خميس البدر
على الرغم من كثرة التجاوزات والمطالبات الغير واقعية من المرجعية بان تنزل الى الساحة وان تظهر الى الاعلام وان تعطي راي هنا وراي هناك الا انها بقت محافظة على مساحتها تراقب وتتابع وتدقق ولا تعطي راي الا في الوقت المناسب فبقت مساحات المرجعية وحدودها وبقى وزنها وبقى ثقلها .... كنا ولا زلنا نرى في المرجعية ملاذ امن وصمام امن من الاخطار والوقوع في الاخطاء ونرى فيها المنقذ والموجه والمنصف حتى في انفسنا فهي حاسمة في الحدود لاتجامل ولا تداهن صعبة وعنيدة لانها تعلم ما لايعلمه الاخرون وترى ما يرى الاخرون وتنطق بما لا ينسجم مع الاخرون لذا بقيت في هذا الاطار بين الوضوح والغموض بين الدقة والحزم بين الشد والجذب ...وهي واضحة صريحة بسيطة بلا تعقيد ولا رموز ولا طلاسم فيما يخص الافراد والسائل والمحتاج والمظلوم وطالب الراي والعون بلا منة وبلا تفضل تعمل بمسؤوليتها الشرعية والاخلاقية ...بقت في موضع اذا سألت اجابت واذا دخلت مجال فانها لاتبتعد فيه كثيرا الا عندما ترى المصلحة تختصر وتسهب بحدود تتدخل عندما ترى الحاجة وتسكت عندما ترى المصلحة ....فحينما يكون الامر متعلق بالحلال والحرام وامور الدين يتردد اسم المرجعية كثيرا فالكل يريد الراي والكل يريد براءة الذمة والكل يريد ان يخرج (من ذباتهه وفق ما يرى حطهه براس عالم واطلع منهه سالم )لكن عندما يتعلق الامر بالدنيا فالامر نسبي فمن يرى الامور بنفس المستوى يبقى على نفس النهج ويطيع المرجعية في الدين والدنيا لانه يقول (من امنته على الاخرة فلا استكثر عليه امر الدنيا )خاصة وان الدنيا دار زوال والاخرة دار خلود... وعلى بساطة الطرح الا ان حقيقة الامر هي كذلك ...اما من يرى الامر اكبرمن حجم المرجعية (خاصة عندما يتعلق الامر بالكرسي والسلطة والحكم ) فيدخلك في نظريات ومشارب واسقاطات فهنا ياتي حديث فصل الدين عن السياسة وياتي بان( ما لقيصر لقيصر وماللرب للرب )والمهنية والاختصاص واحترام الاختصاص وبان رجال الدين( رجال حرام وحلال) وان السياسية تدخل رجل الدين في مشاكل وخروقات هو بعيد عنها وينسى ويبعد الجميع ( يتناسون او يبعدون )كثير من الاسماء والرموز والشخصيات عن دائرة الدين ويدخلونهم في دائرة السياسة فقط او العلم فقط او الثقافة فقط مع انهم يروجونهم في البداية لاثبات صحة نظريتهم ...وقد نرى بان الرسول(صلى الله عليه واله وسلم ) رجل اخلاق ومصلح اجتماعي فقط وانه لم يكون رجل دولة ولا حتى نواة دولة وانه في امور السياسة كان يرجح ويترك الامور للصحابة مثلا ...ونرى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وقد تحول الى رجل علماني او اشتراكي او.. .او ...لالشيء الا لان رجل الدين تدخل في السياسة وسترى كثير من النقد والانتقاص منه وستسمع كثير من الخروقات والنكات والهفوات والسلبيات من عدم معرفته بالسياسة ....هذه الايام بتنا نسمع انتقادات مماثلة للمرجعية الرشيدة لا لشيء الا لانها انتقدت الحكومة وطالبتها بان تنصف الشعب مرة ..ومرة نصحتها واعطت تصوراتها في كيفية حل المشاكل التي يعاني منها العراق طوال عشر سنوات ...ومرة انتقدت حالة الخراب والدمار والفساد المستشري في البلاد ...ومرة لانها تريد من الحكومة ان تكون قوية وان عليها ان تواجه التحديات وان لاتبقى في دائرة التبرير والخطاب والكلام وتتحول الى الفعل ....ومرة تجيب وتوجه المواطن بعد ان يساءل عن وجهته في الانتخابات القادمة لانه يثق برايها او لانه يحملها مسؤولية اخلاقية لكل ما مر في العراق من معاناة طوال الفترة الماضية (لجهل او عدم فهم او تاثر بالضغط والتريوج) او انه لا يريد ان يشارك في الانتخابات لخيبة امله من الحكومة وما انتجته الانتخابات فتشرح له ان ما جرى في الانتخابات السابقة كان بسبب عدم جديته وعدم اختياره الصحيح وتذكره بما قالته في حينها ...يتردد اسم المرجعية كثيرا عندما وضحت وطرحت وذكرت بمحددات الانتخابات القادمة وكيف يختارالناخب وما هي مواصفات المرشح وما الخيارات المناسبة للمواطن العراقي ...فما ذنب المرجعية اذا كانت المواصفات لاتنطبق على الحكومة وعلى مرشحي الحكومة او على ..قائمة دولة رئيس الوزراء وقوائمه وتفرعاتها او كل م شارك في حكومة الشراكة الوطنية (حكومة الازمة وتوليدها والتزمت في الاراء والمطالب ) ...وماذنبها اذا كانت السياسة التي تتبعها الحكومة ومن يشارك فيها من محافظين ومدراء عامين ووزراء هي من تتسبب بمعاناة المواطن وتراجع البلاد ..وماذنب المرجعية اذا كانت الحكومة ترى بان الشعب يجب ان يستمر بنفس الاخطاء وهو لايريد ذلك فاراد النصيحة ...اردت ان ابسط الطرح لكن المرجعية لم تكن بعيدة عن الواقع ففي فترة من الفترات رمت بكل ثقلها في تشكيل العملية السياسية والتجأ اليها الجميع نطقت عندما تلعثم السياسيون وواجهت عندما عجز السياسيون وطرحت راي عندما تاه السياسيون وتواجدت وظهرت عندما غاب السياسيون ...لم تكن المرجعية يوما بحاجة لاحد او عبا على احد او في رجاء احد بل العكس فالكل محتاج لها والكل يريد رضاها والكل يرغب في وصالها لكن في (الشدة وعند الصعاب واشتباك الامور وغياب المعين ..و..)اما في الرخاء وفي المغانم والمناصب والعمل فالمرجعية غير مرحب برايها ولا يسمع لكلامها ...هكذا كان حال الواقع طوال السنوات الماضية الناس تستجير وتتظلم وتشتكي وتطالب المرجعية (وهي من لم تقصر يوما لا بالنصح ولا بالدعم ولا بالمشورة ولا بالراي ..و....و...)فلماذا كل هذا الحجود وكل هذا الظلم للمرجعية ...الى كل من يناصر المرجعية الى كل من يتبع رايها الى كل من يلوذ بها انصفوا مرجعيتكم بطاعتها انصروها بعد طالبتموها فلن تربحوا بنكرانها فهاهي حددت ووضحت ونصحت وحذرت ...وان تجاوزتموها فلا تلوموا الا انفسكم فليس كل مرة تسلم الجرة .....
https://telegram.me/buratha