المقالات

لماذا لا يشمل قانون العفو الأبرياء؟؟؟

402 10:01:00 2013-04-13

حيدر فوزي الشكرجي

في أي بلد يشهد وضع أمني صعب كالعراق تشدد الإجراءات وقد تنتهك بعض الحريات (مثل الاعتقالات العشوائية أو على الشبهة أو بتقرير من المخبر السري)، هذا هو الواقع المرير شئنا ام أبينا، ولكن المشكلة الحقيقة تكمن فيما بعد الاعتقال حيث أن بقاء عدد كبير من الأبرياء رهن الاحتجاز وانتزاع الاعترافات من بعضهم بالقوة قد يحول أغلبهم إلى مرضى نفسيين حاقدين على المجتمع مما يؤدي بالنتيجة إلى تفاقم الوضع الأمني بدل حله.كان المفروض من قانون العفو العام أن يحل هذا الإشكال، ولكن القانون وقف عاجزا أمام من بقت حالاتهم قيد التحقيق ولم يصدر بحقهم أي حكم فساهم القانون في أخراج المجرمين العتاة وسراق المال العام، وبحسب التقرير السنوي لهيئة النزاهة فأن "عدد المشمولين بالعفو بلغ 804 شخصا في العام 2012، بقيمة فساد 489.577.917 دينارا عراقيا، فيما كان عددهم في العام 2011 (5980) بقيمة 3.488.404.713 دينارا عراقيا"، مما يجعلنا نتساءل عن السبب الحقيقي في إصدار القانون.وهنالك من لم يحتج أصلا للقانون مثل وزير الكهرباء الأسبق كريم وحيد الذي لم تصدر بحقه مذكرة اعتقال مع أنه زوج أبنه في الولايات المتحدة زواج الأباطرة، والسوداني الذي تحولت قضيته بقدرة قادر من اتهام فسجن سبع سنوات إلى كفالة ثم براءة، والمطلوب دوليا مشعان الجبوري المتهم بأكثر من خمسين قضية (بين فساد وإرهاب) حيث تم تبرئته منها بأسرع محاكمة بالتاريخ (نصف ساعة فقط)، وصفقة السلاح التي كشفها الجانب الروسي وأعترف بها الجانب العراقي من غير تقديم أي متهمين...الخ.وآخرها وأكثرها إيلاما هي قضية البنك المركزي حيث حوسب فيها الشرفاء (د. سنان ،د.مظهر، د. فوزية) وكوفئ المقصرين، حيث لم تشفع لهم درجتهم العلمية وخبرتهم الدولية ونزاهتهم فعوقبوا بشدة لوقوفهم أمام ماكنة الفساد العملاقة، حيث تم اكتشاف عملية احتيال من قبل سبع بنوك أهلية ضد البنك المركزي نصيب كل بنك منها 60-70 مليون دينار عراقي في كل يوم الى يومنا هذا.. المسؤول عنها موظفين متنفذين في البنك المركزي وعدد من الملحقيات التجارية لم يتم لمسهم أو حتى التحقيق معهم، إضافة أنه بعد استبعاد الدكتور سنان الشبيبي واتهامه بالفساد وفي عهد الإدارة الجديدة تم فقد عشرة أطنان من احتياطي الذهب العراقي!!!ورغم توسط العديد من الشخصيات المرموقة لإطلاق سراح (د.مظهر ود.فوزية) بكفالة والسماح لدكتور سنان بالعودة للدفاع عن نفسه (أبرزها طلب الدكتور عادل عبد المهدي بإخراجهم بكفالة على ضمانته الشخصية)، ورغم تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق ببراءة د. سنان (وان أستهدافه كان لأسباب شخصية من قبل رئيس الوزراء) إلا انه لم يتخذ أي أجراء وما زالت أبرز عقولنا الأقتصادية في غياهب السجون مع آلاف الأبرياء.باعتقادي أن سبب فشل قانون العفو العام هو أن الأبرياء لا يحتاجون إلى عفو بل إلى إجراءات تضمن إنصافهم كالمتبعة في أكثر الدول الديمقراطية أبرزها حق المواطن بمحاكمة من يظلمه وأخذ التعويض المناسب كائنا من يكن وضمان نزاهة أجهزة الأمن و القضاء ومنع تسييسهم لصالح أي حزب او كتلة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك