المقالات

ماذا ستقولون للايتام والارامل ؟

498 11:19:00 2013-04-15

احمد عبد راضي

للظلم اوجه وطرق واساليب كثيرة ، او بتعبير ادق للظلم اقسام ، ونحن العراقيون ، جربنا كل اقسام الظلم ولا اعتقد ان هناك قسما من اقسامه لم يقع علينا ، ولكن اعتقد ان نوعا جديدا من الظلم يمارس هذه الايام ضدنا ونحن نائمون او باللغة الشعبية الدارجة ( مغلسين) ولم نحرك ساكنا ، الظلم الجديد الذي وقع علينا هو نوع جديد اضطلعت به حكومتنا المبجلة ، فقد قامت مؤخرا بمكافأة الظالمين ، منحهم حقوقا تفوق حقوق المظلومين باضعاف ، اعادتهم الى الواجهة ، اعطتهم فرصا يحلم بها ابناء الضحايا او المواطنين العاديين ، فان تكون مجرما خير من ان تكون ضحية ، او مواطن صالح ، هذا هو النهج الجديد لحكومة يقال انها كانت تقارع الظلم والطغاة ، حكومة دأبت منذ فترة ليست بالقصيرة على تكريم الجناة ، مستهترة بذلك بمشاعر المجني عليهم ، وكأنها تقول بصوت عال ، لماذا انتم ضحايا ؟ الم يكن بامكانكم ان تكونوا مجرمين ؟ اليس باستطاعتكم ان تتخذوا الاجرام وسيلة لنيل ما تبتغون ؟ هكذا هو الحال في سلوكيات الدولة العراقية الحديثة في سنوات ما بعد التغيير ، فبعد ان كرمت العصابات الارهابية بان حولتهم الى صحوات ومجالس انقاذ ، ووظفت من كانوا قبل ذلك ملثمين يقتلون الناس على الهوية ، جاءت هذه المرة لتطلق سراح القتلة والارهابيين في احتفالات مهيبة وكأنهم قادة فاتحين ، كرمتهم بان اطلقت سراحهم من الباب الرئيس ، بعد ان شربوا من دماء الابرياء لسنوات، اعادتهم الى الشارع وقد ازدادوا حقدا على الناس وازدادوا ثقة بانفسهم ، اخيرا قامت حكومتنا العزيزة بمكافأة البعثيين الكبار وفدائيي صدام بان خصصت رواتب مجزية لهم واعادتهم الى وظائفهم بكل احترام وتقدير ، فالمواطن العادي او ابن الضحية يدفع 50 ورقة لكي يتم تعيينه بينما لا يحتاج هؤلاء الا الى تأييد بانه كان بعثيا او فدائيا ليتم توظيفه بالحال ، هكذا صارت الامور في دولة ديمقراطية شعارها حقوق الانسان ، اتضح ان حقوق الانسان كلمة ناقصة فالحقيقة هي حقوق الانسان من غير الضحايا ، لانها تركز اهتمامها على الظلمة والمجرمين وتدافع عنهم ، وتحرص على ان يكون مأكل ومشرب ومنام المجرمين ممتازا ولا تدري ماذا ياكل ويشرب او كيف ينام اليتامى من ابناء ضحايا التفجيرات او ضحايا البعث او غيرهم ، لا يعرف ان عشرات الالاف من الارامل جاعت ورقعت ثوبها عشرات المرات لانها لا تريد ان تنحرف من اجل لقمة العيش وكل املها في ان تلتفت اليها الحكومة ، ولكن هيهات فالارهابيين والبعثيين والفدائيين اولى بعطف الحكومة من ايتامكم واراملكم !!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك