألعراق بمساعدة نواب عراقيين وهو مطلوب للعدالة !!.

إهمال الدستور العراقي بشكل ملحوظ جدا" , وعدم ألجوء إلى طاولة ألحوار و ألتهدئة , بالرغم من إن هناك عدة رجالات وأطراف يدعون للتهدئة والحوار دائما , ولكن بدون جدوى , وإتباع التصعيد دائما من قبل الحكومة العراقية الحاكمة , وغيرها الكثير من التخبطات , أما ألمواطن العراقي أصبح موقفه أيضا لا يحسد عليه لأنه خرج من ظلم صدام , ولكنه لم يتخلص من الظلم أبدا , فهو إلى ألآن يعاني من ألظلم والتهميش والفقر الحاد حتى وصل به الحال تحت خط الفقر.

بعد كل هذا هناك سؤال يطرح نفسه , ماذا يريد ألمواطن ؟ ألجواب واضح جدا وهو : إن ألمواطن يريد خادم يخدمه لا يريد حاكما" يحكمه , هل هذا كثير على هذا ألمواطن ؟ لا أعتقد ذلك , ألمواطن ألآن اكتفى من الذين يحكموه , ألمواطن ألآن يبحث عن ألخدمة , يبحث عن من يسأل عنه , يبحث عن من يحتضنه ويقول له ماذا تريد , و ألمواطن يريد إنسان من رحم هذه ألأمة , يعيش معه ويتعايش , لا يريد إنسان متسلط حاكم , وإنما يريد ألخادم, وعلى ألمواطن أن يمعن ألنظر جيدا بمجريات ألأمور في الواقع العراقي , ولكي تتضح أمامه ألصورة , ويعرف من هو هذا الخادم !! وعليه أن يسعى إلى أن يضع ثقته بهذا الخادم لكي يوصله إلى بر ألأمان , عليه أن يفتش عن هذا ألشخص ألذي يسعى بكل جدٍ واجتهاد لخدمة ألمواطن قبل كل شيء , عليه أن يذهب بفكره وتفكيره إلى شخص لا يملك منصبا" حكوميا" ولكنه يبادر بتقديم ألخدمات للمواطن , شخص لا يملك ألسلطة ولكنه يطالب السلطة بخدمة المواطن , لأنه ألإنسان الوحيد الذي عرف ماذا يريد ألمواطن , و ألمواطن يريد ألخدمة لا غيرها , لكي ينعم كبقية ألدول ألأخرى بخيرات هذا الوطن ألغني , هذا الوطن المظلوم من قبل حكامه , هذا الوطن ألذي يمتلك من الخيرات والطاقات ألكثير.

يجب أن نسعى إلى وضع ألرجل ألمناسب في ألمكان ألمناسب في ألأيام ألقادمة , لأنها مسؤوليتنا جميعا (كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته) يجب أن يفهم ألمواطن هذا ألحديث الشريف , يجب أن يفهم ألمواطن قوله تعالى ( قفوهم إنهم مسؤولون ) , يجب أن يقول ألمواطن ( كلا للحاكم نعم للخادم ).

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك