مصطفى مهـدي الطاهر
الثورات والانتفاضات احداث كبيرة, التعتيم عليها كليا امر ليس بالسهل بل لربما يكون مستحيلا فما يجري خلالها من اعمال وما ينجم عنها من نتائج لايخفى على احد فقد داب الناس بل انه من طبعهم نقل الاخبار والاحداث فيما بينهم وغالبا مايكون هناك نقص او زيادة في نقل الحقيقة تبعا لناقل الخبر..لكن الامر يختلف تماما بالنسبة لمن يدعي قيادة الثورة او الانتفاضة فمن المفترض منه ان يكون ملما بمجرياتها والا يكون ادعاءه لا مصداقية له ومن هنا ينكشف صدق ادعاءه من كذبه.فبالامس كتب كاتب مقالا وانا هنا لا اذكر اسمه ليس تجاهلا له لكنني عادة لاتعنيني الاسماء بقدر مايعنيني الطرح والفكر فانا اناقش الافكار وليس الاشخاص كما انه صاحب منصب الان ومن لديه منصب او فضائية يكون معروفا ولو كان تيسا ومن ليس له منصبا او فضائية فلا يعرفه الا من عايشه او يعايشه ولو كان فطحلا..وهنا لاانتقص من الرجل والوصف هنا عاما وليس خاصا, كتب انه زار السعودية ابان انطلاق انتفاضة 91 المظلومة من حكومة الكاتب, زارها باسم الانتفاضة لكنه مع ادعاءه بتمثيلها يقول مانصه (بما حدث في ساحة سعد في البصرة، مما يعتبرهالناس الان الشرارة التي ادت الى اندلاع الانتفاضة) , ان الناس يقولون انطلقت من ساحة سعد طبعا من خلال الجندي الهارب من ام المهالك وهي رواية العسكر للتغطية على هزيمتهم وحتى ذلك الجندي لم يخرج الى اليوم ليدعي ذلك الشرف, ولم يقل السيد الكاتب رايه الشخصي من اين انطلقت وهنا يبرز التناقض لدى السيد الكاتب وتطفح علامة استفهام كبرى هي كيف انه لا يعرف من اين انطلقت وهو يدعي تمثيلها وربما قيادتها ألا انه يكذب نفسه في هذه الحالة ويكذب كل المدعين معه بقيادة الانتفاضة ممن رافقوه الى الرياض؟؟ أليس المنطق يقول ذلك؟انا حقيقة عندما اكتب هذا التوضيح ليس هدفي منه التجريح انما فقط اريد التصحيح وتبيان الحقيقة وشهادة للتاريخ لكي لانبخس الناس اشياءها, فالانتفاضة في حقيقة امرها لم تنطلق شرارتها الاولى في شهر اذار كما يعتقد اكثر الناس وكما يدعي البعض ممن يدعون قيادتها و كما تدعي احزاب حاكمة بل انها انطلقت بالضبط في الساعة الثالثة صباحا من يوم الثامن والعشرين من شباط 1991 وهو يوم اعلان وقف اطلاق النار ولذا انا في كتاباتي اصفها بالشعبانية لكونها انطلقت شرارتها في الفهود والطار بفارق ساعات في محافظة ذي قار في يوم الثامن والعشرين من شباط بينما انطلقت في الناصرية المركز يوم 2 اذار لان قوات التحالف اعاقت تقدمها في اليوم الاول نحو الناصرية وبما ان يومي 28 شباط و 2 اذار كانا في شهر شعبان كان لابد من تسميتها الشعبانية رفعا للالتباس.أليست الامانة التاريخية تقتضي من الكاتب إن كان فعلا من قادة الانتفاضة ان يوثق يوم ومكان انطلاقتها خصوصا وهو على راس ماكنة اعلامية تضخ فيها ملايين الدولارات من اموال الشعب؟ولكن كيف لهم ان يقوموا بما هو ادنى وهم يريدون قبر الاكبر من ذلك ألا وهي الانتفاضة نفسها فهاهم ثوارها في الخارج هائمون وفيالداخل معدمون وكلهم مظلومون إلا من لبس جلباب الاحزاب الحاكمة فقد شملته رحمتها شريطة ان ينسى الانتفاضة..فبماذا تذكرهم الانتفاضة ليحملوا كل هذا البغض والعداء لها؟؟
https://telegram.me/buratha