احمد عبد راضي
للظلم اوجه وطرق واساليب كثيرة ، او بتعبير ادق للظلم اقسام ، ونحن العراقيون ، جربنا كل اقسام الظلم ولا اعتقد ان هناك قسما من اقسامه لم يقع علينا ، ولكن اعتقد ان نوعا جديدا من الظلم يمارس هذه الايام ضدنا ونحن نائمون او باللغة الشعبية الدارجة ( مغلسين) ولم نحرك ساكنا ، الظلم الجديد الذي وقع علينا هو نوع جديد اضطلعت به حكومتنا المبجلة ، فقد قامت مؤخرا بمكافأة الظالمين ، منحهم حقوقا تفوق حقوق المظلومين باضعاف ، اعادتهم الى الواجهة ، اعطتهم فرصا يحلم بها ابناء الضحايا او المواطنين العاديين ، فان تكون مجرما خير من ان تكون ضحية ، او مواطن صالح ، هذا هو النهج الجديد لحكومة يقال انها كانت تقارع الظلم والطغاة ، حكومة دأبت منذ فترة ليست بالقصيرة على تكريم الجناة ، مستهترة بذلك بمشاعر المجني عليهم ، وكأنها تقول بصوت عال ، لماذا انتم ضحايا ؟ الم يكن بامكانكم ان تكونوا مجرمين ؟ اليس باستطاعتكم ان تتخذوا الاجرام وسيلة لنيل ما تبتغون ؟ هكذا هو الحال في سلوكيات الدولة العراقية الحديثة في سنوات ما بعد التغيير ، فبعد ان كرمت العصابات الارهابية بان حولتهم الى صحوات ومجالس انقاذ ، ووظفت من كانوا قبل ذلك ملثمين يقتلون الناس على الهوية ، جاءت هذه المرة لتطلق سراح القتلة والارهابيين في احتفالات مهيبة وكأنهم قادة فاتحين ، كرمتهم بان اطلقت سراحهم من الباب الرئيس ، بعد ان شربوا من دماء الابرياء لسنوات، اعادتهم الى الشارع وقد ازدادوا حقدا على الناس وازدادوا ثقة بانفسهم ، اخيرا قامت حكومتنا العزيزة بمكافأة البعثيين الكبار وفدائيي صدام بان خصصت رواتب مجزية لهم واعادتهم الى وظائفهم بكل احترام وتقدير ، فالمواطن العادي او ابن الضحية يدفع 50 ورقة لكي يتم تعيينه بينما لا يحتاج هؤلاء الا الى تأييد بانه كان بعثيا او فدائيا ليتم توظيفه بالحال ، هكذا صارت الامور في دولة ديمقراطية شعارها حقوق الانسان ، اتضح ان حقوق الانسان كلمة ناقصة فالحقيقة هي حقوق الانسان من غير الضحايا ، لانها تركز اهتمامها على الظلمة والمجرمين وتدافع عنهم ، وتحرص على ان يكون مأكل ومشرب ومنام المجرمين ممتازا ولا تدري ماذا ياكل ويشرب او كيف ينام اليتامى من ابناء ضحايا التفجيرات او ضحايا البعث او غيرهم ، لا يعرف ان عشرات الالاف من الارامل جاعت ورقعت ثوبها عشرات المرات لانها لا تريد ان تنحرف من اجل لقمة العيش وكل املها في ان تلتفت اليها الحكومة ، ولكن هيهات فالارهابيين والبعثيين والفدائيين اولى بعطف الحكومة من ايتامكم واراملكم !!.
https://telegram.me/buratha