الكاتب: علي جواد الماجدي
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له((قال الإمام الصادق عليه السلام قال الرسول الأكرم صلى الله عله وآله وسلم: "مرَّ عيسى بن مريم عليه السلام بقبر يعذَّب صاحبه ثم مرَّ به من قابل فإذا هولا يعذَّب، فقال: يا ربِّ مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذَّب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذَّب؟ فأوحى الله إليه أنَّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فلهذا غفرت له بما فعل ابنه، ثم قال رسول الله صلى الله عله وآله وسلم : ميراث الله عزَّ وجلَّ من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام آية زكريا عليه السلام ((فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا))إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا بسبب أعمال معينة بينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كالصدقة الجارية ، أو العلم النافع الذي تركه ، أو دعاء وعمل الولد الصالح له وإذا عمل الابن عملا صالحا ، وكان أبوه هو الذي دله عليه وعلّمه إياه ، فإن الأب يؤجر على ذلك ، كما قال رسول الله صلوات الله عليه: ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) فأن من سنَّ سنَّة حسنةً كان له أجرها، فللأهل الذين علَّموا أولادهم التعاليم الإسلامية، وحلّوهم بمحاسن الأخلاق وكريم الفعال، الأجر من خلال عمل أولادهم بهذه التعاليم, وأن الولد الصالح ريحانة من الله قسمها بين عباده ، وأن ميراث الله من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له وأن الولد نعم العضد وأن عمل الولد يوجب نجاة الأبوين , فالولد نعمة من الله تعالى وكم من آباء وأمهات محرومون من هذه النعمة، وعندما يمن الله تعالى عليهم بالولد تملأ الفرحة كل جوانب حياتهم، فكيف إذا كان الولد صالحا مؤمنا يحمل اسم أهله ويحمل الدعوات الصالحة لهم من خلال أخلاقه ودينه، ولذا ورد في الرواية عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (من سعادة الرجل الولد الصالح). فالولد الصالح الذي يمثل تطلعات والديه ريحانة حقيقية، وعلى عكسه الولد غير الصالح الذي قد يشكل لوالديه مأساة كبيرة ويعرضهما للمهانة في الدنيا والسؤال في الآخرة، فعن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال )ولد السوء يهدم الشرف ويشين السلف), ومن اهم واجبات الوالدين هو تربية وتأديب الذرية فقد قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم(لئن يؤدب أحدكم ولداً خيرٌ له من أن يتصدق بنصف صاعٍ كلَّ يوم) وقال صلوات الله وسلامه عليه ...)ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضيء من نورهما وجوه أهل الجنة), وهنالك الكثير من الآثار في الدنيا للولد الصالح فأن الولد بالإضافة إلى كونه قرة عين للوالدين كما عبرت الآية الكريمة ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)(الفرقان آية 74) ، لهُ كذلك آثار أخرى في الدنيا إن كان من الصالحين حيث إنه يكون عوناً لوالديه على متاعب الحياة ومكاره الدهر ولا سيما عند بلوغ الأهل الكبر، وإصابتهم بالعجز عن العمل، ففي الرواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام (إن من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده، ويكون خلطاؤه صالحين، ويكون له ولد يستعين بهم(, لكننا للأسف الشديد نجد أن هذه القيم قد ضاعت في مجتمعاتنا الآن، فأصبح تدريس الابن ومأكله ومشربه أسبق من تربيته تربية دينية صالِحة
https://telegram.me/buratha