المقالات

المشاركة بالانتخابات باتت أزمة

445 01:03:00 2013-04-13

حيدر حسين الاسدي

تعودنا كعراقيون على التعايش مع الأزمات وحالت التشنج والضغط السياسي وأصبحت قانونا وجزءاً من فن السياسة العراقية الحديثة ترحيل الأزمات الى أوقات أخرى لا نعلم متى واين وكيف ستأتي ونحن نرى بأم اعيننا تراكمها لتصبح جبل بات يوشك على الانهيار وهذا ما لمسناه في وقت قريب عندما سحب الحليف الإستراتيجي يده من دعم الحكومة فتحركت القوى الاخرى بتظاهرات واعتصامات واستقالات كمحاولة لاستعادة مجد الايام الخوالي وبسط السيطرة على بغداد من جديد.لكن اليوم هنالك أزمة نشهدها تتحرك بصمت برزت مع اقتراب التصويت الخاص وعلى بعد خطوات من التصويت العام ، الا وهي العزوف الكبير والمقلق عن المشاركة والانخفاض كبير في عدد الناخبين والتي تبين مدى الانتكاسة والارتداد الكبير للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية التي تمثل الانتخابات فيها جوهر الممارسة ويعني التراجع عنها انهيار المسار وعودة صاغرة للدكتاتورية المقيتة وضياع كل التضحيات والمنجزات التي تحقق بعد صبر طويل وكواكب من المضحين على خط الحرية.وهذه الازمة لم تتولد من فراغ او نتيجة لضغط سياسي او رأي منفرد بل جاءت من رحم معاناة وسلسلة طويلة من الإخفاقات والمشاكل والفساد الإداري والمالي وضياع هيبة الدولة وتقصير في تطبيق القانون واحترامه مما ولد جدار فاصل بين المواطن والعملية السياسية التي نتجت من ممارسة الانتخابات لذلك حين يفكر الناس في الثورة على هذه التجربة لا يجد سوى الانتقام من صندوق الانتخاب ومقاطعته ليترك الساحة خالية من الشرفاء ويفسح المجال للوصوليين والانتهازيين من الظفر بالمراكز القيادية والتحكم بمقدرات الشعب .ان مرحلة ما بعد سقوط الصنم وتحول القيادة بيد الشعب الذي قدم ممثليه في البرلمان ومجالس المحافظات شهدت تراجع كبير في الواقع الخدمي وتلاشي أحلام كانت ترافق المواطن البسيط من اجل تحقيقها والوصول الى خط الحياة الانسانية البسيطة التي تتمتع بها دول اقل ثروة وموارد بشرية من العراق.كما ان شعور العراقيين ان القانون وتطبيقه بات مسألة انتقائية تطال البسطاء من الشعب وينجو من يده الراسخون بالسلطة واصحاب النفوذ والمال.ان ما نحتاجه في هذا الوقت الحساس والخطير من مسيرة بلدنا هو تحقيق تغير جذري في أنفسنا وحبنا للذات ونقدم مصلحة الوطن على مصلحتنا حتى تكون لنا القدرة على اقناع الآخرين في إننا أهل للقيادة والخدمة ومؤهلين لأحداث التغيير المطلوب في واقعهم المتردي.وعلينا الالتزام برأي المرجعية وتوجيهاتها بالذهاب للانتخابات ومنع اي شخص من مصادرة رأي وحقي ومصيري من خلال حسن الاختيار والتمسك بحقي وإعلاء صوتي الانتخابي وسط ضجيج حملات التشويش والتخويف حتى لا اندم وأعاتب في واقع بلدي ومدينتي ما دمت منهزم من ساحة الاختيار ومنطوي منكسر أمام الظالمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك