د.فخري مشكور ـ قيادي قديم في حزب الدعوة
[وليكن اقربهم اليك أقوَلَهم بمـُرِّ الحق لديك] الامام علي
أخي ابا اسراءسلام الله عليك
في مقابلتك مع العراقية قلت انك تمتنع عن كشف ملفات السياسيين الداعمين للارهاب خوفا من انقلاب الدنيا.
واليوم جاءت موجة التفجيرات لكي تضعك على المحك ولتقول لك: والآن؟ هل لازلت مصرّاً على عدم الكشف؟ والى متى؟
وماذا لو جرفتك موجة تفجير ارهابية ذهبت بك وبملفاتك -التي تحتفظ بها ليوم الشدة- الى العالم الآخر؟
وماذا سيكتب عنك المَلـَكان في الكتاب الذي لا يغادر صغيرة وكبيرة الا احصاها؟
الا يكتب عنك التاريخ احتفاظك بالملفات التي قضت عليك؟ فلا أنت تصرفت كالحكام الديمقراطيين فكشفت الحقائق للشعب، ولا كالحكام الدكتاتوريين فتصرفت بحسم وقطعت دابر من يعيثون بأمن الشعب، ولا تصرفت كأمير المؤمنين -الذين استذكرته كنموذج للصبر- الذي لم يصبر على ضياع حق الامة في امنها وخيراتها، بل صبر على ضياع حقه الشخصي.
اليس المفروض ان تنتهز فرصة موجة التفجيرات فتدعو البرلمان الى جلسة طارئة وعلنية تذاع مباشرة على الهواء لتكشف امام الشعب والاعلام كل ما لديك من ادلة على المتورطين بالارهاب؟ ودع الدنيا تنقلب...لكنها تنقلب على المجرمين الذين يتمترسون بتسترك عليهم وخوفك من كشفهم.
صحيح ان كشفهم يسبب ردود فعل قوية، لكنه التصرف الامثل الذي لابد منه، وحين تكون العملية الجراحية لعلاج للسرطان مطلوبة فان الخوف منها يؤدي لا محالة الى الموت.
التستر على الارهابيين هو جريمة في الشرع والقانون والاخلاق، وقد اعترفت بها، الا تخشى أن يأتي غدا من يحاكمك عليها في الدنيا؟ أم أنك واثق أنك باقٍ لن تسلمها لأحد قبل أن تنجح في القضاء على الارهاب؟
ولان التستر على الارهابين اجراء اثبت فشله خلال دورتين انتخابيتين، فما الذي يجعلنا نأمل بقدرتك على النجاح في الدورة الثالثة؟
ابا اسراء
السكوت عن كشف الملفات لا يقلب الدنيا على العلملية السياسية، لكنه سيقلب الدنيا على حكومة تعجز عن تحقيق الامن،وتتستر على العابثين بهالدنيا -بهذا التستر والسكوت- ستنقلب على حكومة لم تكاشف الشعب بالحقائق، ولم تبرهن على قدرتها على ضبط الامن، ولم تتقدم بطلب المعونة او المشورة من أحد، ولم تستقل، ولم تعتذر، ولم تقدم للشعب حلّا ولا وعداً قابلا للتصديق ولا تفسيرا ولا خطة، ولا تـُرينا افقا، ولا تضرب لنا اجلا.
الاستمرار بهذا الوضع هو الذي سيقلب الدنيا ويسقط الحكومة، وهو بالضبط ما يريده الارهابيون وهم في امان... يفجرون ويتهمونك بالتقصبر في الملف الامني، مطالبين باسقاطك لعجزك عن كشف مخططاتهم بينما يجلسون هناك يضحكون من حرصك على عدم كشفهم.
تسترك عليهم يمنحهم الحصانة والفرص الاضافية للتفجير، ويعطيهم الشرعية، ويترك لهم الحبل على الغارب لكي يسافروا (ولا أقول يهربوا) اذا اشعروا بالخطر..مستفيدين من تعاون حلفائك واعوانك الذين تستعين بهم لتثبيت العملية السياسية!!
تسترك يعطي العذر للمواطن الذي يتستر عليهم خوفا من انتقامهم..هذا المواطن يقول: رئيس الوزراء يتستر ويحاكمني اذا تسترت
تسترك عليهم يعطيهم الحق في دخول الانتخابات مرة ثانية والفوز بمواقع جديدة، لأنه لا شيء يمنع ترشيحهم بعد ان كتمت الحقائق عن اجرامهم فحصلوا على التزكية القانونية المطلوبة.
ذلك ما يحصل بعدم كشف الملفات.اما كشف الملفات وتفجير الازمة فسيخلق اضطرابا، لكنه يخلق ثورة جماهيرية أنت بحاجة اليها، وهي طوق نجاتك الوحيد بعد اعترافك بالتستر العمدي على الارهاب.
الكشف سيؤدي الى ثورة يقف فيها الشعب المنكوب مع رئيس الوزراء الشجاع الذي جعل الشعبَ على بصيرة من امره، وعرّى امامه اعداءه الذين سلبوه أمنه وأمانه.اذا كشفت للشعب اعداءه فستقول لهم : ايها الشعب هؤلاء هم القتلة، وسأخوض معهم معركة فاصلة أحتاج فيها الى دعمكم، لأني بمصارحتكم ودعمكم أثبت لكم أنني حاكم شعب لا راعي غنم، وان دعمكم يعطيني قوة الحاكم المنتخب الذي يصارح الرأي العام ويستمد منه قوة لا يستغني عنها الا الحكام الانقلابيون.
بمصارحتك للشعب سوف تفجر منابع القوة التي تحتاجها في هذه المرحلة بالذاتوسيقف الشعب معك وسيدعمك دعما لا يستهان به، ولا يقلل من شأنه نصائح المتملقين القابعين وراء الحواجز الكونكريتية الذين يزينون لك سرية المعلومات وسرية القرارات وسرية المداولات وسرية الصفقات ..من اجل الحفاظ على سرية الامتيازات.
ماذا يحدث لو كشفت الملفات وصارحت الشعب بها؟في أسوا الاحتمالات ستقتل، وهذه نهاية سعيدة سياسيا و دينيا، وسيخلدك التاريخ بطلا لم يؤثر حياته على حياة شعبه الذي تحصده المفخخات كل يوم بينما يحتمي هو وطاقمه بالمنطقة الخضراء
أخي ابا اسراء
اذا اردت الفوز بالدنيا والنجاة في الآخرة فتقدم الى البرلمان علنا واكشفهم فان انقلبت الدنيا عليهم فهو المطلوب، وان انقلبت عليك فقد فزت بشرف ابراء ذمتك وفضح المجرمين وقطع الطريق عليهم
صدقني أن الذي سيحصل هو انقلاب على المجرمين لصالحك، وستحصل على شعبية تضمن لك الفوز الكاسح في الانتخابات وستشكل حكومة تتمتع بقاعدة شعبية قوية تخوض بها معركتك مع الارهاب ومن يقف خلفهوسيصبر الشعب على هذه المعركة الطاحنة اذا لمس منك استعدادا لخوضهااما استمرار التستر فخسارة لك في الدنيا والاخرة
ابا اسراء!اسمع مرّ الحقيقة من ناصح أمين، فان حلاوة كلام المتزلفين وسكوت الخائفين من مصارحتك خشية غضبك وحفاظا على مصالحهم ستودي بك وبنا الى الهاوية.
واسمع مني هذه النصيحة وان لم أكن صاحب منصب رسمي، فهذه ميزة تستدعي الاصغاء لا الاعراض، ولهذا خاطبتك بدون القاب عسى ان تسمعها بدون غطاء.اخي ابا اسراءاستمع الى نصيحة الامام علي: [وليكن اقربُهم اليك أقولَهم بمرّ الحق لديك].هل ستتجرع هذا المرّ؟
ملاحظة: ستكتشف مدى نصح من حولك لك بالمقارنة بين تاريخ كتابة هذه النصيحة وتاريخ وصولها اليك...ان وصلت.
فخري مشكور16 نيسان 2013
https://telegram.me/buratha