المقالات

عمرو بن العاص يوجه مسار الانتخابات: الإيهام في الإعلام...بقلم: قاسم آل ماضي

586 07:45:00 2013-04-16

تقترب الحملة الانتخابية من ذروتها ، وباقترابها تكون ردود الأفعال والتحليلات والرؤى المنطلقة معها طريق وسائل الإعلام كافة قد بلغت هي الأخرى ذروتها. الحملة والتحليلات احتلتا معظم المساحات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة و حتى ما يسميها صديق لي برلمان "الكيا"، الذي بات وسيلة إعلامية شعبية لا يستهان بها.. وكانت الخطاب السائد في هذه الوسائل هو الترويج  لفكرة عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات، ولا احد يحلل الأسباب وبدا الأمر كأن الجميع متفقين هذه المرة.. وهو أمر نادر وغريب أن نتفق جميعا على رأي واحد  بعد أن أصبحنا أشتاتا لأسباب يتحمل معظمها الساسة.

في هذا الموضوع أتساءل هل حقا أن المشاركة ستكون ضعيفة الى حد أن يتفق عليها حتى الخصوم ؟ أم أن ثمة أمر دبر بليل؟..

بقليل من التفكير سنكتشف أن هناك وهم أو إيهام وقع فيه الجميع انساقت إليه وسائل الإعلام مع الأسف... وللإجابة أيضا نقول أننا وبعد 2003 بدونا متحزبين بنسبة 70%-80%، وتشمل النسبة  الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمواكب الحسينية والهيئات الثقافية الأخرى الساندة لتلك الأحزاب، والهيئات المرتبطة برابط ديني أو مذهبي أو عرقي أو عشائري أو أسري. ولكن بعد ذلك التاريخ انخفضت هذه النسبة بشكل ملحوظ، ولكن هناك عامل آخر أحتل مساحتها وساد عليها، وهو العامل الطائفي.. وسيقول قائل حتى هذا العامل تراجعت نسبته هي الأخرى.. وهذا كلام موضع نظر، بسب وجود التظاهرات في المنطقة الغربية فهي ذات طابع طائفي، وان كان البعض يحاول أن يخفي هذه الوجه مجاملة أو لتحقيق مكاسب، إلا انه أوضح من أن تخفيه مساحيق التجميل .. وثمة عامل آخر لم تتراجع مساحته إن لم نقل أنها قد اتسعت...وأعني بها مساحة تأثير المرجعية الدينية..فمهما تنوعت وكثرت مؤسسات العراق الأمنية العسكرية والمدنية والاستشارية والثقافية والاستثمارية ودينية، إلا أن المرجعية مازالت تمسك بزمام الأمور، رغم محاولات البعض اضعاف دورها بما يخدم مصالحه، وهذا يعود الى طيعة تكوين الشعب العراقي كشعب متدين وملتزم بمرجعيته .

اليوم زادت أعداد التشكلات التي ذكرناها ازديادا مضطردا، وبزيادتها زادت أعداد المرتبطين بها، وقلما تجد عراقي ليس له إرتباط بجهة ما من الجهات التي ذكرناها ، وجميعها وبشكل أو بآخر معنية بالشأن السياسي ، ومنه وجهه الانتخابي..  كما أن لا احد يستطيع أن ينكر ان لدينا مؤسسات  خاصة توزع وتقترح  المسؤوليات وفق المصالح بشتى صنفها الحزبية والفئوية والأسرية..و وهؤلاء  كما تعلمون يرتبط بهم ذيل طويل من حمايات ومرافقين وموظفين، ويضاف الى ذلك المشاريع التي يديرها الساسة عن بعد..وعلى هذا فإن هذه المؤسسات مرتبطة بساسة بشكل أو بآخر، وهم يوجهنها حسب مصالحهم لتنتخب من يخدم تلك المصالح..

 وهناك فئة أخرى تراقب وتشخص من خدم الناس والبلد وهي  فئة تعتز برأيها، الذي تبنيه من خلال مشاهدات وتحليلات وممارس’، وتصر على اخراج المفسدين والالتفاف وتقوية المخلصين.

إذا حسبنا كل هذه العوامل، يحق لنا أن نتسائل: كيف إذن ستكون المشاركة ضعيفة؟.. وسيقول البعض أن هناك نسبة كبير لا تدخل قي هذه الحسابات، وهذا صحيح، وهي النسبة المترددة والموجودة في كافة الدول التي لها ممارسات ديمقراطية.. ونرد على هذا الطرح بالقول أن هذه النسبة هي أيضا غير ثابتة، حيث أن جل نشاط الأحزاب يقع بشكل كبير عليها بشتئ الوسائل..

نخلص الى القول أن هناك وهم حاول البعض زرعه ونجح بعض الشييء وانطلى حتي على وسائل الإعلام، ونشير هنا الى أنه لو أن هناك عزوف كما ادعى المروجين، فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد حين تغير موعد الانتخابات في بعض المناطق؟.. ولماذا تنعقد التجمعات الانتخابية التي راح ضحيتها اكثر من 80 شخص لتجمع انتخابي واحد، في المناطق التي تتحدث استطلاعات الرأي الإيهامية التظليلية عن وجود عزوف عن المشاركة فيها.؟!

إن هذه  الأطروحات تشبه أطروحة عمر ابن العاص لنضيره أبو موسى الأشعري، بقصة أن نخلع الأميرين المعروفة لديكم.. الإيهام الذي نتحدث عنه له هدفين: الهدف البعيد يريد أن يقول ان مؤسساتنا التي سقطت بيد المفسدين لن تعود، وان الأمور سوداوية وضياع الوطن ثمنه ضياعنا الى آخر المنعطف المظلم ...أما الهدف القريب فهو جعل الوهم عن طريق العقل الجمعي يتقاعس عن المشاركة، والتأثير على الشريحة المترددة والمراقبة أو الحيادية، لأن باقي شرائح المجتمع مرتبطة بشكل أو بآخر كما أسلفنا..أي أنه يهدف الى إبعاد المواطنين عن المشارك،ة لكي يدفع الآخرين بكل ما لديم من قوة ليصلون الى غياتهم المشبوهة، التي من خلالها يحقق غايته التي لا يستطيع تحقيقها لو قال الناس كلمتهم، ويصبح من الصعب حين اذا استعادة الحقوق ونكون ضحية وهم أو إيهام وضعه الآخرين.. وصدقنا بل صرنا من المروجين له معه الأسف.. وحين نفهم الدرس نجد أن مؤسستنا قد اصطبحت بيد النفعيين وأصحاب الفتن  وسارقي الحقوق وربما نعود لديكتاتورية أخرى بشكل آخر...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جابر الساعدي
2013-04-16
كلام يصب في وقعنا الحالي وللاسف وقع مجتعنا في هذه الفخ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك