بقلم/ ضياء المحسن
غالباً ما تبدأ العلاقة بين الناخب والمرشح، منذ اللحظة التي تنطلق فيها الحملات الإنتخابية، وذلك لعدم معرفة الكثيرين بالمرشح شخصياً، ونلاحظ أن المرشح يصرف في الحملة الإنتخابية، الأموال لتزويق صورته في نظر الناخب؛ وكلاً حسب إمكانياته " مع ملاحظة أن هناك حملات إنتخابية تتجاوز إمكانية الكثير من المرشحين، الأمر الذي يطرح سؤال خبيث؛ هو: من أين لهم بهذه الأموال؟! ولن نخوض في الإجابة على هذا السؤال، فهو سؤال نترك للزمن الإجابة عليه.ونلاحظ أن المرشح يحاول أن يستميل الناخب، بشتى الطرق " المشروعة وغير المشروعة"، فالبعض منهم يطرح برنامجه الإنتخابي، ويبدأ بشرح الكيفية التي سيتم فيها تنفيذ هذا البرنامج، والبعض يطلق الوعود في تعيين العاطلين " لا ندري كيف وأين ومتى"، وهناك من يستخدم التهديد والوعيد والإبتزاز، كوسيلة لكسب الأصوات.وفي الوقت الذي يحاول فيه المرشح أن يكسب، أكبر عدد من الأصوات لتؤهله للفوز بمقعد في مجلس المحافظة، فإننا نرى أن أكبر هموم الناخب هي الحصول على خدمات، تتكافىء مع ميزانية إنفجارية تجاوزت المائة مليار من الدولارات بكثير، لم يلمس منها المواطن لا أبيض ولا أسود، سوى مشاريع متهالكة، يتم فيها إستلام عمولات ورشاوى من قبل البعض ممن يسمون أنفسهم نواباً إنتخبهم الشعب، ولو دققنا النظر في كيفية صعودهم لوجدنا الكثير منهم تمكن من الوصول الى مجلس المحافظة، أو قبة البرلمان عن طريق ترشيح رؤوساء القوائم لمرشحين من كتلهم لم يفوزوا بأصوات كافية ومنحهم الأصوات الفائضة عن مرشحين أخرين فازوا بأكبر عدد من الأصوات، ومن المعلوم أن هناك أعضاء في مجلس النواب لم يصل حتى الى القاسم الإنتاخبي الذي يؤهلهم ليكونوا نواباً، فبعضهم حصل على مائتي صوت، فكيف أصبح نائباً في مجلس للنواب؟!! ولكن بهذه الطريقة فازوا بعضوية مجلس النواب!.إننا نريد أن تكون العلاقة بين العضو المنتخب " كيفما تكون صفته، نائباً في مجلس محافظة، أو مجلس النواب" تفاعلية ومتواصلة، لسماع مشاكلهم وهمومهم؛ لأنه عليه أن يتذكر إن السنوات الأربع التي سيكون فيها عضواً ستنقضي، وبعدها سيكون عليه مواجهة الناخب مرة ثانية، فماذا سيقول له حول الوعود التي قطعها له وأخلفها، هل سيرمي باللائمة على الحكومة الإتحادية، التي لم تتعاون مع الحكومات المحلية ومجلس النواب؟ أم أن زملائه الأعضاء البقية لم يكونوا بمستوى المسؤولية؟. ترى هل سيصدق الناخب تلك الأكاذيب؟ أنا أشك في أن الناخب بمثل هذه السذاجة التي يتصورها البعض.أما أنت ايها الناخب، فعليك أن تعلم أن صوتك غالي، وهو أغلى من الذهب حتى. كما أنها أمانة أنت مؤتمن عليها، فعليك أن تتمعن كثيرا في الأسماء قبل أن تعطي صوتك لمن يستحقه فعلا، فأنت أيضاً يقع عليك عبء كبير في ترشيح عضو مجلس المحافظة، ولا ضير في الإستماع إلى مرجعيات تستأنس برأيها " وأقصد هنا مرجعيات دينية وثقافية محل ثقة" .مقال: أخي الناخب: شارك في الإنتخابات حتى لا تندم.
https://telegram.me/buratha