المقالات

ظاهرة التسول ما بين الحاجة والابتزاز

965 22:58:00 2013-04-16

المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .

يعكس التواجد المفرط لأعداد المتسولين في مراب وشوارع وارصفة وساحات ومراكز واسواق مختلف مدن بلادنا الانتشار الواسع لاحد نماذج الفقر الذي اضافت له تداعيات الحروب واعمال العنف التي ما تزال تهدد امن المجتمع العراقي واستقراره امتيازات لا نغالي اذا وصفناها بالمهنية البحتة بعد ان نجح نغر من الضالين في التأسيس لمشروع نمط حرفي لا يشابه من ناحية الحاجة الى مستلزمات اقامته بقية المهن والمشروعات الانتاجية او الخدمية الاخرى التي تستوجب تامين اموال تكفي لتغطية متطلبات انشاءها .وعلى الرغم من قيام بعض الاشخاص بمهمة قيادة وتوجيه جماعات المتسولين والمتسولات والاشراف على نشاطاتها اليومية غبر المراقبة الذكية ،الا ان واقع الحال يعطينا اشارات تعكس في ثناياها حاجة بعض الذين ارتضوا لأنفسهم الجلوس على طرق المارة او قرب المراقد او المساجد لممارسة عملية الاستجداء بحثا عن لقمة العيش التي اصبحت بعيدا عن متناول اليد جراء عوامل عدة منها موروث من ايام النظام السابق واخرى متأتية من تداعيات اعمال العنف التي رافقت سنوات المرحلة الانتقالية .ولا غرابة في لجوء بعض ممن يقودون زمر الممارسون لمهنة التسول الى شراء عربات ذوي الاحتياجات الخاصة ؛لاستخدامها من قبل اصحاء يعملون بإمرتهم ،بغية ايهام الناس بمعاناتهم من العوق ،اضافة الى انتهاج بعض المتسولات من الفتيات الصغيرات اللائي يضعن نقابا على وجوههن بقصد اخفاء ملامحهن اسلوب الاغراء كوسيلة للحصول على المال .واللافت للانتباه ان كثيرا من المتسولات يمتلكن اجهزة نقالة من الانواع الحديثة التي لا يقوى على شراءها كثير من الموظفين الحكوميين لاستخدامها في اغراض الاتصالات على ان الاكثر غرابة في هذا المنحى الحرفي هو ما يتعلق بالجانب التنظيمي الذي يعكس اهتمام هذه الجماعات بالأمور اللوجستية ،حيث يجري ايواء المتسولات والمتسولين في فنادق من الدرجات المتواضعة ومنازل مؤجرة ،وبخاصة في مناطق التجاوزات ،فضلا عن تامين المسؤولين عن هذه الجماعات سيارات اجرة لنقل المتسولين وايصالهم الى مناطق عملهم التي لا يسمح لغيرهم امتهان الاستجداء فيها ،ومن ثم اعادتهم الى مقراتهم في الفنادق والمنازل ،على ان الاكثر ايلاما وحزنا في مجريات اعمال هذه المهنة هو ما يتجسد بتوظيف المرأة والاطفال في مختلف نشاطاتها والاسهام بإبعادهم عن ادوارهم الحقيقية في مهمة التربية والبناء ..وعلى وفق ما تقدم حري بالجهات المعنية ادراك حقيقة ان مهنة التسول اصبحت ظاهرة مميزة للشارع العراقي الذي يعاني ازمات على الصعد كافة بعد ان امتدت مظاهر الاستجداء الى ابعد المناطق في البلاد ،ما يفرض على الجهات الحكومية مواجهتها بحكمة وروية ،بغية تأهيل من قدر له الانتماء الى هذه الشريحة تمهيدا لدمجها مع بقية قطاعات الشعب المنتجة .ويمكن القول ان هذه المهنة المستحدثة بأساليبها غير المطروقة سابقا ،اضافة الى اتساع مساحة تأثيرها تعد اشبه بالاستثمار المحلي غير الخاضع لمفهوم الاستثمار المتعارف عليه ؛بالنظر لانتفاء حاجة ادارة هذا النوع من الاستثمار الى رؤوس الاموال التي ينبغي تأمينها لإكمال مهمة اقامة المشروعات الانتاجية او الخدمية . في امان الله اغاتي . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العم سلام
2013-04-17
وكالتنا الحبيبه تعلمنا منذ الصغر وبشكل فطري حراجه سؤال الغير(الاستفسار) ومع مرور الزمن عرفنا ان هناك حديثا لآمام المتقين على بن ابي طالب حيث يقول(السؤال ذله ولو اين الطريق) ولا تحل تلك المشكله الا باتباع اساليب صارمه تتمثل اولا بالقضاء على قادة تلك المافيات والبحث عن اوكارهم والعاملين بها كما ينبغي التاكد من هويات اولئك النفر وخاصة ممن استفادوا من شبكة الرعاية الاجتماعيه مع تفعيل صناديق دعم الفقراء والمحتاجين في الجوامع والحسينيات مع تخصيص جزء من موارد العتبات لآنشاء مراكز لآيواء المشردين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك