هادي ندا المالكي
ساعات ويبدأ التصويت الخاص لمنتسبي الأجهزة الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية ولنكون قد دخلنا فعلا في اجواء التنافس بين القوائم والتحالفات والائتلافات من اجل الحصول على اسبقية الوصول الى مجالس المحافظات وستكون سلة التصويت الخاص مؤثرة في حصاد بيادر المتنافسين الذي حاولوا على مدار الاسابيع الماضية كسب ود الاجهزة الامنية وبمختلف صنوفها لان الفوز برضا هذه الاجهزة سيمنح اصوات اقل ما يقال عنها انها مؤثرة في الحسابات الختامية لرفع غلة المتنافسين.ومن المؤكد ان حظوظ الفرقاء السياسيين المتنافسين في انتخابات مجالس المحافظات لن تكون متساوية في الحصول على الارقام المطلوبة من تصويت هذه الشريحة المهمة وستكون الاطراف الماسكة بالقيادة الاكثر قربا من هؤلاء بينما ستكون القوائم الاخرى اقل حظوظا وستدخل عوامل الترهيب والترغيب على خط التصويت واذا ما عجزت هذه الاساليب من وقف نزف الاصوات فمن المتوقع ان تلجأ الاطراف الحاكمة الى التزوير وهو امر متوقع وليس مستحيلا في ظل الية التصويت والعد والفرز والنقل.ويمكن القول ان ما شهدته الايام الفائتة من استهداف لضباط معينين واقالتهم وما اعلن عن ضغوط وترهيب من قبل قادة نافذين في وزارة الداخلية وبعض قادة الفرق التابعين لوزارة الدفاع امر مؤسف ويثبت حالة القلق والخوف الذي اشار اليه البعض من وجود رغبة حقيقية للسيطرة على التصويت الخاص كما ان لجوء البعض وخاصة القيادات العليا من امثال عدنان الاسدي والعذاري وضباط الفرقة 11 الى تحذير من يصوت لغير قائمة المالكي امر يدعوا الى القلق ويؤسس الى ديكتاتورية الولاء للاشخاص ويمنع تساوي الفرص بين المتنافسين.الأمر الأخر الأكثر قلقا من تهديد المنتسبين هو الخوف من التزوير وهو امر وارد وليس مستبعدا بسبب اليات النقل والخزن كما اسلفنا لان في عملية التصويت الخاص لن يكون هناك فرز وعد في نفس اليوم وسيتم نقل الصناديق والاكياس الى اماكن معدة من قبل المفوضية وسيتولى عملية النقل افراد من الاجهزة الامنية وبين الفترة الزمنية المحصورة لنقل الصناديق ومكان الخزن توجد فسحة كبيرة لتغيير وتبديل الصناديق وبصورة طبيعية لعدم وجود الرقيب والحسيب وللتخلص من قلق التنافس ومفاجئات العد والفرز الغير محسومة. ان مفوضية الانتخابات ستكون امام تحديات كبيرة لاثبات وجودها ومصداقيتها في نزاهة التصويت الخاص من خلال منح الحرية الكاملة لمنتسبي القوات الامنية في الادلاء باصواتهم ومباشرتها نقل الصناديق والاكياس وعدم السماح لاي جهة من التدخل في عملها بل وفضح من يحاول التدخل لان نجاح التصويت الخاص سيمنحها الثقة والقدرة على اكمال مهمتها.. اما الطعن والتشكيك في التصويت الخاص فانه سيكون مقدمة للطعن في الممارسة الانتخابية برمتها.ان نجاح انتخابات مجالس المحافظات عامة والتصويت الخاص بصورة خاصة سيعطي مفوضية الانتخابات فرصة الاستمرارية وسيمنحها ميزة التفرد باستمرار مهامها وسط حالة الشكوك التي تحيط بنزاهة الانتخابات وقدرة المفوضية على الوقوف بوجه سطوة الحكومة والمافيات النافذة وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة خاصة اذا ما علمنا ان التشكيل في نتائج الانتخابات يعني التشكيل بحاضر ومستقبل البلد.
https://telegram.me/buratha