لقد جر علي حب الحكومة وتاييدها ومناصرتها الكثير من المشاكل ، من قبل الاهل والاقارب والاصدقاء ، فانني متيقن بان الحكومة تسعى جاهدة ليل نهار لاسعاد المواطن ورفاهيته ، الا انهم جميعا يرون غير ما ارى ، وينظرون الى الامور بالمنظار الاسود ، ويفتشون عن الصغائر وينجرون وراء الإعلام الكاذب المخادع من اننا لا زلنا نعاني كما في السابق ولم يتبدل شيء ، واسمعهم يقولون ” تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي “ الا انني ارفض هذا المنطق واستعين بالصحف التي تنشر منجزات الحكومة واشير الى الاستاذة من النواب او المحللين او السياسيين الواقعين في غرام الحكومة مثلي ، الا انهم يسفهون ارائي واراء الاساتذة حتى انهم يتهمونني بانني اقبض من الحكومة ، وانا ، كرجل منصف وموضوعي اقول لهم نعم انا اقبض من الحكومة راتبي التقاعدي ، صحيح انني انفقه باجمعه على شراء الادوية لي ولعائلتي ، الا انني ” قانع ” فالقناعة كنز لا يفنى ، واشكر الحكومة على ما تبذله لي ولولاها لفتك بي الضغط والكولسترول والسكر ، فبالشكر تدوم النعم ، الا ان الاهل والاقارب والاصدقاء لا يعجبهم قولي ويتحاملون على الحكومة ويتهمونها ظلما وعدوانا ، ويقولون ان الفساد مستشر في مفاصل الوزارات والدوائر وانا كرجل ــ موضوعي ــ اقر بذاكا ، وارد عليهم ردا قويا وافحمهم ، واقول : دعهم يفسدون ، دعوهم يسرقون ، فسياتي يوم يشبعون ويكتفون ، لانهم عطاشى للمغانم التي كانوا محرومون منها ، الا يسعدكم شريحة من ابناء الوطن تسعد وتترفه ؟ واصرخ في وجوههم ، ايها الحساد لو تهيأت لكم الفرص كما تهيات لهم الا تفسدون ؟ وينبري لي احد الاصدقاء من المشاكسين ، فيقول : انت متقاعد وتعيش على الكفاف ، كم مرة اعلنوا بانهم سيزيدون راتبكم التقاعدي ، هل فعلوا ذلك ؟ وارد عليه : بان البنك الدولي ( كلب ابن سطعش كلب ) لا يسمح ، والزيادة التي تعطى للمتقاعدين يمكن بها بناء الدولة فنحن بلد فقير نحتاج للفلس ، فيكشر انيابه ويريد ان ياكلني : لكن البنك الدولي يسمح لهم برواتبهم التقاعدية الضخمة …. مو ؟ وهكذا ، ادافع عن الحكومة لانني مواطن حباب واسبح بحمدها ليل نهار ، واسامحها واتغاضى عن قصورها واغض الطرف ، فانا مواطن صالح ( اعتب على اهلي بعدم تسميتي صالح ) .
احد الاصدقاء من الذين يعيبون عليّ حبي للحكومة ، ويصفني بالسذاجة ومن انني ” كـمــش ” ويسردعلي قصة ذلك الفلاح الساذج الذي يشبهني و يمكن الضحك عليه بسهولة كما تفعل الحكومة معي :
اقتاد الفلاح ثوره الى السوق ليبيعه ، وعلم بذلك مجموعة من السفهاء ، وكونوا ثلاثة مجاميع وتوزعوا في الطريق الذي يسلكه الفلاح وثوره ، وحين مر من الجماعة الاولى ، قالوا له ، بكم تبيعنا هذا الحصان ؟ فاستغرب الرجل وقال : هذا ثور وليس حصان ، ضحكوا منه وقالوا له ، يا غبي ، انت لاتفرق بين الثور و الحصان ، انك تقود حصانا ، وغادرهم ، وفي منتصف الطريق ، تصدت له المجموعة الثانية ، وقالوا له نفس الكلام ، بانه يقود حصانا ، وحين مضى تقدمت له المجموعة الثالثة ، وقالت له نفس الكلام من انه يقود حصانا لا ثورا ، حتى صدق الرجل ، فما كان منه الا ان اشترى له سرجا ولجاما وامتطاه حاسبا انه حصان ، وحين ركبه ، قفز به الثور واسقطه ارضا ، وكسرت رقبته .
اعترف لكم ، بانني مكسور الرقبة من زمان ، وهذه سمة المكاريد .
https://telegram.me/buratha